التحالف أطلق عملية جوية في صنعاء ودمر 17 آلية حوثية بمأرب وحجة

الحكومة اليمنية تؤكد دعم الجيش ووحدة الصف لإنهاء الانقلاب

جانب من انتشار القوات الحكومية في حرض (أ.ف.ب)
جانب من انتشار القوات الحكومية في حرض (أ.ف.ب)
TT

التحالف أطلق عملية جوية في صنعاء ودمر 17 آلية حوثية بمأرب وحجة

جانب من انتشار القوات الحكومية في حرض (أ.ف.ب)
جانب من انتشار القوات الحكومية في حرض (أ.ف.ب)

على وقع تواصل المعارك ضد الميليشيات الحوثية، واصل تحالف دعم الشرعية في اليمن إسناد قوات الجيش جوياً، كما أعلن (السبت) إطلاق عمليات عسكرية في صنعاء استجابة للتهديدات الحوثية.
جاء ذلك في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية على دعم الجيش والمقاومة وعلى وحدة صف المكونات السياسية لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، متهمة الميليشيات الحوثية باستهداف الأعيان المدنية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة ضمن مساعيها لتعويض خسائرها الميدانية.
في هذا السياق، أفاد التحالف في تغريد بثته «واس»، بأنه نفذ 25 عملية استهداف ضد الميليشيا الحوثية في محافظتي حجة ومأرب خلال 24 ساعة، موضحاً أن الاستهدافات دمرت 17 آلية عسكرية وكبدت الميليشيات خسائر بشرية.
وفي وقت سابق، أفاد التحالف بأنه أطلق تنفيذ عملية عسكرية بصنعاء استجابة للتهديدات، مطالباً المدنيين بعدم الاقتراب من المواقع المستهدفة.
هذه التطورات تأتي مع استمرار المعارك التي يخوضها الجيش اليمني في محافظات حجة ومأرب والجوف وصعدة، حيث قدرت مصادر عسكرية أن الميليشيات خسرت المئات من عناصرها في معارك حجة خلال الأيام الأخيرة ضمن مساعيها لفك الحصار عن مسلحيها في مدينة حرض الحدودية التابعة لمحافظة حجة.
في غضون ذلك، ذكرت المصادر الرسمية أن رئيس الحكومة معين عبد الملك، ترأس (السبت) في العاصمة المؤقتة عدن، الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء، حيث جرت مناقشة الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال والمستجدات الراهنة، وإصدار عدد من القرارات بشأنها.
وحسب وكالة «سبأ»، استعرض عبد الملك «الأوضاع العامة على المستوى الوطني والتحديات القائمة في مختلف الجوانب، وضرورة بذل أقصى الجهود لمواجهتها ومعالجتها، ومتابعة الملفات المهمة في المجالات العسكرية والأمنية، والاقتصادية، والخدمية التي ترتبط بشكل مباشر بحياة المواطنين».
وأشار رئيس الحكومة اليمنية إلى مستجدات الأوضاع العسكرية في جبهات القتال ضد ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً على ضوء التقدمات الميدانية التي حققتها قوات الجيش بإسناد من تحالف دعم الشرعية، خصوصاً في حجة ومأرب وتعز وغيرها، وما يتطلبه ذلك من استمرار وحدة الصف الوطني حتى استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.وقال عبد الملك، إن الميليشيات تلجأ كعادتها مع كل انكسار ميداني إلى استهداف المدنيين والنازحين والمناطق الآهلة بالسكان بالصواريخ والمقذوفات والطائرات المسيّرة، بما في ذلك الهجمات الإرهابية التي استهدفت الأعيان المدنية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، آخرها الهجوم على مطار أبها.
وتطرق رئيس الوزراء اليمني إلى مستوى التقدم في تنفيذ الإصلاحات الحكومية، في مقدمتها تحفيز أدوات السياسة المالية والنقدية، وفق عمل تكاملي مع التركيز على خفض فاتورة الاستيراد وتحقيق استقرار سعر صرف العملة والرقابة الفاعلة على أسعار السلع والخدمات.
وأشار إلى «التنسيق على المستوى الإقليمي والدولي لدعم جهود الإصلاحات، إضافة إلى موافقة الحكومة على خطة الأمم المتحدة لتفريغ خزان (صافر) لتفادي الكارثة البيئية الوشيكة، واستمرار ميليشيا الحوثي في رفضها لكل الحلول، وما يحتمه ذلك من ممارسة ضغوط وعقوبات حقيقية على الميليشيا لتنفيذ الخطة الأممية».
ووفق المصادر الحكومية، جدد اجتماع مجلس الوزراء التأكيد على «أن استمرار التصعيد الحوثي باستهداف الأعيان المدنية في اليمن والسعودية والإمارات، يضع الحكومة والشعب اليمني وتحالف دعم الشرعية والمجتمع الدولي أمام الطبيعة الإرهابية لهذه الجماعة ومسؤولية مضاعفة تسريع إنهاء هذا الخطر الوجودي الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم، بإيعاز من النظام الإيراني».


مقالات ذات صلة

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).