قال وزيرٌ في الحكومة البريطانية، أمس السبت، إن تسلم رئيس الوزراء بوريس جونسون، استبياناً من الشرطة التي تحقق في مزاعم إقامة حفلات انتهكت الإغلاق في مقر الحكومة في داونينغ ستريت لن يصرف انتباهه عن التركيز على التوترات بين أوكرانيا وروسيا. وأكدت رئاسة الوزراء، يوم الجمعة، أن رئيس الوزراء تلقى الاستمارة القانونية من شرطة العاصمة، وقال إنه «سيرد على المطلوب». ويقوم جهاز شرطة لندن بالاتصال بأكثر من 50 شخصاً يُعتقد أنهم حضروا الحفلات لتفسير مشاركتهم. وقال وزير القوات المسلحة جيمس هيبي لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، «إنني على ثقة تامة من أن رئيس الوزراء سوف يملأ هذا الاستبيان، ويعيده إلى شرطة العاصمة كما يجب». وأضاف: «لكنني لا أعتقد ولو للحظة أن ذلك سيصرف تركيزه عن قيادة المواجهة الدولية خلال أزمة جيوسياسية حادة».
أعلنت شرطة لندن الجمعة أنها أرسلت إلى رئيس الوزراء البريطاني استمارة أسئلة لكي يجيب عليها في إطار تحقيق تجريه بشأن حفلات نظمت في داونينغ ستريت خلال فترة الإغلاق التي شهدتها البلاد لمكافحة «كوفيد – 19». وقال متحدث باسم الشرطة في بيان، «نستطيع أن نؤكد أن رئيس الوزراء تلقى استمارة أسئلة من شرطة لندن. سيرد عليها كما ينبغي».
وتحقق الشرطة في 12 تجمعاً في مقر رئاسة الوزراء في 10 داونينغ ستريت بعد أن كشف تحقيق أولي أن موظفي جونسون حضروا حفلات أثناء إجراءات الإغلاق اشتملت على احتساء مشروبات روحية، وأن جونسون شارك بنفسه في عدد من تلك الاحتفالات.
وتعني هذه الخطوة أن جونسون سيتعين عليه تقديم سبب وجيه لحضوره تلك الفعاليات التي نظمت أثناء القيود المفروضة بسبب فيروس كورونا، وإلا فإنه سيواجه غرامة.
وتعرض جونسون لانتقادات متزايدة في الأسابيع الأخيرة بسبب الغضب بشأن إقامة العديد من الحفلات في مقر الحكومة البريطانية خلال فترة حثت فيها البريطانيين على تجنب الاتصالات الاجتماعية من أجل وقف انتشار فيروس كورونا.
وأتى بيان الشرطة بعد ساعات على نشر وسائل إعلام صورة جديدة يظهر فيها جونسون مشاركاً في إحدى هذه الحفلات مع شخصين آخرين.
وتتحرى الاستبيانات أنشطة هؤلاء الأشخاص خلال 12 مناسبة أقيمت في مقر رئاسة الوزراء خلال العامين 2020 و2021.
والخميس شن رئيس الوزراء الأسبق جون ميجور، هجوماً عنيفاً على جونسون، متهماً إياه بخرق قواعد «كوفيد»، وتعزيز «ازدراء» العامة للسياسة، وتشويه سمعة المملكة المتحدة في الخارج. وسلط هذا الهجوم الحاد وغير الاعتيادي للسياسي المحافظ العريق الضوء على الخطر الذي يتهدد مستقبل جونسون بسبب فضيحة «بارتي غيت»، خصوصاً أنه سبق للعديد من نواب حزب المحافظين الحاكم أن دعوه إلى الاستقالة.
أكدت بريطانيا مجدداً اعتزامها عدم إرسال قوات قتالية إلى أوكرانيا. وقال وزير القوات المسلحة جيمس هيبي، أمس السبت، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورفاقه يودون أن تكون لديهم القدرة لأن يقولوا إن تحركهم المحتمل جاء نتيجة لعدوان غربي في أوكرانيا. وأضاف أنه لهذا السبب من المهم جداً توضيح أنه لن يتم لعب «دور نشط في أوكرانيا». وفي رده على سؤال يقول «ألن تكون هناك قوات قتالية بريطانية في حال نشوب حرب؟»، أجاب هييي: «من الضروري للغاية أن يسمع الناس في موسكو هذا: نعم». وأوضح هيبي أنه سيتم خلال العطلة الأسبوعية الحالية سحب كل الجنود البريطانيين الذين شاركوا في مهمة لتدريب أوكرانيين على استخدام صواريخ بريطانية مضادة للمدرعات. وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس قالت قبل أسبوعين، إن «من غير المرجح للغاية» حدوث موقف يقاتل فيه جنود بريطانيون إلى جانب الأوكرانيين ضد روسيا. وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، استبعد قيام الحلف بمهمة في أوكرانيا حال وقوع غزو روسي للبلاد.
جونسون بين أزمتين... أوكرانيا وحفلات مكتبه
جونسون بين أزمتين... أوكرانيا وحفلات مكتبه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة