السور الأخضر العظيم وتكيُّف النباتات مع تغيُّر المناخ

البيئة في مجلات الشهر

السور الأخضر العظيم وتكيُّف النباتات مع تغيُّر المناخ
TT

السور الأخضر العظيم وتكيُّف النباتات مع تغيُّر المناخ

السور الأخضر العظيم وتكيُّف النباتات مع تغيُّر المناخ

تنوعت المواضيع التي تناولتها المجلات العلمية في إصداراتها الجديدة مطلع شهر فبراير (شباط) 2022، ومن بين القضايا المهمة التي ناقشتها الآمال المعقودة على قمة التنوع البيولوجي التي ستعقد في الصين بعد أسابيع، والعلاقة بين خسارة الأنواع الحيوانية وتراجع قدرة النباتات على التكيف مع تغير المناخ، وكذلك النتائج التي تقدمها المحاكاة الحاسوبية لدور «السور الأخضر العظيم» في تغيير مناخ أفريقيا.
- «ناشيونال جيوغرافيك»
عرضت «ناشيونال جيوغرافيك» (National Geographic) تقريراً مصوراً عن نهر الميكونغ الذي ينبع من هضبة التيبت ويصب في بحر الصين الجنوبي، عابراً الصين وبورما ولاوس وتايلاند وكمبوديا وفيتنام. ويعد النهر موطناً لنحو 20 ألف نوع حي، مما يجعله أكثر أنهار العالم تنوعاً بيولوجياً بعد الأمازون. وعلى طول النهر، تنتشر الأسواق العائمة والأكواخ التي تقوم على ركائز خشبية. كما تشكل دلتاه سهولاً فيضية تُستثمر في زراعة نصف محصول الأرز الذي تنتجه فيتنام. ولطالما كان نهر الميكونغ شريان الحياة للسكان ومصدر جذب للسياح، لكن غناه الطبيعي والثقافي يتعرض لضغوط بيئية كثيرة، لا سيما النفايات البلاستيكية.
- «نيو ساينتست»
ناقشت «نيو ساينتست» (New Scientist) النتائج المتوقعة من قمة التنوع البيولوجي (كوب 15) التي ستعقد خلال شهر أبريل (نيسان) المقبل في مدينة كونمينغ الصينية. وكانت القمة، التي وصفتها المجلة بالاجتماع الحاسم، تأجلت ثلاث مرات حتى الآن بسبب جائحة «كوفيد - 19»، مما جعل العالم من دون أهداف محددة لوقف فقدان التنوع البيولوجي، خصوصاً بعد فشل أغلب البلدان في تحقيق أهدافها لسنة 2020، ومن النتائج المحتملة للقمة التعهد بتخصيص 30 في المائة من الأراضي والمحيطات مناطق محمية حتى سنة 2030، إلى جانب مناقشة «السلامة البيئية» لتلك المناطق المحمية الموسعة. ومن المتوقع أن يكون هناك خلاف حول خفض الإعانات الزراعية التي يُستخدم قسم منها في تحويل الغابات إلى أراضٍ لزراعة نخيل الزيت وفول الصويا ولتربية الماشية.
- «ساينس»
«آثار خسارة الحيوانات على قدرة النباتات في مواكبة تغير المناخ» كان أحد عناوين الأبحاث المنشورة في أعداد «ساينس» (Science) الأسبوعية الأخيرة. ويشير البحث إلى أن نصف الأنواع النباتية تعتمد على الحيوانات لتشتيت بذورها ونقلها إلى أماكن بعيدة، ويخلُص بشكل متحفظ إلى أن نقص الثدييات والطيور قد قلل بالفعل من قدرة النباتات على مواكبة تغير المناخ بنسبة 60 في المائة على مستوى العالم. ويشير هذا الانخفاض الكبير في قدرة النباتات على التكيف مع تغير المناخ عبر تغيير نطاق الانتشار إلى وجود تضافر بين تناقص أعداد الحيوانات وتغير المناخ، مما يقوض مرونة الغطاء النباتي.
- «ساينتفك أميركان»
تناولت نايومي أورساكس، أستاذة تاريخ العلوم في جامعة هارفارد، جدية التعويل على الطاقة النووية لمواجهة تغير المناخ. وتشير أورساكس في مقالها، الذي نشرته «ساينتفك أميركان» (Scientific American)، إلى الوقت الطويل الذي يستغرقه بناء المفاعلات النووية وتشغيلها، حيث يبلغ متوسط وقت البناء عالمياً 10 سنوات، كما يحتاج الأمر إلى سنوات عديدة من أجل اختيار الموقع والحصول على الموافقة التنظيمية والترخيص. ومن ناحية أخرى، لا تزال الطاقة النووية هي أغلى شكل لتوليد الكهرباء في الولايات المتحدة، إذ تبلغ كلفتها التشغيلية ضعف كلفة تشغيل المحطة التي تعتمد على الوقود الأحفوري. وفي حين انخفض سعر الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بشكل كبير، ظلت تكلفة الطاقة النووية مرتفعة بعناد. وتنوه أورساكس إلى أن الانشطار النووي هو تقنية لها سجل حافل بالوعود المبالغة والتقصير.
- «بي بي سي ساينس فوكاس»
«البصمة البيئية للحيوانات الأليفة» كان أحد المواضيع اللافتة في «بي بي سي ساينس فوكاس» (BBC Science Focus). وتحصل القطط والكلاب على كميات بروتين تفوق معدل ما يحصل عليه البشر من اللحوم والأسماك. وفي الولايات المتحدة وحدها تستهلك الحيوانات الأليفة ربع السعرات الحرارية من المنتجات الحيوانية، وينبعث عن الإنتاج الحيواني اللازم لتغذيتها ما يعادل الانبعاثات الكربونية لنحو 13 مليون سيارة سنوياً. كما تساهم الألعاب البلاستيكية ومستحضرات العناية بالحيوانات الأليفة في زيادة النفايات والملوثات، التي تجد طريقها إلى المكبات والمسطحات المائية. ومن ناحية أخرى، تستهلك بعض الحيوانات الصغيرة التي تربى في المنازل، كالأسماك والزواحف، الطاقة لاستمرار عمل فلاتر المياه وأنظمة التدفئة والإضاءة التي تحتاجها.
- «يوريكا»
عرضت «يوريكا» (Eureka) نموذجاً لآفاق التعاون بين الشركات والمؤسسات الحكومية من أجل تطوير أنظمة نقل صديقة للبيئة. وكانت شركة «وايت موتورسايكل كونسيبتس» كشفت النقاب عن دراجة نارية كهربائية هجينة مخصصة لخدمات الطوارئ التي تقدمها الشرطة. وإلى جانب اعتمادها على الكهرباء، تقدم الدراجة المبتكرة مفهوماً ثورياً للانسيابية الهوائية، مما يساهم في تحسين كفاءتها بنحو 15 إلى 20 في المائة بالمقارنة مع الدراجات النارية التقليدية. وقد جرى تطوير هذه الدراجة بالتعاون مع شرطة مقاطعة نورثامبتونشير البريطانية، وبدعم من وكالة الابتكار في المملكة المتحدة، وبتمويل جزئي من المنح الحكومية التي يقدمها المكتب التنفيذي البريطاني للمركبات ذات الانبعاثات الصفرية.
- «ساينس نيوز»
كيف يمكن أن يغير «السور الأخضر العظيم» المناخ في أفريقيا؟ سؤال أجابت عنه مقالة نشرتها «ساينس نيوز» (Science News). وتتضمن مبادرة «السور الأخضر العظيم» الأفريقية زراعة 100 مليون هكتار بالأشجار والشجيرات بحلول 2030 لمنع الصحراء الكبرى من التوسع جنوباً. ويتوقع نموذج محاكاة مناخية أن يضاعف هذا الحزام الأخضر هطول الأمطار داخل منطقة الساحل الأفريقية، ويقلل متوسط درجات الحرارة في الصيف في معظم أنحاء شمال أفريقيا وفي حوض البحر المتوسط. وفي المقابل، يتوقع النموذج أن ترتفع درجات الحرارة إلى أعلى ما هي عليه في أكثر أجزاء الصحراء الكبرى حرارة.
- «ساينس إيلوستريتد»
تناولت «ساينس إيلوستريتد» (Science Illustrated) الصلة بين ارتفاع درجة الحرارة فوق المحيطات وزيادة شدة العواصف المطرية ومدتها. وتشير المعطيات إلى أن حدة العواصف زادت بمقدار 25 في المائة خلال السنوات الخمسين الماضية، وما زال الأمر مستمراً في التصاعد. كما أدى الاحتباس الحراري إلى تحريك حزام العواصف، بحيث أصبحت بعض المناطق المحصنة سابقاً عرضة لعواصف قوية. وتسمح زيادة الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة بزيادة محتوى الغلاف الجوي من بخار الماء بنسبة 7 في المائة. وكلما ارتفعت درجة حرارة المحيطات، زاد الهواء الرطب الذي يغذي العواصف، ووفر لها الطاقة اللازمة للانتقال إلى مسافات أبعد.


مقالات ذات صلة

«تخريب رهيب» للفيل البرتقالي الضخم و«الآيس كريم» بإنجلترا

يوميات الشرق المَعْلم الشهير كان يميّز الطريق (مواقع التواصل)

«تخريب رهيب» للفيل البرتقالي الضخم و«الآيس كريم» بإنجلترا

أُزيل فيل برتقالي ضخم كان مثبتاً على جانب طريق رئيسي بمقاطعة ديفون بجنوب غرب إنجلترا، بعد تخريبه، وفق ما نقلت «بي بي سي» عن مالكي المَعْلم الشهير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

يترقب المجتمع البيئي الإعلان عن أهم القرارات الدولية والمبادرات والالتزامات المنبثقة من مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16).

عبير حمدي (الرياض)
يوميات الشرق تكريم الفائزين الثلاثة ضمن مبادرة «حلول شبابية» بالتزامن مع «كوب 16» (واس)

منصّتان وشركة... «حلول شبابية» سعودية مبتكرة لمختلف التحديات البيئية

لم تكن الحلول التي قُدِّمت في مؤتمر «كوب 16» للقضايا البيئية والمناخيّة الملحّة، وقضايا تدهور الأراضي والجفاف، قصراً على الحكومات والجهات الخاصة ذات الصلة.

غازي الحارثي (الرياض)
بيئة الاستفادة من التقنيات الحديثة في تشجير البيئات الجافة واستعادة الأراضي المتدهورة من أهداف المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 00:55

السعودية تستهدف تحويل 60 % من مناطقها إلى «غابات مُنتجة»

يواصل «المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير» استقبال الحضور اللافت من الزوّار خلال نسخته الثانية في العاصمة السعودية الرياض، بتنظيم من المركز الوطني لتنمية…

غازي الحارثي (الرياض)
الاقتصاد الوزير السعودي يتسلم رئاسة السعودية رسمياً لمؤتمر «كوب 16» في الرياض (الشرق الأوسط)

«كوب 16 الرياض» يجمع صناع السياسات لإعادة تأهيل الأراضي ومكافحة التصحر

اجتمع عدد كبير من صنُاع السياسات والمنظمات الدولية والدوائر غير الحكومية وكبرى الجهات المعنية، الاثنين، في الرياض، للبحث عن حلول عاجلة للأزمات البيئية.

آيات نور (الرياض) عبير حمدي (الرياض) زينب علي (الرياض)

باحث بريطاني: «المناطق الزرقاء» المشهورة بعمر سكانها المديد مجرد خدعة

جانب من الساحل الشمالي لجزيرة سردينيا الإيطالية (فيسبوك)
جانب من الساحل الشمالي لجزيرة سردينيا الإيطالية (فيسبوك)
TT

باحث بريطاني: «المناطق الزرقاء» المشهورة بعمر سكانها المديد مجرد خدعة

جانب من الساحل الشمالي لجزيرة سردينيا الإيطالية (فيسبوك)
جانب من الساحل الشمالي لجزيرة سردينيا الإيطالية (فيسبوك)

تشكل الفكرة القائلة إنّ «المناطق الزرقاء» المشهورة في العالم بطول عمر سكانها وارتفاع نسبة المعمرين فيها، مجرد خدعة تستند إلى بيانات غير صحيحة، كما يؤكد أحد الباحثين.

هذه العبارة التي استُحدثت للإشارة إلى منطقة من العالم يقال إن سكانها يعيشون لفترة أطول من غيرهم ويتمتعون بصحة أفضل من قاطني مناطق اخرى. وكانت جزيرة سردينيا الإيطالية أوّل منطقة تُصنّف «زرقاء» عام 2004.

أدت الرغبة في العيش لأطول مدة ممكنة إلى ظهور تجارة مزدهرة، مِن وجوهها نصائح غذائية، وأخرى لاتباع أسلوب حياة صحي، بالإضافة إلى كتب وأدوات تكنولوجية ومكملات غذائية يُفترض أنها تساهم في طول العمر.

لكنّ الباحث البريطاني في جامعة يونيفرسيتي كوليدج بلندن سول جاستن نيومان، يؤكد في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية أنّ البيانات المتوافرة عن الأشخاص الأكبر سنّا في العالم «زائفة لدرجة صادمة جدا».

ودقق بحثه الذي يخضع حاليا لمراجعة، في البيانات المتعلقة بفئتين من المعمّرين: أولئك الذين تتخطى أعمارهم مائة عام، ومَن يبلغون أكثر من 110 سنوات، في الولايات المتحدة وإيطاليا وإنكلترا وفرنسا واليابان.

وفي نتيجة غير متوقعة، وجد أن «المعمّرين الذين تتخطى أعمارهم 110 سنوات» هم عموما من مناطق قطاعها الصحي سيئ وتشهد مستويات مرتفعة من الفقر فضلا عن أنّ سجلاتها غير دقيقة.

يبدو أنّ السر الحقيقي وراء طول العمر هو في «الاستقرار بالأماكن التي تُعدّ شهادات الميلاد نادرة فيها، وفي تعليم الأولاد كيفية الاحتيال للحصول على راتب تقاعدي»، كما قال نيومان في سبتمبر (أيلول) عند تلقيه جائزة «آي جي نوبل»، وهي مكافأة تُمنح سنويا للعلماء عن أبحاثهم التي تُضحك «الناس ثم تجعلهم يفكرون».

كان سوجين كيتو يُعدّ أكبر معمّر في اليابان حتى اكتشاف بقاياه المحنّطة عام 2010، وتبيّن أنه توفي عام 1978. وقد أوقف أفراد من عائلته لحصولهم على راتب تقاعدي على مدى ثلاثة عقود.

وأطلقت الحكومة اليابانية دراسة بيّنت أنّ 82% من المعمّرين الذين تم إحصاؤهم في البلاد، أي 230 ألف شخص، كانوا في الواقع في عداد المفقودين أو الموتى. ويقول نيومان «إن وثائقهم قانونية، لقد ماتوا ببساطة».

فالتأكّد من عمر هؤلاء الأشخاص يتطلّب التحقق من المستندات القديمة جدا التي قد تكون صحتها قابلة للشك. وهو يرى أن هذه المشكلة هي مصدر كل الاستغلال التجاري للمناطق الزرقاء.

* سردينيا

عام 2004، كانت سردينيا أول منطقة تُصنّف «زرقاء». وفي العام التالي، صنّف الصحافي في «ناشونال جيوغرافيك» دان بوتنر جزر أوكيناوا اليابانية ومدينة لوما ليندا في كاليفورنيا ضمن «المناطق الزرقاء». لكن في أكتوبر (تشرين الأول)، أقرّ بوتنر في حديث إلى صحيفة «نيويورك تايمز» بأنه صنّف لوما ليندا «منطقة زرقاء» لأنّ رئيس تحريره طلب منه ذلك، إذ قال له عليك أن تجد منطقة زرقاء في الولايات المتحدة.

ثم تعاون الصحافي مع علماء سكان لإنشاء «بلو زونز» التي أضيفت إليها شبه جزيرة نيكويا في كوستاريكا وجزيرة إيكاريا اليونانية.

إلا أنّ سجلات رسمية لا تنطوي على موثوقية كبيرة مثل تلك الموجودة في اليابان، أثارت الشك بشأن العمر الحقيقي للمعمّرين الذين تم إحصاؤهم في هذه المناطق.

وفي كوستاريكا، أظهرت دراسة أجريت عام 2008 أن 42% من المعمرين «كذبوا بشأن أعمارهم» خلال التعداد السكاني، بحسب نيومان. وفي اليونان، تشير البيانات التي جمعها عام 2012 إلى أن 72% من المعمرين ماتوا. ويقول بنبرة مازحة «بقوا أحياء حتى اليوم الذي يصبحون اعتبارا منه قادرين على الاستفادة من راتب تقاعدي».

ورفض باحثون مدافعون عن «المناطق الزرقاء» أبحاث نيومان ووصفوها بأنها «غير مسؤولة على المستويين الاخلاقي والأكاديمي». وأكد علماء ديموغرافيا أنهم «تحققوا بدقة» من أعمار «المعمرين الذين تتخطى اعمارهم 110 سنوات» بالاستناد إلى وثائق تاريخية وسجلات يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر.

لكنّ نيومان يرى أنّ هذه الحجة تعزز وجهة نظره، ويقول «إذا انطلقنا من شهادة ميلاد خاطئة منسوخة من شهادات أخرى، فسنحصل على ملفات مترابطة جيدا... وخاطئة بشكل تام».

ويختم حديثه بالقول «كي تعيش حياة طويلة، ما عليك أن تشتري شيئا. استمع إلى نصائح طبيبك ومارس الرياضة ولا تشرب الكحول ولا تدخن... هذا كل شيء».