الهدف الذهبي: هدف البرازيلي رونالدو مع إنتر ميلان في مرمى لاتسيو عام 1998

شهد نهائي كأس الاتحاد الأوروبي هدفاً ربما كان أعظم لحظة في أجمل مباراة لعبها «الظاهرة»

رونالدو يحتفل بهدف إنتر الثالث في شباك لاتسيو في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي لعام 1998 (غيتي)
رونالدو يحتفل بهدف إنتر الثالث في شباك لاتسيو في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي لعام 1998 (غيتي)
TT

الهدف الذهبي: هدف البرازيلي رونالدو مع إنتر ميلان في مرمى لاتسيو عام 1998

رونالدو يحتفل بهدف إنتر الثالث في شباك لاتسيو في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي لعام 1998 (غيتي)
رونالدو يحتفل بهدف إنتر الثالث في شباك لاتسيو في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي لعام 1998 (غيتي)

نشأت وأنا مهووس بكرة القدم، وعندما كنت في السابعة عشرة من عمري كنت أعتقد أنني رأيت كل شيء يمكن أن تقدمه لي كرة القدم، وربما كان ذلك أحد الأسباب التي جعلتني أعمل كاتباً متخصصاً في الشؤون الرياضية. في ذلك الوقت تقريباً، كنت أقضي أيضاً معظم أمسيات أيام الأسبوع وأنا أتجول في الحدائق والأزقة والمقاهي لتغيير الحالة المزاجية بطريقة أو بأخرى، غالباً تحت ستار مشاهدة مباريات كرة القدم. لذلك في صيف عام 1996، قام والداي بالاشتراك في شبكة «سكاي» الرياضية على أمل أن يساعدني بث العديد من المباريات والبرامج الرياضية في البقاء في غرفتي والتعامل مع دراستي بجدية أكبر.
وكانت هذه هي الفترة التي تعرفت خلالها على النجم البرازيلي رونالدو لويس نازاريو دي ليما. وكما كان الحال مع الكثيرين، فقد رأيته لأول مرة في كأس العالم عام 1994، حينما كان أحد لاعبي المنتخب البرازيلي المتوج بكأس العالم في الولايات المتحدة الأميركية. وضع باري ديفيز علامة على بطاقتنا أثناء تغطية هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) للمباراة النهائية، لكن رونالدو لم يدخل إلى الملعب ولم يشارك في المباراة.
وفي غضون عامين، علقت صورة رونالدو على حائط غرفتي، لكن اسمه المستعار أثار اهتماماً خاصاً. ويشتهر البرازيليون بألقابهم، وهذا جزء من ثقافة البلاد، فمثلاً اسم دونغا يعني القزم؛ في حين أن النجم البرازيلي السابق ريكاردو روغيرو دي بريت ذا الشعر الأشقر والعيون الزرقاء كان يُعرف باسم أليماو، والذي يعني «الألماني»؛ كما يعرف الملاكم البرازيلي الشهير غابريل غونزاغا باسم «ناباو» والذي يعني «صاحب الأنف الكبيرة». لكن موهبة رونالدو الاستثنائية جعلت الجميع يطلقون عليه اسم «الظاهرة»؛ لأن أي اسم آخر غير الظاهرة سيكون سخيفاً.
وأول شيء أتذكره لرونالدو بالتحديد هو ذلك الهدف الشهير الذي أحرزه بقميص برشلونة في مرمى كومبوستيلا في أكتوبر (تشرين الأول) 1996، لكن لم تكن هذه هي المرة الأولى التي رأيته فيها، لكنني في تلك اللحظة شعرت بالصدمة والرهبة والفرح والخوف والحب والرغبة في الضحك، وما زالت هذه المشاعر تنتابني حتى الآن عندما أرى لقطات لرونالدو وهو يقدم أشياء استثنائية داخل المستطيل الأخضر.
لقد كان رونالدو يتميز بالمهارة الشديدة والسرعة الفائقة والقوة الهائلة والذكاء الحاد؛ وهو ما يجعله أكثر مهاجم متكامل في تاريخ كرة القدم. وإذا كانت مشاهدة نجم التنس العالمي روجر فيدرر، كما كتب ديفيد فوستر والاس، بمثابة تجربة خيالية، فإن مشاهدة رونالدو وهو يتألق داخل الملعب كانت شيئاً خارقاً للطبيعة. لقد اكتشف فيدرر النطاق الكامل للقدرة البشرية على إعادة اختراع مفهومنا عن الممكن، في حين كان رونالدو يقدم أشياء تتجاوز حدود المادية وتغير مفهومنا عن المستحيل، وكأنه مبعوث جاء لنا من المستقبل ليبين لنا أن كل ما كنا نعتقده من قبل كان كذباً!
لقد كان عظماء البرازيل في الماضي - غارينشا، وديدي، وبيليه، وزيكو - يلعبون كرة القدم من أجل المتعة وكأنهم يرقصون السامبا، في حين كان رونالدو يشبه الرسوم المتحركة المصنوعة من المطاط والحديد والحرارة التي تتحرك بسرعة مذهلة. وعلى الرغم من أنه كان يستمتع أيضاً باللعب الجميل والابتسامة على وجهه، فإن ذلك لم يكن عملاً فلسفياً أو آيديولوجياً، لكنه كان يقتل خصومه داخل الملعب وهو يستمتع ويتسلى بذلك.
لقد لعب رونالدو لبرشلونة لموسم واحد فقط، 1996 – 1997، وسجل خلاله 34 هدفاً في 37 مباراة - وهو ما كان كفيلاً ليجعله أصغر لاعب يحصل على جائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لأفضل لاعب في العالم وهو في العشرين من عمره. كما ساعد برشلونة في الحصول على كأس ملك إسبانيا، وأحرز هدف الفوز في المباراة النهائية لكأس العالم للأندية، قبل أن ينتقل إلى الدوري الإيطالي الممتاز ويسجل 25 هدفاً في أول موسم له مع إنتر ميلان ويقوده لإنهاء الموسم في المركز الثاني خلف يوفنتوس الرائع بقيادة مديره الفني مارتشيلو ليبي. وفي هذه الأثناء، كان زملاؤه في الفريق غير مصدقين مثلنا تماماً لما يقدمه، وكانوا يحتفلون بأهدافه من خلال تلميع حذائه في عمل يتسم بالاحترام الشديد لهذه الفجوة الكونية بينه وبين بقيتنا نحن أبناء الأرض المثيرين للشفقة!
ووصل إنتر ميلان أيضاً إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي لعام 1998 - في ذلك الوقت، كان يسمح لأغنى بطولات الدوري أن تشارك في دوري أبطال أوروبا بناديين فقط، لذا كانت المنافسة شرسة نسبياً. سجل رونالدو هدفاً في مرمى نوشاتيل زاماكس السويسري في الجولة الأولى، وضد ستراسبورغ في الجولة الثانية وقاد إنتر للعودة من بعيد بعد التأخر بهدفين في مباراة الذهاب، وسجل أيضاً في مرمى شالكه في دور الثمانية - وهي المباراة التي شهدت أيضاً استعراضه لمهاراته الكروية بطريقة وحشية ومهينة للمنافسين – وسجل هدفاً جميلاً في مباراة الدور نصف النهائي ضد سبارتاك موسكو، على الرغم من سوء أرضية الملعب.
وأقيمت المباراة النهائية للبطولة ضد لاتسيو في العاصمة الفرنسية باريس، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يلعب فيها النهائي من مباراة واحدة وليس مباراتي ذهاب وعودة. وكان لاتسيو في ذلك الوقت يضم كوكبة من النجوم اللامعة بقيادة بافل نيدفيد، وروبرتو مانشيني وبييرلويغي كاسيراغي، بينما كان إنتر ميلان لديه إيفان زامورانو وخافيير زانيتي ويوري دجوركاييف، إلا أن هذه المباراة وصفت بأنها مواجهة بين أفضل مهاجم في العالم، رونالدو، وأفضل مدافع في العالم، أليساندرو نيستا.
وفي بداية المباراة، نجح نيستا في إيقاف رونالدو وكأنه يخبره بأنه هناك، لكن سرعان ما تمنى نيستا عدم مشاركته في المباراة. فبعد خمس دقائق، وضع زامورانو إنتر ميلان في المقدمة، وبعد ذلك بوقت قصير تُرك أفضل مدافع في العالم وهو يعاني أمام أفضل مهاجم في العالم. لكن أبرز ما حدث في الشوط الأول كان استقبال رونالدو للكرة من على حافة منطقة الجزاء وتسديد كرة صاروخية في الزاوية البعيدة للقائم والعارضة.
وعند الدقيقة الـ60، تلاعب رونالدو بفلاديمير يوغوفيتش الذي رد بضرب النجم البرازيلي بالكوع في وجهه والحصول على البطاقة الصفراء. ثم أحرز زانيتي هدفاً آخر لإنتر ميلان بمهارة فائقة، لكن سرعان ما تم نسيان ذلك تماماً بسبب ما حدث في وقت لاحق، فعند الدقيقة الـ80 أرسل فرانشيسكو مورييرو، الذي كان قد نزل لملعب المباراة قبل دقيقة واحدة فقط، تمريرة سحرية من وسط الملعب ليستقبلها رونالدو ويركض منفرداً نحو حارس مرمى لاتسيو لوكا مارشيغاني.
كان هذا هو الموقف الذي يتوقع جميع المهاجمين التسجيل فيه، لكن بالنسبة لرونالدو لم يكن ذلك كافياً، فقد كان النجم البرازيلي في حاجة إلى التأكيد على الاختلاف بينه وبين الآخرين. لذلك؛ تلاعب رونالدو بمارشيغاني من خلال حركته الشهيرة بتبديل قدميه حول الكرة ليسقط الحارس الإيطالي على الأرض ويضع رونالدو الكرة في الشباك الخالية ويحرز هدفاً استثنائياً يعكس قدراته ومهاراته وإمكانيات التي قلما يجود الزمان بمثلها.



خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
TT

خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)

أشار البرتغالي جورجي خيسوس، المدير الفني لفريق الهلال، إلى إمكانية مشاركة البرازيلي مالكوم أمام النصر، في المباراة التي تجمعهما، اليوم السبت في كأس السوبر السعودي.

وقال خيسوس، في المؤتمر الصحافي الخاص بالمباراة: «مجدداً الهلال طرف في نهائي آخر ضد منافس قوي، ستكون مباراة قوية. ستظهر صورة الكرة السعودية التي وصلت إلى المستوى العالي، والعالم يشاهد».

وأضاف: «الفريقان يملكان لاعبين كثراً على مستوى عالٍ من الجودة، وبالطبع نبحث عن أن نظهر الوجه القوي للكرة السعودية».

وتابع: «المباراة ستكون منقولة على مستوى العالم ودول أوروبا والبرازيل، نرغب في أن نظهر أفضل صورة للكرة السعودية، نرغب في أن نظهر ما أظهرناه في الموسم الماضي».

وواصل: «في كل مكان بالعالم النهائيات والديربيات يكون فيها شد ذهني لا يمكن السيطرة عليه بالكامل، المستوى هذا من الصعب أن نتحكم خلاله في ردة الفعل. هناك بعض اللحظات التي يكون فيها شحن وهي طبيعية».

وبسؤاله عن موقف البرازيلي مالكوم من المباراة، أوضح خيسوس: «لقد تدرب مع الفريق اليوم، وبناءً على ذلك سنتخذ القرار الأنسب، كل شيء سيعتمد على التمرين الأخير».

وأردف: «مالكوم من أفضل اللاعبين الموجودين على مستوى الهلال والدوري، وبالنسبة لي بصفتي مدرباً معرفة مالكوم التكتيكية مهمة، وهو حل مهم لنا، يجعل الأمور أسهل».

ورفض خيسوس الحديث عن لاعبه سعود عبد الحميد الذي ارتبط بالانتقال إلى صفوف روما الإيطالي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.

وأكد: «الهلال يملك قائمة قوية من اللاعبين، وفترة الإعداد كانت من أجل العمل على استعداد اللاعبين، خصوصاً مثل الموجودين خارج الفريق الموسم الماضي؛ مثل حمد اليامي الذي كان بالشباب، ويملك إمكانات جيدة».

وواصل: «نحن معتادون على حب الجماهير الذي يتحرك معنا، لامسنا هذا الأمر العام الفائت، نحاول أن نمنحهم بطولة أخرى، وقفوا معنا، ودعمونا، ونحن موجودون لأجل إرضاء الجماهير».

وأتم خيسوس حديثه بالإشادة بمهاجمه ميتروفيتش، قائلاً: «إنه محترف على مستوى عالٍ داخل وخارج الملعب، بداية الإعداد كانت رائعة؛ إذ خسر بعض الوزن، ميتروفيتش مثال لنوعية المحترف المثالي».

من جانبه، يأمل الصربي ألكسندر ميتروفيتش، مهاجم الهلال في الفوز بكأس السوبر على حساب النصر.

وقال ميتروفيتش في المؤتمر الصحافي: «ستكون مباراة قوية ضد منافس قوي، لعبنا أمامهم في الموسم الماضي، ونتمنى أن نكون الطرف المنتصر».

وأفاد: «لا يوجد شيء اختلف في الإعداد لمواجهة النصر. إنها مثل أي مباراة أخرى، نركز على أنفسنا وتنفيذ تعليمات المدرب أفراداً ومجموعة».

وأكمل: «ستكون مباراة كبيرة حافلة بالحضور الجماهيري، نحن محظوظون بوجود الجماهير داخل أرضنا وخارجها».

واختتم: «السعادة ستكون أكبر إن انتصرنا مع تسجيلي للأهداف، ولكن الهدف الرئيسي إسعاد الجماهير والفوز باللقب».