علماء يصنعون سمكة «هجينة» ذات قلب «بشري»

سمكة هجينة صنعها باحثون من جامعة هارفارد (ديلي بيست)
سمكة هجينة صنعها باحثون من جامعة هارفارد (ديلي بيست)
TT

علماء يصنعون سمكة «هجينة» ذات قلب «بشري»

سمكة هجينة صنعها باحثون من جامعة هارفارد (ديلي بيست)
سمكة هجينة صنعها باحثون من جامعة هارفارد (ديلي بيست)

ابتكر باحثون من جامعة هارفارد سمكة «حيوية - هجينة» جديدة تستخدم خلايا القلب البشري لمحاكاة فيزياء ضخ القلب للدم، للسباحة بشكل مستقل.
قال كيت باركر، مهندس بيولوجي بجامعة هارفارد وباحث رئيسي في المشروع، لصحيفة «ديلي بيست»: «اهتم تحديداً بأمراض القلب لدى الأطفال... أريد أن أبني قلباً مصنوعاً من الأنسجة لطفل مريض يولد بقلب مشوه. لكن لا يمكنني أن أضع هذا القلب داخل طفل على قيد الحياة دون أن أجربه بنفسي».
ووجد باركر أن طريقة اختبار ذلك هي عبر بناء هذه الكائنات البحرية الحيوية التي يمكن أن تثبت ما إذا كانت خلايا القلب المهندسة يمكنها حقاً أن تنبض وتعمل كما يفترض أن يعمل القلب الطبيعي.
تعني عبارة «حيوية - هجينة» أساساً مزيجاً من الخلايا الحية مع المواد الصناعية - مصنوعة من مواد حية، ولكنها تعمل بشكل أو بآخر مثل جهاز تكنولوجي جديد.
وقبل عدة سنوات، وجد باركر نفسه محبطاً من الوسائل الحالية لعلاجات القلب. قال: «كان الأمر كما لو أنه هناك أشياءً لا يمكننا فهمها بشأن القلب».
في ذلك الوقت تقريباً، بدأ باركر في اصطحاب ابنته الصغيرة إلى حوض الأسماك في نيوإنغلاند ولفتت انتباهه قناديل البحر. قال: «نظرت إليها، وفكرت: تقوم بالضخ وكأنها مضخة قلب... يمكنني بناء هذا الشيء نفسه».
انتهى باركر وفريقه من تطوير قناديل البحر الحيوية - الهجينة التي سبحت باستخدام خلايا القلب النابضة المستمدة من الفئران، مما أثار ضجة إعلامية. وأدى هذا العمل في النهاية إلى كشف النقاب عن الأسماك الحيوية اليوم في ورقة جديدة نشرت في مجلة «ساينس». تم تصميم السمكة على غرار الزرد (حيوان بشرته شفافة، مما يجعله جذاباً للغاية للدراسة بين علماء الفسيولوجيا والهندسة الحيوية).

ويتألف جسم السمكة من خمس طبقات مختلفة: خط من أنسجة عضلة القلب مشتق من الخلايا الجذعية البشرية. طبقة صلبة من الورق مبنية باستخدام الليزر؛ طبقة من الجيلاتين وطبقة أخرى من الورق وطبقة أخيرة من الأنسجة العضلية. وفي زعنفة الذيل تتألق الطبقتان من الخلايا العضلية: فبينما يتقلص أحد جانبي خلايا القلب بالزعنفة، يتمدد الجانب الآخر - والعكس صحيح. تؤدي هذه الدورة إلى تحريك زعنفة الذيل للخلف وللأمام ودفع السمكة للأمام بشكل مستقل.
قال باركر: «هذه مبادئ مستعارة من قلب الإنسان... والشيء المذهل هو أنه تم تشغيلها من تلقاء نفسها. تسبح أسرع من أي شيء آخر قمنا ببنائه على الإطلاق. وهي تعيش لفترة أطول». لقد تعلمت الأسماك الهجينة بالفعل السباحة بشكل أكثر كفاءة وإظهار إيقاع أفضل بمرور الوقت.
رغم أن الدراسة الجديدة لن تؤدي بشكل مباشر إلى طفرة في قلوب الأطفال الصناعية العام المقبل، فإن باركر وفريقه يمضون قدماً بالفعل في خطط لبناء أنسجة قلب صناعية في ثلاثة أبعاد ومحاكاة الطبقات التي يتكون منها قلب الإنسان.


مقالات ذات صلة

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

صحتك بهدف تكوين صورة بصرية ذات معنى لمشهد ما تقوم أعيننا بسلسلة من الحركات السريعة المنسقة (رويترز)

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

تبرز مؤخراً طريقة جديدة للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر ترتبط بالاستماع إلى حركة عيون المرضى عبر ميكروفونات في آذانهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك شعار «شات جي بي تي» يظهر أمام شعار شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

هل يساعد «شات جي بي تي» الأطباء حقاً في تشخيص الأمراض؟ الإجابة مفاجئة

يتساءل الكثير من الأشخاص حول ما إذا كان برنامج الدردشة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي قادراً على مساعدة الأطباء في تشخيص مرضاهم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يرفع العلاج الجديد مستويات البروتين في الخلايا الحساسة للضوء بشبكية العين (هارفارد)

علاج جيني يُعيد القدرة على السمع ويعزّز الرؤية

طوّر باحثون بكلية الطب في جامعة «هارفارد» الأميركية علاجاً جينياً للمصابين بمتلازمة «آشر من النوع 1F»، وهي حالة نادرة تسبّب الصمم والعمى التدريجي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

كشفت دراسة حديثة أن استهداف العصب الذي غالباً ما يكون مبهماً يؤدي إلى تحسين معدل نجاح العلاج بالتبريد والعلاج بالترددات الراديوية لالتهاب الأنف المزمن.

العالم العربي من داخل مجمع مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح في قطاع غزة (أرشيفية - أ.ب)

«أطباء بلا حدود»: مواصلة إسرائيل تدمير النظام الصحي في غزة ستَحرم مئات آلاف السكان من العلاج

حذرت منظمة «أطباء بلا حدود»، اليوم الأحد، من أن مواصلة إسرائيل تدمير النظام الصحي في قطاع غزة ستَحرم مئات آلاف السكان من العلاج الطبي.

«الشرق الأوسط» (غزة)

كاتدرائية نوتردام الفرنسية تتعافى من الحريق... وتكشف عن هيئتها الجديدة للعالم

جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)
جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

كاتدرائية نوتردام الفرنسية تتعافى من الحريق... وتكشف عن هيئتها الجديدة للعالم

جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)
جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)

بعد أكثر من 5 سنوات من أعمال ترميم واسعة، كشفت كاتدرائية نوتردام في العاصمة الفرنسية، باريس، عن هيئتها الجديدة للعالم، اليوم الجمعة، بعد تعرضها لحريق مدمر عام 2019.

تُظهر هذه الصورة مذبح الكنيسة الذي صممه الفنان والمصمم الفرنسي غيوم بارديه، في قلب كاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

جاء ذلك خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى موقع البناء ليشاهد بنفسه التصميمات الداخلية التي تم ترميمها قبل إعادة افتتاح الكاتدرائية الشهيرة في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ويتم بث زيارته التي تستمر ساعتين على الهواء مباشرة. وتظهر أعمال حجرية تم ترميمها وألوان نابضة بالحياة، وغيرها من ثمار جهود إعادة الإعمار الهائلة، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محاطاً برئيس مؤسسة «إعادة بناء نوتردام دو باري» العامة وبرئيس أساقفة باريس يزور كاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

دخل ماكرون عبر الأبواب الأمامية العملاقة للكاتدرائية والمنحوتة بدقة، وحدّق في الأسقف بدهشة. وكان برفقته زوجته بريجيت ورئيس أساقفة باريس وآخرون.

وانضم ماكرون إلى مجموعة تضم 700 من الحرفيين والمهندسين المعماريين وكبار رجال الأعمال والمانحين، وأشاد بالحرفية والتفاني وراء جهود الترميم.

السيدة الأولى الفرنسية بريجيت ماكرون، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس مؤسسة «إعادة بناء نوتردام دو باري» العامة فيليب جوست، ووزيرة الثقافة والتراث الفرنسية رشيدة داتي، ورئيس أساقفة باريس لوران أولريش يزورون كاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

ومن المقرر أن يعود ماكرون في السابع من ديسمبر لإلقاء خطاب وحضور تدشين المذبح الجديد خلال قداس مهيب في اليوم التالي.

وتأتي زيارة ماكرون بمثابة بداية لسلسلة من الأحداث التي تبشر بإعادة افتتاح التحفة القوطية التي تعود إلى القرن الثاني عشر.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت برفقة رئيس مؤسسة «إعادة بناء نوتردام دو باري» العامة فيليب جوست، يزورون كاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

وترى إدارة ماكرون أن إعادة الإعمار تمثل رمزاً للوحدة الوطنية والقدرة الفرنسية.