ألمانيا: حل الدولتين لا يزال «الخيار الأفضل»

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك مع نظيرها الإسرائيلي يائير لبيد في مؤتمر صحافي مشترك أمس (أ.ف.ب)
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك مع نظيرها الإسرائيلي يائير لبيد في مؤتمر صحافي مشترك أمس (أ.ف.ب)
TT

ألمانيا: حل الدولتين لا يزال «الخيار الأفضل»

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك مع نظيرها الإسرائيلي يائير لبيد في مؤتمر صحافي مشترك أمس (أ.ف.ب)
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك مع نظيرها الإسرائيلي يائير لبيد في مؤتمر صحافي مشترك أمس (أ.ف.ب)

أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أمس (الخميس)، خلال لقائها نظيرها الإسرائيلي يائير لبيد، أن «حل الدولتين»، لا يزال يعد «الخيار الأفضل» لكلا الجانبين، بالنظر إلى عملية السلام المتوقفة منذ أعوام بين إسرائيل والفلسطينيين. وعن توسيع نطاق المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، قالت بيربوك التي بدأت زيارة لتل أبيب، أمس، إن ذلك يعد «ضاراً» ولا يتفق مع القانون الدولي، وأضافت أن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر، وسيؤدي إلى التصعيد بصورة متكررة. وتابعت: «ليس هناك استقرار بلا أمل»، حسب وكالة الأنباء الألمانية، مشيدةً بأولى خطوات بناء الثقة التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية الجديدة تجاه الفلسطينيين.
من جانبه، انتقد يائير، بشدة، استخدام مصطلح «فصل عنصري» في التقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان، في سياق الحديث عن طريقة تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين. وتعتزم وزيرة الخارجية الألمانية الالتقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت، وسوف تجتمع في رام الله، مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس، ووزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي.
في سياق آخر، تعهدت أنالينا بيربوك، بأنه يمكن لإسرائيل مواصلة التعويل على تضامن ألمانيا معها تحت قيادة الحكومة الاتحادية الجديدة. وقالت إن الماضي يعد «تكليفاً لأجل المستقبل». ورأت الوزيرة الألمانية أن المهمة المحورية لإسرائيل وألمانيا هي الكفاح المشترك في مواجهة معاداة السامية في العالم بأسره، وأضافت أن هناك مساعي لتوسيع نطاق التبادل بين الشباب في إسرائيل وألمانيا.
ودعت لتعزيز التعاون في سياسة المناخ والطاقة، وأشارت إلى أن هناك مخاوف من مواجهة ارتفاع درجات الحرارة وندرة المياه في منطقة الشرق الأوسط في المستقبل. وقالت: «من خلال بدء علاقات دبلوماسية مع دول عربية تنفتح فرص جديدة هائلة لأجل مجالي المناخ والطاقة».
هذا وقد وصف وزير الخارجية الإسرائيلي، لقاءه مع نظيرته الألمانية، بأنه «لقاء طويل وإيجابي»، وأشار إلى أن صداقة ألمانيا مع إسرائيل تعتمد على «أننا لا ننكر الماضي».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.