إسرائيل تصادر عشرات آلاف الدونمات من برية فلسطين

لافتة تدل على اتجاه قرية كيسان

صادقت السلطات الإسرائيلية بشكل نهائي، على قرار مصادرة نحو 50 ألف دونم من أراضي قرية كيسان شرق بيت لحم، وهي أراض تمثل برية فلسطين وصولاً حتى البحر الميت.
وكانت إسرائيل قد قررت في سبتمبر (أيلول) من عام 2021 الاستيلاء على 48.700 ألف دونم من أراضي القرية لتحويلها إلى محمية طبيعية. وأعلنت سلطات الاحتلال أن فترة الاعتراضات الأولى، والثانية انتهت، وبالتالي دخل القرار حيز التنفيذ. ولم تنتظر السلطات عملياً هذا القرار، وهي تقوم، منذ سنوات، بتجريف الأراضي وشق الطرق بما يساعد في دعم المزارع الإسرائيلية هناك، ويمنع توسع الزراعة الفلسطينية.
ويشمل القرار الإسرائيلي الاستيلاء على أراض البرية، بما في ذلك مواقع أثرية وطبيعية، مثل وادي الغار، الذي يضم خربا وبقايا أديرة ووادي الجحار، المليء بالكهوف الطبيعية. ومنذ بداية العام الحالي، تكثف العمل الإسرائيلي في المنطقة، وعملت الآليات هناك على تسوية مساحات شاسعة من الأرض، بما في ذلك في منطقة بير المزراب جنوب القرية، بغرض توسيع البناء داخل مستوطنة «آيبي هناحل» المبنية على أراضي القرية.
وتسعى إسرائيل لتوسيع المستوطنة، والتحاق مزيد من العائلات بها، مع بداية الصيف الحالي، كما تسعى لبناء المزيد من البركسات الزراعية لصالح المستوطنين، إضافة إلى منطقة صناعية.
وبحسب قرار المصادرة، فإنه سيتم ربط مستوطنة «آيبي هناحل» بشبكة طرق جرى التخطيط لها، لربطها بالمنطقة الصناعية المنوي إقامتها، وبناء جدار إلكتروني لحمايتها، وكذلك ربطها بالمكب الخاص بتدوير النفايات، وفرزها وتحويلها إلى مصنع للكرتون المعاد تدويره، والمواد العضوية لمصنع توليد الكهرباء من المخلفات والسماد الكيماوي للزراعة في غرب القرية ما بين كيسان والمنية.
ويعاني أهالي القرية هناك من اعتداءات إسرائيلية متكررة، من قبل الجيش، والمستوطنين الذين يستهدفون رعاة الأغنام. والتطور الإسرائيلي في المنطقة يأتي فيما تعاني القرية الفلسطينية من بنية تحتية متهالكة، وتفتقر للطرق وشبكات المياه والكهرباء والخدمات. ويعتمد معظم أهالي القرية على الزراعة وتربية المواشي في المساحات الواسعة التي تمت مصادرتها. ومنذ عام 1967، تعرضت القرية لعمليات مصادرة متلاحقة لأراضيها، لصالح بناء مستوطنات، فضلاً عن شق طرق التفافية، إضافة إلى مصادرة 428 دونماً لإقامة قاعدة عسكرية إسرائيلية.