الأسرى الفلسطينيون يغلقون أقسام سجون إسرائيل احتجاجاً

والد الأسير الفلسطيني أمل نخلة (17 عاماً) يعرض صورة ابنه على هاتفه في مخيم الجلزون قرب رام الله يناير الماضي (أ.ف.ب)
والد الأسير الفلسطيني أمل نخلة (17 عاماً) يعرض صورة ابنه على هاتفه في مخيم الجلزون قرب رام الله يناير الماضي (أ.ف.ب)
TT

الأسرى الفلسطينيون يغلقون أقسام سجون إسرائيل احتجاجاً

والد الأسير الفلسطيني أمل نخلة (17 عاماً) يعرض صورة ابنه على هاتفه في مخيم الجلزون قرب رام الله يناير الماضي (أ.ف.ب)
والد الأسير الفلسطيني أمل نخلة (17 عاماً) يعرض صورة ابنه على هاتفه في مخيم الجلزون قرب رام الله يناير الماضي (أ.ف.ب)

أغلق الأسرى الفلسطينيون الأقسام في جميع سجون الاحتلال الإسرائيلي، وقرروا الامتناع عن الخروج للفحص اليومي وللساحات، في إطار معركتهم النضالية المستمرة منذ خمسة أيام، ضد سياسات إدارة سجون الاحتلال.
وذكر نادي الأسير أن «الاحتلال عزز من وجود وحدات القمع داخل السجون»، فيما تسود حالة من التوتر الشديد بعد إقدام الإدارة على تقليص المدة التي يقضيها الأسرى في «الفورة»، وعدد الأسرى الذين سيسمح لهم بالخروج في الدفعة الواحدة.
وتضم وحدات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال، عسكريين ذوي أجسام قوية وخبرات خدمة في وحدات حربية مختلفة في الجيش الإسرائيلي، تلقى عناصرها تدريبات خاصة لقمع الأسرى والتنكيل بهم، باستخدام أسلحة مختلفة، منها السلاح الأبيض، والهراوات، والغاز المسيل للدموع، وأجهزة كهربائية تؤدي إلى حروق في الجسم، وأسلحة تطلق رصاصاً حارقاً. ولطالما تحولت المواجهة بين الأسرى ووحدات القمع، إلى سبب لرفع مستوى التوتر في السجون.
وعلق عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، حسين الشيخ، على الأمر بالقول إن ما يتعرض له المعتقلون الفلسطينيون من حملات تنكيل، إضافة إلى «تنصل سلطات الاحتلال من تفاهمات سابقة تحققت بعد إضرابهم الأخير»، تُنذر بالانفجار القادم في جميع المعتقلات وفي كل ساحات الوطن. وطالب الشيخ خلال تغريدة له عبر حسابه على «تويتر»، الجهات الدولية، بالتدخل فوراً لمنع الانفجار المقبل.
وكانت الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، قد توصلت لتفاهمات مع إدارة السجون بعد عملية نفق جلبوع، من أجل عودة الأمور إلى سابق عهدها قبل الخامس من سبتمبر (أيلول) الماضي، وهو تاريخ فرار الأسرى من سجن جلبوع. ودخل الأسرى، في وقتها، في إضراب عن الطعام، وهددوا بتصعيد كبير، رداً على إجراءات إدارة مصلحة السجون القمعية، التي تنوعت بين تفريق أسرى وعزل آخرين وسحب امتيازات.
غير أنه مؤخراً، عادت إدارة مصلحة السجون إلى تنفيذ إجراءات جديدة، بينها تقليص مدة الفورة (الفسحة)، إلى أكثر من نصف المدة الزمنية، وتخفيض عدد الأسرى الذين يسمح لهم بالخروج دفعة واحدة إلى هذه الفسحة.
نادي الأسير قال إنه «في أعقاب نجاح ستة أسرى بانتزاع حريتهم فجر السادس من سبتمبر الماضي، تراجعت إدارة السجون عن الاتفاق المتمثل بوقف إجراءاتها التنكيلية والتضييق بحق الأسرى، وصعدت من سياسة التضييق عليهم». وأكد النادي أن الحركة ناشدت جميع أبناء الفلسطينيين إسنادهم في خطواتهم التصعيدية، داعية إلى أن يكون الجمعة والاثنين المقبلان، يومي غضب داخل وخارج السجون.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.