المتهم الرئيسي في اعتداءات باريس: تراجعت عن تفجير حزامي في آخر لحظة

دفع ببراءته أمام محكمة الجنايات

رسم لصلاح عبد السلام المتهم الرئيسي في هجمات باريس 2015 خلال مثوله أمام محكمة الجنايات أمس (أ.ف.ب)
رسم لصلاح عبد السلام المتهم الرئيسي في هجمات باريس 2015 خلال مثوله أمام محكمة الجنايات أمس (أ.ف.ب)
TT

المتهم الرئيسي في اعتداءات باريس: تراجعت عن تفجير حزامي في آخر لحظة

رسم لصلاح عبد السلام المتهم الرئيسي في هجمات باريس 2015 خلال مثوله أمام محكمة الجنايات أمس (أ.ف.ب)
رسم لصلاح عبد السلام المتهم الرئيسي في هجمات باريس 2015 خلال مثوله أمام محكمة الجنايات أمس (أ.ف.ب)

أكد صلاح عبد السلام العضو الوحيد الذي ما زال على قيد الحياة من المجموعة التي نفّذت اعتداءات 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 في باريس، في أول جلسة استجواب له أول من أمس، أنه «تراجع» عن «تفجير» حزامه الناسف. وقال الفرنسي البالغ 32 عاماً في «تصريح عفوي» أمام محكمة الجنايات الخاصة في باريس التي بدأت النظر في القضية منذ خمسة أشهر: «لم أقتل أحداً ولم أجرح أحداً... لم أتسبب حتى بأي خدش». ويُعتقد أن صلاح عبد السلام، هو الوحيد الباقي على قيد الحياة من أعضاء المجموعة التي نفذت الهجمات باستخدام أسلحة ومتفجرات واستهدفت ستة مطاعم وحانات، وقاعة «باتاكلان» للموسيقى واستاد رياضي في 13 من فبراير (تشرين الثاني) 2015. وأسفرت أيضا عن إصابة المئات.
واعتبر عضو المجموعة الإرهابية، التي أوقعت 130 قتيلاً في باريس، أن «الأحكام الصادرة في قضايا الإرهاب شديدة للغاية». وأوضح: «في المستقبل، عندما يصعد شخص ما في مترو أنفاق أو في حافلة وبحوزته حقيبة مليئة بـ50 كيلوغراماً من المتفجرات، وتساوره في اللحظة الأخيرة الرغبة بالعدول، سيعرف أن الحق ليس إلى جانبه، إذ سيتم سجنه أو قتله».
وبعد خمس ساعات من بدء جلسة الاستجواب الذي انحصر بالفترة التي سبقت سبتمبر (أيلول) 2015، سألته محامية الضحايا أوريلي سيرسو عن «توبته». واعتبر عبد السلام أن «الأشخاص الذين لم يقتلوا أحداً، لا يمكننا إدانتهم كما لو كانوا قادة (الدولة الإسلامية)، هذا غير معقول». وأضاف عبد السلام أنه عندما تكون في السجن وفي الحبس الانفرادي تحت مراقبة مستمرة: «تقول لنفسك: كان يجب أن أفجر هذا الشيء (الحزام الناسف الذي تخلى عنه ليلة 13 نوفمبر)... هل فعلت الشيء الصحيح بالتراجع أم كان يجب أن أمضي حتى النهاية؟».
بعد أن ضغط عليه محامو الضحايا بالأسئلة حول انضمامه و«حبه» لـ«تنظيم الدولة الإسلامية» الذي «يضفي شرعية» على أنشطته، كرر المتهم الرئيسي: «لا أمثل أي خطر على المجتمع». وتابع صلاح عبد السلام: «إذا أطلقوا سراحي غداً، فلن أهاجم أحداً»، لكنه أقرّ بـ«نصيب من المسؤولية في هذه القضية»، وأبدى أسفه لـ«شيطنته» في فرنسا والعمل على «إلقاء كل المسؤولية على عاتقه». ودارت أسئلة محامي الضحايا حول ازدواجية أفكاره وأفعاله؛ فمن ناحية لا يشكك المتهم في التزامه مع التنظيم المتطرف - فهو يعتبر أن عمليات الذبح والقتل التي نفذها تنظيم «داعش» تمثل «افتراءات لم يرتكبها». من جهة أخرى، يتحدث المتهم عن «مأزق» وجد نفسه فيه بعد أن انضم شقيقه الأكبر ومثله الأعلى إبراهيم عبد السلام الذي شارك في اعتداءات 13 نوفمبر (تشرين الثاني)، و«صديقه المقرب» عبد الحميد أباعود منسق الهجمات، إلى صفوف ما يُسمى بتنظيم «الدولة الإسلامية في سوريا».
وشرح صلاح عبد السلام قائلاً: «كانت لي روابط في بلجيكا، أي والدي وخطيبتي»، وفي الوقت نفسه كان هناك «الإخوة» في سوريا «ذبحوا». وأردف بصوت ضعيف: «عندما أعود إلى المنزل مساء، كنت أبكي أحياناً وأذرف بعض الدموع». صلاح عبد السلام الذي اشتهر بأنه «محبّ للحفلات»، كان من رواد الكازينوهات والملاهي الليلية، وتردد على «المقاهي العصرية» نفسها التي كان فيها ضحايا اعتداءات مساء 13 نوفمبر 2015.
في بداية جلسة الاستجواب، أكد المتهم خلال حديث مع رئيس المحكمة جان - لوي بيرييه أن لديه تفسيرات أخرى يحتفظ بها إلى «وقت لاحق»، ولم يدل بها رغم محاولات القاضي المتكررة لكشفها.
وبدأت في سبتمبر محاكمة المتهمين بالهجمات التي أودت بـ130 شخصاً في باريس، ومن المقرر أن تنتهي في مايو (أيار) المقبل.



«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.