مقتل ستة في تفجير انتحاري استهدف مندوبي الانتخابات بالصومال

موقع التفجير الانتحاري بالقرب من القصر الرئاسي بالعاصمة مقديشيو أول من أمس (رويترز)
موقع التفجير الانتحاري بالقرب من القصر الرئاسي بالعاصمة مقديشيو أول من أمس (رويترز)
TT

مقتل ستة في تفجير انتحاري استهدف مندوبي الانتخابات بالصومال

موقع التفجير الانتحاري بالقرب من القصر الرئاسي بالعاصمة مقديشيو أول من أمس (رويترز)
موقع التفجير الانتحاري بالقرب من القصر الرئاسي بالعاصمة مقديشيو أول من أمس (رويترز)

قالت خدمة الإسعاف، إن انتحارياً استهدف حافلة صغيرة مكتظة بمندوبي الانتخابات البرلمانية في الصومال؛ مما أسفر عن مقتل ستة على الأقل في العاصمة مقديشو، أول من أمس، في هجوم أعلنت «حركة الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» مسؤوليتها عنه.
وقع الانفجار في ساعة مبكرة من صباح أول من أمس أثناء مرور الحافلة بتقاطع مزدحم على طريق تؤدي إلى مكتب الرئيس في العاصمة الصومالية.
وقال عبد القادر عبد الرحمن، مدير خدمة «أمين» للإسعاف في مقديشو، إن المسعفين نقلوا ست جثث من مكان الحادث. ولم يتم التعرف على الفور على هوية الضحايا. وقال أحد المندوبين الذين كانوا على متن الحافلة، إن أحداً من الركاب لم يُصب بأذى. وأضاف المندوب سعدو عبد الله لـ«رويترز»، «كنا في الحافلة وأثناء مرورها بمفترق الطرق رأيت شخصاً يركض نحونا، وكانت الشرطة تصرخ فيه طالبة منه التوقف تحت تهديد السلاح. بعدها سمعنا دوي عيارين ناريين وانفجاراً». وأردف «لقد اجتزنا (التقاطع) بالفعل، لكن ما عرفته هو أن هناك ضحايا مدنيين». وأعلنت «حركة الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، والتي تهدف للإطاحة بالحكومة المركزية وفرض تفسيرها المتشدد للشريعة، مسؤوليتها عن الهجوم قائلة، إنه أسفر عن مقتل ستة من المندوبين وخمسة من ضباط الشرطة. وقال عبد العزيز أبو مصعب، المتحدث باسم العمليات العسكرية «لحركة الشباب»، إن انتحارياً «من المجاهدين نفذ عملية استهدفت قافلة للحكومة المرتدة. كان الهدف هو المندوبين الذين يختارون النواب». وبدأت الانتخابات النيابية في الصومال في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، وكان من المفترض أن تنتهي في 24 ديسمبر (كانون الأول)، لكن من المقرر الآن أن تنتهي في 25 فبراير (شباط). وقد يمثل الهجوم على المندوبين تحدياً إضافياً جديداً لها. وبموجب العملية الانتخابية غير المباشرة في الصومال، من المفترض أن تختار المجالس الإقليمية مجلساً للشيوخ. ويختار المندوبون، وبينهم شيوخ عشائر، أعضاء مجلس النواب الذين يختارون عندئذ رئيساً جديداً للبلاد في موعد لم يتحدد بعد. وهرعت أجهزة الأمن إلى موقع الحادث للتحقيق في ملابسات التفجير. وتعاني البلاد من أعمال عنف متكررة في ظل استمرار محاولات «حركة الشباب» لبسط نفوذها على الصومال. وتسيطر الحركة حالياً على مناطق واسعة في الجنوب وتنفذ هجمات متكررة على قوات الأمن والمدنيين. يأتي ذلك غداة تفجير استهدف مطعماً في مدينة بوصاصو التجارية بشمال شرقي الصومال أول من أمس مخلفاً ما لا يقل عن 4 قتلى و7 جرحى.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».