الاقتصاد السعودي يسجل أسرع نمو منذ 2015

ارتفاع سنوي لكميات الإنتاج الصناعي في ثاني أعلى نمو خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة

تواصل نمو الناتج المحلي السعودي مع التعافي من أزمة جائحة كورونا (الشرق الأوسط)
تواصل نمو الناتج المحلي السعودي مع التعافي من أزمة جائحة كورونا (الشرق الأوسط)
TT

الاقتصاد السعودي يسجل أسرع نمو منذ 2015

تواصل نمو الناتج المحلي السعودي مع التعافي من أزمة جائحة كورونا (الشرق الأوسط)
تواصل نمو الناتج المحلي السعودي مع التعافي من أزمة جائحة كورونا (الشرق الأوسط)

في أسرع نمو مسجل منذ 6 أعوام، حقق الاقتصاد السعودي نمواً إيجابياً بنسبة 6.8 في المائة خلال الربع الرابع من العام الماضي قياساً بالفترة نفسها من 2020، بفضل الأنشطة الاقتصادية التي شهدت ارتفاعاً وتحقيقاً في شتى القطاعات.
وتمكن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في السعودية خلال العام السابق من تحقيق نمو قدره 3.3 في المائة، مقارنة بالانخفاض الذي شهده في 2020 والبالغ -4.1 في المائة، نتيجةً لتعافي الاقتصاد من أزمة كورونا المستجد عبر نمو الأنشطة غير النفطية، ليكون بذلك أسرع نمو محقق منذ عام 2015.
ووفقاً للتقديرات السريعة التي قامت بها الهيئة العامة للإحصاء، فقد شهد الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للمملكة نموا بسبب الارتفاع الكبير الذي حققته الأنشطة النفطية وغير النفطية بنسبة 10.8 في المائة و5 في المائة على التوالي، في حين سجلت أنشطة الخدمات الحكومية زيادة قدرها 2.4 في المائة.
وبحسب المسح الأخير الصادر عن الهيئة، فإن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي المعدل الموسمي سجل ارتفاعاً قدره 1.6 في المائة خلال الربع الرابع من 2021، مقارنةً بالربع الثالث من العام نفسه، ويرجع ذلك إلى النمو الإيجابي الذي شهدته الأنشطة النفطية 1.8 في المائة، بالإضافة إلى ارتفاع غير النفطية بمقدار 1.5 في المائة، كما حققت الأنشطة الحكومية نمواً بما نسبته 1.2 في المائة.
وطبقاً للهيئة العامة للإحصاء، فإن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لعام 2021 حقق نمو قدره 3.3 في المائة، قياسا بالانخفاض الذي شهده في 2020 حيث نتج الارتفاع عن تعافي الاقتصاد من أزمة كورونا المستجد عبر نمو الأنشطة غير النفطية بمعدل 6.6 في المائة، فيما حققت الخدمات الحكومية ارتفاعا قوامه 1.5 في المائة، ونمو الأنشطة النفطية بما نسبته 0.2 في المائة.
من جانب آخر، أصدرت الهيئة العامة للإحصاء أمس (الخميس) مسحا عن الرقم القياسي للإنتاج الصناعي في السعودية خلال ديسمبر (كانون الأول) والذي يظهر بلوغ معدل الارتفاع السنوي للرقم القياسي لكميات إنتاج القطاع 11.2 في المائة، وهو ثاني أعلى معدل نمو سنوي خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
وكمؤشر على التحسن في اتجاهات الرقم القياسي للإنتاج الصناعي في الأنشطة الفرعية الثلاثة وهي التعدين واستغلال المحاجر، والصناعة التحويلية، إضافةً إلى إمدادات الكهرباء والغاز، فقد استمر في تحقيق اتجاهات نمو إيجابية للشهر الثامن على التوالي خلال 2021.
وتجاوز الرقم القياسي للإنتاج الصناعي ديناميكيات كل شهر باستثناء يونيو (حزيران) 2021 خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
وبالنسبة إلى الأجل الطويل، قالت الهيئة إنه يمكن ملاحظة أن نمو الرقم القياسي للإنتاج الصناعي قد أصبح إيجابياً في مايو (آيار) من العام الماضي واستمر الاتجاه التصاعدي في الأشهر التالية بعد سلسلة من الأشهر التي شهدت معدلات نمو سلبية في 2020 متأثرة بشكل رئيسي بآثار الوباء العالمي.
وأوضحت الهيئة، أنه بلغت الأهمية النسبية لأنشطة التعدين واستغلال المحاجر (يشمل إنتاج النفط)، والصناعات التحويلية، وإمدادات الكهرباء والغاز 74.5 في المائة و22.6 في المائة و2.9 في المائة على التوالي، وبالتالي فإن اتجاهات مؤشر الإنتاج الصناعي في الأنشطة الأولى والتالية تهيمن على الاتجاه العام في الرقم القياسي.
وبينت الهيئة، أنه في ديسمبر 2021 ارتفع الإنتاج في نشاط التعدين واستغلال المحاجر بنسبة 11.6 في المائة، مقارنةً بالشهر المماثل من 2020، حيث زادت المملكة إنتاجها النفطي ليصل إلى أعلى مستوى خلال العام الفائت بأكثر من 10 ملايين برميل يومياً في ديسمبر.
واستمر نشاط الصناعات التحويلية بالارتفاع بنسبة 9.7 في المائة متعافياً من تأثيرات جائحة كورونا التي شهدها العالم خلال الفترة الماضية، كما ارتفع الإنتاج في إمدادات الكهرباء والغاز 12 في المائة ولكن نظراً لتدني وزن هذا النشاط في المؤشر لم يكن له تأثير كبير على الرقم القياسي.


مقالات ذات صلة

السعودية الأولى عربياً والـ20 عالمياً في مؤشر «البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة»

الاقتصاد منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)

السعودية الأولى عربياً والـ20 عالمياً في مؤشر «البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة»

حققت السعودية المركز الأول على المستوى العربي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمركز الـ20 عالمياً، وفق مؤشر البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد خلال لقاء الوزير الخطيب عدداً من المستثمرين ورواد الأعمال في الأحساء (حساب الوزير على منصة إكس)

دعم السياحة في محافظة الأحساء السعودية بمشاريع تتجاوز 932 مليون دولار

أعلن وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب دعم السياحة بمحافظة الأحساء، شرق المملكة، بـ17 مشروعاً تتجاوز قيمتها 3.5 مليار ريال وتوفر أكثر من 1800 غرفة فندقية.

«الشرق الأوسط» (الأحساء)
الاقتصاد جلسة سابقة لمجلس الوزراء السعودي (واس)

السعودية تعلن الميزانية العامة للدولة لعام 2025

يعقد مجلس الوزراء السعودي غداً جلسة مخصصة للميزانية العامة للدولة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المهندس خالد الفالح خلال كلمته الافتتاحية بمؤتمر الاستثمار العالمي في نسخته الثامنة والعشرين المنعقد بالرياض (الشرق الأوسط) play-circle 01:10

الاستثمارات الأجنبية تتضاعف في السعودية... واستفادة 1200 مستثمر من «الإقامة المميزة»

تمكنت السعودية من مضاعفة حجم الاستثمارات 3 أضعاف والمستثمرين بواقع 10 مرات منذ إطلاق «رؤية 2030».

عبير حمدي (الرياض) زينب علي (الرياض)
الاقتصاد محمد يعقوب متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» خلال المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار في الرياض (الشرق الأوسط) play-circle 00:56

الكويت تسعى لتقديم تسهيلات مرنة لجذب الاستثمارات الأجنبية

قال مساعد المدير العام لشؤون تطوير الأعمال في «هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر» بالكويت محمد يعقوب لـ«الشرق الأوسط»، إن بلاده تعمل على تعزيز الاستثمارات.

عبير حمدي (الرياض)

تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية تضغط على أسعار النفط

منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)
منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)
TT

تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية تضغط على أسعار النفط

منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)
منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)

انخفضت أسعار النفط يوم الثلاثاء، متأثرة بارتفاع الدولار، بعد أن هدد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين، إضافة إلى تقييم المستثمرين تأثير وقف إطلاق النار المحتمل بين إسرائيل و«حزب الله».

وبحلول الساعة 01:06 بتوقيت غرينيتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً، أو 0.38 في المائة، إلى 72.73 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 32 سنتاً، أو 0.46 في المائة، إلى 68.62 دولار.

وهبطت أسعار الخامين القياسيين دولارين للبرميل عند التسوية الاثنين، بعد تقارير تفيد بقرب إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، وهو ما أدى إلى عمليات بيع للنفط الخام.

وقال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إنه سيوقع على أمر تنفيذي يفرض رسوماً جمركية بنسبة 25 في المائة على جميع المنتجات المقبلة إلى بلده من المكسيك وكندا. ولم يتضح ما إذا كان هذا يشمل واردات النفط، أم لا.

وأثّر إعلان ترمب، الذي قد يؤثر على تدفقات الطاقة من كندا إلى الولايات المتحدة، على السلع الأساسية المقومة بالدولار. وتذهب الغالبية العظمى من صادرات كندا من النفط الخام البالغة 4 ملايين برميل يومياً إلى الولايات المتحدة، واستبعد محللون أن يفرض ترمب رسوماً جمركية على النفط الكندي، الذي لا يمكن استبداله بسهولة، لأنه يختلف عن الأنواع التي تنتجها بلاده.

وقالت 4 مصادر لبنانية رفيعة المستوى، إن من المتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقفاً لإطلاق النار في لبنان بين «حزب الله» وإسرائيل خلال 36 ساعة.

وقال محللون في «إيه إن زد»: «وقف إطلاق النار في لبنان يقلل من احتمالات فرض الإدارة الأميركية المقبلة عقوبات صارمة على النفط الخام الإيراني». وإيران، التي تدعم «حزب الله»، عضوة في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، ويبلغ إنتاجها نحو 3.2 مليون برميل يومياً، أو 3 في المائة من الإنتاج العالمي.

وقال محللون إن الصادرات الإيرانية قد تنخفض بمقدار مليون برميل يومياً، إذا عادت إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى حملة فرض ضغوط قصوى على طهران، وهو ما سيؤدي إلى تقليص تدفقات النفط الخام العالمية.

وفي أوروبا، تعرضت العاصمة الأوكرانية كييف لهجوم بطائرات مسيرة روسية في وقت مبكر يوم الثلاثاء، وفقاً لما قاله رئيس بلدية المدينة فيتالي كليتشكو. وتصاعدت حدة الصراع بين موسكو، المنتج الرئيسي للنفط، وكييف هذا الشهر، بعد أن سمح بايدن لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية الصنع لضرب عمق روسيا، في تحول كبير في سياسة واشنطن إزاء الصراع.

من ناحية أخرى، قال وزير الطاقة الأذربيجاني برويز شاهبازوف لـ«رويترز»، إن «أوبك بلس» قد تدرس في اجتماعها يوم الأحد المقبل، الإبقاء على تخفيضات إنتاج النفط الحالية بدءاً من أول يناير (كانون الثاني)، وذلك بعدما أرجأت المجموعة بالفعل زيادات وسط مخاوف بشأن الطلب.