تجددت الاحتجاجات في العاصمة السودانية ومدينة أم درمان المجاورة لها، اليوم (الخميس)، ضد الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان قبل أكثر من ثلاثة أشهر، وذلك غداة اعتقال اثنين من قادة المعارضة، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
والأربعاء، اعتقلت قوات الأمن السودانية قياديين بارزين في ائتلاف قوى إعلان الحرية والتغيير، التي تقود الاحتجاجات ضد الانقلاب العسكري، هما وزير شؤون مجلس الوزراء السابق خالد عمر يوسف ووجدي صالح المتحدث باسم الائتلاف.
ولم تتجه مسيرة الخميس التي شارك فيها الآلاف كالمعتاد إلى القصر الرئاسي بوسط الخرطوم، وإنما هي مظاهرة دعت لها لجان المقاومة بالأحياء السكنية.
وقال قيادي من لجان المقاومة دون كشف اسمه: «موكب اليوم خارج الجدول وهو محاولة لتنويع العمل الثوري مع الالتزام بالمواكب المعلنة إلى القصر».
وحمل المتظاهرون الأعلام السودانية وصور قتلى الاحتجاجات نتيجة القمع، والذين بلغ عددهم على الأقل 79 شخصا منذ الانقلاب العسكري في أكتوبر (تشرين الأول)، مطالبين بحكم مدني ومحاسبة المسؤول عن قتل المتظاهرين.
ووصفت المتظاهرة رؤى بشير المسيرة بأنها «موكب تنشيطي تحضيرا لموكب 14 فبراير (شباط) لدعوة أكبر عدد من الناس للمشاركة».
كما أغلق المحتجون بعض الشوارع الرئيسية في جنوب العاصمة بوضع حواجز من الحجارة. وحاولت مجموعة من المتظاهرين التوجه إلى القصر الرئاسي إلا أن قوات الشرطة أطلقت عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع، بحسب صحافي بالصحافة الفرنسية.
وقال شاهد من مدينة أم درمان: «تجمع حوالي ألف متظاهر في شارع الأربعين بوسط المدينة يحملون الأعلام وصور الشهداء ويهتفون ضد العسكر».
وطالب المجتمع الدولي بالإفراج عن القياديين المعارضين، وكتبت سفيرة النرويج في السودان عبر حسابها على موقع تويتر أن «حملة التوقيف التي طالت السياسيين والناشطين والصحافيين تقوض جهود حل الأزمة».
وكتب السفير البريطاني جايلز ليفر أن التوقيفات الأخيرة «تظهر افتقارا إلى حسن النية».
وحذرت الولايات المتحدة التي أوقفت صرف 700 مليون دولار من المساعدات، من أن استمرار حملة القمع سيكون له «عواقب».
وقالت القائمة بالأعمال الأميركية في السودان لوسي تاملين في تغريدة نشرت نسخة منها بالعربية ليل الأربعاء إن «الاعتقالات والاحتجاز التعسفي لشخصيات سياسية ونشطاء المجتمع المدني والصحافيين تقوض الجهود المبذولة لحل الأزمة السياسية في السودان».
ويشهد السودان احتجاجات متواصلة تتخللها اضطرابات وأعمال عنف منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر حين أزاح المدنيين الذين تقاسموا مع الجيش السلطة بعد سقوط الرئيس السابق عمر البشير.
وتنفي الشرطة استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين، وتقول إن ضابطاً طُعن على أيدي متظاهرين خلال الاحتجاجات الأخيرة، ما أدى إلى مقتله، بالإضافة إلى إصابة العشرات من أفراد الأمن.
السودان: تجدد الاحتجاجات غداة اعتقال اثنين من قادة المعارضة
السودان: تجدد الاحتجاجات غداة اعتقال اثنين من قادة المعارضة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة