الدبيبة يجدد رفضه اختيار «سلطة موازية» في ليبيا

عبد الحميد الدبيبة خلال لقائه بأعضاء اللجنة المركزية للجنسية أمس في طرابلس (المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة)
عبد الحميد الدبيبة خلال لقائه بأعضاء اللجنة المركزية للجنسية أمس في طرابلس (المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة)
TT

الدبيبة يجدد رفضه اختيار «سلطة موازية» في ليبيا

عبد الحميد الدبيبة خلال لقائه بأعضاء اللجنة المركزية للجنسية أمس في طرابلس (المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة)
عبد الحميد الدبيبة خلال لقائه بأعضاء اللجنة المركزية للجنسية أمس في طرابلس (المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة)

قبل ساعات من تصويت مجلس النواب الليبي اليوم لاختيار رئيس الحكومة الجديدة، كرر عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، تمسكه بالبقاء في السلطة، وقال إن حكومته التي تشكلت في شهر مارس (آذار) الماضي: «مستمرة في عملها إلى حين تسليم السلطة لحكومة منتخبة»؛ مؤكداً أنه لن يسمح بقيام مرحلة انتقالية جديدة، وأنه لن يقبل بقيام سلطة «موازية»، في إشارة إلى جلسة مرتقبة للبرلمان اليوم لاختيار رئيس جديد للحكومة.
وفي تحدٍّ علني لمساعي مجلس النواب لتنصيب حكومة بديلة، قال الدبيبة إنه وأعضاء مجلس الدولة الاستشاري يرفضون «أي عبث، أو أي قرار أحادي الجانب يتخذ من قبل مجلس النواب». ودعا الشعب الليبي إلى تأييد حكومته، وقال إن صوتهم «لا بد من أن يكون واضحاً ومدوياً في كل الميادين والساحات، والشعب سيقول كلمته: لا للتمديد، نعم للانتخابات، ولا شرعية فوق شرعية الشعب». كما هاجم الدبيبة مجلس النواب وقرارته، مؤكداً أن كثيراً منها اتُّخذ بـ«المخالفة والتزوير».
وبعدما شدد في كلمة متلفزة مساء أول من أمس، على أنه: «لن نتراجع عن دورنا في الحكومة حتى تحقيق الانتخابات»، أكد الدبيبة تمسك حكومته بـ«الاستقرار وعودة الحياة، وهذا لن يتحقق إلا بالانتخابات» التي أوضح أنه مستعد للانسحاب منها: «شريطة إعلان كل الأطراف انسحابها أيضاً».
وأضاف الدبيبة موضحاً: «أخشى على الشعب الليبي الذي سئم التمديد ومراحله الانتقالية، من خدعة خريطة الطريق للتمديد لأنفسهم»، لافتاً إلى أن القاعدة الدستورية ستكون من الشعب دون سواه.
واعتبر أن خيار الاستفتاء الإلكتروني المعمول به في دول عدة: «قائم بقوة إذا تعذر على المفوضية إجراء الاستفتاء».
وفي انتقاد ضمني لمجلس النواب، قال الدبيبة إن «هناك طبقة سياسية مهيمنة على البلاد طيلة السنوات الماضية؛ طبقة تصدر القرارات بمجلس النواب (البرلمان) دون نصاب ولا لوائح»؛ مشيراً إلى أنهم «مستمرون في تزوير القرارات دون رقيب وحسيب»، ومؤكداً أن هذه الطبقة «تحاول اليوم إيجاد سلطة موازية، وربما تجرنا مجدداً إلى مربع الانقسام والفوضى».
واتهم الدبيبة الطبقة السياسية داخل البرلمان بسرقة حلم الناخبين، وإيقاف الانتخابات، بعدما تأكدوا أن الشعب ليس معهم، وقال إن «القضاة أفسدوا مؤامرتهم في تفصيل قوانين خاصة، تمكِّنهم وحدهم للوصول إلى السلطة».
وتجمَّع أمس عشرات المواطنين أمام مقر مجلس النواب في العاصمة طرابلس، للمطالبة بإسقاطه ومجلس الدولة، في أول استجابة لتصريحات الدبيبة، بينما دعت «الهيئة الطرابلسية» المواطنين إلى التظاهر، للمطالبة بسحب الثقة من مجلسي النواب والدولة، وإعلان الإضراب العام. واتهمت في بيان لها مجلس النواب بمحاولة فرض حكومة موازية، محذَّرة من أنها «قد تُدخل العاصمة طرابلس وبقية البلاد في حرب أخرى».
في غضون ذلك، شاركت ستيفاني ويليامز، المستشارة الأممية لدى ليبيا، أمس، في اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» في مدينة سرت، الذي خُصص لبحث ملفات المحتجزين، وتوحيد المؤسسة العسكرية، والمراقبين الدوليين.
ومن جانبه، بحث محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، مساء أول من أمس، مع حسين القطراني نائب الدبيبة، وحليمة البوسيفي وزيرة العدل بالحكومة، عدداً من الملفات المتعلقة بعمل عدد من الوزارات والهيئات والأجهزة. بالإضافة إلى بحث أوضاع السجون وحقوق السجناء، والعمل على حل إشكاليات بعض القضايا المتعلقة بالسجناء، ووضعها في أولويات التعامل مع هذا الملف، وذلك في إطار المصالحة الوطنية، وتأكيداً لقيم العدالة للمضي قدماً بالبلاد في طريق السلام والاستقرار.

في شأن آخر، عقد الدبيبة اجتماعاً بديوان رئاسة الوزراء مع اللجنة المركزية للجنسية بطرابلس أمس، بحضور وزيرَي: الداخلية خالد مازن، والدولة لشؤون مجلس الوزراء عادل جمعة، خُصص لمتابعة أعمال اللجنة.
وخلال اللقاء أكد الدبيبة أن «المسؤولية المهنية والأخلاقية تقع على عاتقنا، مع ضرورة المحافظة على الأمن القومي، والتنسيق مع مكتب النائب العام، وجهازَي الأمن الداخلي والمخابرات العامة في هذا الشأن، شريطة ألا يعوق عمل اللجنة، وذلك بتفعيل ملف الجنسية المهم والموقوف منذ عام 2011، وخاصة الحالات الإنسانية من أبناء المواطنات الليبيات وزوجة المواطن الليبي، والحالات التي تنطبق عليهم الشروط الواردة في القانون المنظم لذلك».
واستعرض رئيس اللجنة، وفقاً لبيان أمس، نتائج عملها، والتي عقدت 8 اجتماعات مع مكتب النائب العام بهذا الشأن، واتفقت على جملة من الإجراءات التي تنظم العمل من خلال لجنة مركزية، تعمل وفق ضوابط محددة لمنح الجنسية.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.