رئيسة اللوفر الجديدة تسعى إلى تجديد سحر «أجمل متاحف العالم»

الرئيسة والمديرة الجديدة لمتحف اللوفر الفرنسي لورانس دي كار (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرئيسة والمديرة الجديدة لمتحف اللوفر الفرنسي لورانس دي كار (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

رئيسة اللوفر الجديدة تسعى إلى تجديد سحر «أجمل متاحف العالم»

الرئيسة والمديرة الجديدة لمتحف اللوفر الفرنسي لورانس دي كار (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرئيسة والمديرة الجديدة لمتحف اللوفر الفرنسي لورانس دي كار (أرشيفية - أ.ف.ب)

تسعى الرئيسة والمديرة الجديدة لمتحف اللوفر الفرنسي، لورانس دي كار، أول امرأة تشغل هذا المنصب، إلى تجديد سحر «أجمل متحف في العالم»، من خلال إعطاء التركيز على «جودة» زيارته.
وقالت دي كار في أول لقاء لها مع الإعلام بعد مرور ستة أشهر على تسلمها منصبها: «أرغب في أن يعيد الجميع اكتشاف متحف اللوفر، وأريد أن أجدد سحره. إنه أجمل متحف في العالم، ويعود إلينا أن نكون مبدعين ومبتكرين مع مراعاة المكان وعراقة تاريخ مجموعاته وأن نعرف كيفية الإفادة منه عبر التوجه إلى كل الفئات».
فاللوفر الذي تشكّل لوحة الموناليزا واحداً من 37 ألف عمل فني يضمها مقره الرئيسي في باريس، وكان يستقطب نحو عشرة ملايين زائر كل سنة قبل الأزمة الصحية، هو، في نظر رئيسته الجديدة «متحف موسوعي ولكنه متقطع وغير مكتمل».
ولم تحل ظروف الجائحة التي بقيت قائمة عام 2021. دون زيارة نحو ثلاثة ملايين شخص المتحف الأكبر في العالم الذي أغلق أبوابه ما بين الأول من يناير (كانون الثاني) 2021 و19 مايو (أيار). وشكّل الفرنسيون النسبة الأكبر من الزوار (61 في المائة)، غالبيتهم من المنطقة الباريسية (إيل دو فرانس)، فيما كان السياح الأجانب «شبه غائبين».
وأكدت دي كار أنها تعتزم «قيادة هذه السفينة الكبيرة» من أجل الجمهور، على طريقة «قائد الأوركسترا»، أي «بدقة». ورأت دي كار «وجوب أن يكون لمتحف اللوفر شيء فريد يقوله، يكون معبّراً عن تاريخه (...). وما ينقصه هو الرابط بين الفصول»، موضحة أن «الفكرة تتمثل في ربط الأشياء».
وانطلاقاً من هذا الهدف، بدأ العمل في ورشة إنشاء قسم مستقبلي مخصص لبيزنطية ومذاهب الشرق المسيحية، سيكون تاسع أقسام المتحف، بعد تلك المخصصة للآثار الرومانية - اليونانية - الأترورية، والمصرية، والشرقية، وللوحات، والمنحوتات، والقطع الفنية، والفنون التصويرية، والفنون الإسلامية.
ولهذه الأقسام مديرون هم جزء من نحو 2200 موظف في المتحف، من بينهم «أكثر من 200 عالم وباحث لهم صلة بـ75 دولة في العالم»، أكدت دي كار أنها تستمع إليهم وتنوي «كتابة صفحة جديدة من تاريخ المتحف».
وتتصدر هذا الفصل الجديد مسألة «تحسين مساحات العرض المؤقتة» التي سيعاد تنظيمها، وكذلك «استكشاف أشكال جديدة» بمناسبة معرض مخصص لأوزبكستان في بداية الموسم المقبل. وفي البرنامج أيضاً «عودة المعارض الموضوعية الكبرى» بالتعاون مع متاحف أوروبية أخرى، وإجراء تغييرات في الجناح الذي يضم أعمالاً أفريقية، إذ إنه لا يستقطب جمهوراً كبيراً لأنه يقع «في نهاية» مسار الزيارة.
ورأت دي كار ضرورة الإفادة من كل ما تختزنه المعروضات من إمكانات. ولاحظت أن «ما يتوقعه الجمهور، ليس مجرّد (تقديم) خطاب جمالي فوقي، بل إعطاء مفاتيح للأعمال الموجودة». وقوبلت بالاستحسان ندوة عمل أولى نظمت بالتعاون بين فرق متحف اللوفر ومتحف «كيه برانلي» (المخصص لفنون أوقيانيا وأفريقيا والأميركيتين). وشرحت دي كار أن الهدف «ابتكار حوار جديد»، مشيرة إلى أنه سيمتد أيضاً إلى متحف «غيميه» المخصص لفنون آسيا.
وسيخصص في كل قسم مسار منفصل للأطفال، يتوسط ذلك المخصص للبالغين، على ما شرحت لورانس دي كار التي نجحت في استقطاب الشباب إلى متحف أورسيه خلال ترؤسها إياه مدى أربع سنوات.
وتعتزم دي كار أيضاً جعل الدخول إلى اللوفر متاحاً من كل الجهات بدلاً من حصره بمدخل رئيسي واحد، من أجل «إعادة التوازن إلى الزيارات وجعلها انسيابية». وحرصاً منها على أن توفر للجمهور الوقت اللازم للزيارة، ترغب دي كار في «تمديد ساعات العمل إلى نهاية الفترة النهارية»، على ما قالت.



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».