غمرت دمشق السويداء بـ«الوعود»، لاحتواء الاحتجاجات لليوم الثالث في جنوب سوريا؛ حيث أغلق محتجون عدة طرق فرعية ورئيسية في المحافظة، منها الطريق الواصل من دمشق إلى السويداء، كما تجمعت أعداد من المحتجين وسط مدينة السويداء عند ساحة السير، من المدنيين ورجال الدين، وندد المحتجون بتدهور الأوضاع المعيشية، محمِّلين السلطة السورية المسؤولية.
وقالت مصادر محلية من السويداء، إن الدوائر الحكومية في مدينة السويداء، منها مجلس مدينة السويداء، ومبنى مالية السويداء، وبعض المراكز القريبة من مناطق الاحتجاجات، قد أُغلقت يوم الثلاثاء، بعد أن طالب محتجون بذلك خلال احتجاجات يوم الاثنين.
وعمل المحتجون في الريف الشرقي لمحافظة السويداء على قطع الطريق، وسمحوا للحالات الإسعافية والطلاب وعمال القطاع الخاص فقط بالعبور. وأطلق المحتجون في ساحة السير دعوات لجميع أهالي السويداء للمشاركة في الاحتجاجات الشعبية، والتجمع في مركز المدينة، صباح يوم الجمعة القادم.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر محلية، أن شخصيات دينية لدى الطائفة تلقت اتصالات مكثفة من مسؤولين في السلطة السورية بمحافظة السويداء ودمشق، طالبوا بتهدئة الشارع، وتقديم ورقة مطالب واضحة، وأنه بالتوازي مع تعهدات قدمها محافظ السويداء نمير مخلوف خلال اليومين الماضيين لتحسين الواقع الخدمي، تلقى عدد من أهالي السويداء الرسائل المتأخرة لتسلم حصص المازوت (50 لتراً للعائلة بالسعر المدعوم)، ورسائل بإمكانية الحصول على الكميات المخصصة من المازوت بالسعر الحر بواسطة البطاقة الذكية، كما جرت إعادة تشغيل 5 آبار مياه بعد إصلاحها؛ لكن كثيرين من الذين تلقوا رسائل تسلُّم المازوت «تفاجأوا بإغلاق محطة الوقود لعدم توفر المحروقات فيها، وانتظرت الطوابير لساعات طويلة في الشارع كما حصل في بلدة رساس بريف السويداء الغربي، صباح الثلاثاء، أما الآبار التي أعيد تشغيلها فهي 5 من 25 بئراً معطلة منذ شهور، بينما أزمة المياه تشتد»؛ ما دفع الأهالي الذين تسلموا رسائل الحصول على المحروقات إلى التعبير عن عدم جدية التعهدات بتلبية عاجلة للاحتياجات الخدمية؛ إذ إن معظمها غير كافية أو «وهمية»، بحسب ما نشر أحد أبناء بلدة رساس على صفحته الشخصية، بعد أن تلقى رسالة للحصول على المازوت بالسعر المدعوم، وتفاجأ بإغلاق محطة الوقود، وإعلانها عدم وصول أي مازوت مدعوم من الحكومة، وتبرير مسؤول لجنة المحروقات والتموين بالسويداء بأن بعض الرسائل وصلت المواطنين بطريق الخطأ بالنظام الإلكتروني للبطاقة الذكية.
وقال شادي العلي، مدير تحرير «شبكة درعا 24» لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات النظام السوري اعتقلت مؤخراً في مناطق التسويات بريف درعا، عدداً من عناصر ما يعرف بفصائل التسويات، وهم الذين انضموا لتشكيلات تابعة للنظام، بعد اتفاق التسوية الذي جرى في عام 2018؛ حيث شهدت مدينة خربة غزالة بريف درعا الشرقي حالة من التوتر، صباح يوم الثلاثاء، بعد أقدم عدد من أبناء المدينة على إغلاق الطرق الرئيسية، وإشعال النيران في الشوارع، رداً على اقتحام قوات النظام السوري منازل في منطقة الكتيبة شمالي بلدة خربة غزالة، واعتقال 4 أشقاء من أبناء البلدة، أحدهم مدني، والبقية من عناصر فصائل التسويات في درعا جنوب سوريا، يعملون ضمن مجموعات تابعة للواء الثامن في الفيلق الخامس المدعوم من حميميم. وطالب الأهالي من وسطاء وشخصيات اجتماعية في المدينة توضيح أسباب اقتحام منطقة الكتيبة، وتوضيح مصير الأشقاء الذين اعتقلتهم قوات النظام، مع تداعيات باستمرار التوتر في المدينة إذا لم تحقق مطالبهم.
وقطع شبان من بلدة صيدا بريف درعا الشرقي الأوتوستراد الدولي (درعا- دمشق) مساء الاثنين، على أثر اعتقال 3 أشخاص من أبناء البلدة في مدينة درعا، وهم أيضاً من فصائل التسويات التي انضمت لتشكيلات النظام السوري في درعا، عقب اتفاق التسوية عام 2018.
كما أطلق مجهولون النار ليلة الاثنين- الثلاثاء، على حاجز عسكري تابع لجهاز المخابرات الجوية، يقع على الأوتوستراد الدولي (دمشق– عمَّان) بالقرب من بلدة الغارية الغربية.
وبحسب المصدر، فقد بلغ عدد المعتقلين من أبناء محافظة درعا بحسب الإحصائيات المسجلة لديهم منذ مطلع شهر فبراير (شباط) الحالي، 15 معتقلاً.
دمشق تغمر السويداء بـ«الوعود» لتهدئة الاحتجاجات
دمشق تغمر السويداء بـ«الوعود» لتهدئة الاحتجاجات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة