45 % من الأوكرانيين مستعدون لحمل السلاح دفاعاً عن بلدهم

«استمرار ضغوط بايدن يردع بوتين عن الغزو»

45 % من الأوكرانيين مستعدون لحمل السلاح دفاعاً عن بلدهم
TT

45 % من الأوكرانيين مستعدون لحمل السلاح دفاعاً عن بلدهم

45 % من الأوكرانيين مستعدون لحمل السلاح دفاعاً عن بلدهم

منذ بدأت روسيا حشد قواتها على الحدود مع أوكرانيا، تقود الولايات المتحدة جهوداً ضخمة من أجل حشد حلفائها للحيلولة دون غزو روسي محتمل للأراضي الأوكرانية. ويقول المحلل الأوكراني دانيلو لوبكيفسكي، مدير «منتدى كييف الأمني» ونائب وزير الخارجية السابق، في تقرير نشرته مجلة «ناشيونال إنتريست» الأميركية إن تصعيد الوجود العسكري الروسي حول أوكرانيا أدى إلى توحيد صفوف الأوكرانيين وتعزيز الشعور بالتضامن الوطني.
ويضيف لوبكيفسكي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يستطيع عبور الحدود إلى داخل أوكرانيا، وإحداث ألم ضخم، ولكنه لن يتمكن من إخضاع البلاد؛ بل سيحدث النقيض تماماً». ويقول إن نحو 45 في المائة من الأوكرانيين مستعدون للقتال بالسلاح للدفاع عن بلادهم، وفقاً لأحدث استطلاعات الرأي، الشهر الحالي. وهذه النسبة غير مسبوقة وتتجاوز تلك التي تعود إلى عام 2014 عندما بدأت روسيا الحرب ضد أوكرانيا عبر ضم شبه جزيرة القرم بالقوة. ويقول لوبكيفسكي إن الأوكرانيين رفضوا «الفكرة الروسية» و«المفهوم الرجعي الذي يحاول بوتين فرضه على جيرانه». وأضاف: «لقد أخبرنا بوتين في مقال يعود إلى يوليو (تموز) 2021 بأنكم روس ولستم أوكرانيين». ويوضح أن «رجعية بوتين ترفض الهوية الأوكرانية والدولة الأوكرانية، والرسالة بسيطة؛ وهي أن أوكرانيا ستبقى دولة تابعة لروسيا إلى الأبد.
وعجز بوتين عن إيجاد وسيلة لبناء العلاقات مع أوكرانيا غير تهديدها بالأسلحة، يرمز إلى فشل الفكرة الروسية. وفي الوقت نفسه، يكتشف العالم أوكرانيا وهويتها الوطنية. ولم يسبق للغرب أن حارب بمثل هذا الإجماع من أجل أوكرانيا في تاريخها. وإن عودة البلاد إلى تاريخ العالم والمطالبة بمكانة شرعية في أوروبا لهما من أكبر مخاوف القياصرة الروس، والديكتاتوريين السوفيات، والقيادة الروسية الحالية؛ لأن ذلك يجبرهم على القيام بما لا يمكن تصوره، وهو إصلاح بلدهم.
وحذرت واشنطن بأن بوتين قد يضرب أوكرانيا مرة أخرى، وأثبتت قدرتها على القيادة عبر توحيد شركاء أوكرانيا في الغرب وراء سلسلة من الإجراءات
العقابية حال حدوث غزو روسي جديد. ويعتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن تحذيرات الغرب الصاخبة، زائدة على الحد. لكن الأمر ليس كذلك. ويريد بوتين إعادة كتابة قواعد الهيكل الأمني الأوروبي، وتمزيق حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتبديد تحركات أوكرانيا نحو توطيد العلاقات مع الغرب، وإذلال الولايات المتحدة. والواقع أن رد فعل الغرب، في الوقت المناسب وعلى نطاق واسع، جعل بوتين يفقد الشجاعة اللازمة لاستخدام القوة العسكرية ضد أوكرانيا مجدداً. ومع ذلك، لا يمكن استبعاد أي سيناريو، فبوتين ماكر وحساباته ليست مثل حساباتنا. والاستنتاجات الرئيسية واضحة. لقد خسر بوتين و(الفكرة الروسية) في أوكرانيا اليوم، ولكن الكرملين لا ينوي التراجع، بل على العكس من ذلك، سوف يسعى إلى الانتقام. وقد يبحث الكرملين في خطط سخيفة لتثبيت حاكم موال لروسيا في أوكرانيا. ولكن هذه الخطط سوف تبوء بالفشل. إن بوتين ودائرته الضيقة لا يفهمون أوكرانيا الحديثة: نريد أن نكون مستقلين، ونريد أن نكون جزءاً من أوروبا، وليس رهنا لبوتين. ويدرك بوتين أن المناورات العسكرية الاستراتيجية هي أقوى سلاح لديه. وهذا مورد لا ينضب، ولكنه فعال». ومع ذلك، يقول لوبكيفسكي إن «أي عملية عسكرية مباشرة سوف تحد من خيارات الكرملين وقدرته على ممارسة مزيد من الضغوط على الغرب، ولذلك يتعين أن نتوقع ردوداً متعددة الأوجه من بوتين. ومن المرجح أن يستخدم الرئيس الروسي خفض صادرات الطاقة، بالإضافة إلى مزيد من الهجمات الإلكترونية لزعزعة استقرار البلاد قبل اللجوء إلى العمل العسكري. ويريد بوتين أن يجعل أوكرانيا ضعيفة إلى الحد الذي تصبح معه دون خيار سوى الاستسلام على طاولة المفاوضات.
كما سيبحث الكرملين عن سبل للحصول على أقصى قدر ممكن من المكاسب من حواره مع الغرب فيما يتعلق بالاستقرار الاستراتيجي والحد من الأسلحة. وإذا تم تجنب الغزو، فإن بوتين سوف يطالب بمقعد على طاولة المفاوضات مع قادة القوى الكبرى في العالم لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب. وضم بيلاروسيا، حتى ولو بطريقة غير معلنة، هو نتيجة أخرى للأزمة الحالية»، وفقاً لما يقوله لوبكيفسكي. ويقول المحلل الأوكراني لوبكيفسكي إنه «يتعين توقع استمرار جهود الحرب الروسية المختلطة التي تستهدف أوكرانيا والغرب بهدف ترسيخ أوكرانيا في (منطقة رمادية) دون أي فرصة للانضمام إلى (حلف شمال الأطلسي) أو الاتحاد الأوروبي، ودون تحقيق التنمية الاقتصادية اللازمة. وفي ظل هذه الظروف، فإن الدعاية الروسية سوف تثير الهستيريا المعادية للغرب، في محاولة لإقناع الأوكرانيين بأن الصراع من عمل واشنطن وأن خيانة أوكرانيا هي نتيجة له». و«لكن النبأ السار (بالنسبة للوبكيفسكي) هو أنه يمكن ردع بوتين إذا تصرف الغرب الآن، وإذا استمر الرئيس جو بايدن في إظهار قدرة بلاده على تولي دفة القيادة». وفي ختام تحليله، يقول لوبكيفسكي إنه يتعين «على بايدن أن يشجع إجراء حوار أوروبي واسع مع الشركاء (الأطلسيين)، يؤكد القيم المشتركة والأمن، بهدف تعبئة الرأي العام الغربي وإقامة حصانة ضد الهجمات الآيديولوجية الجديدة التي يشنها الكرملين». ويضيف: «ينبغي علينا ألا نحيد، تحت أي ظرف من الظروف، عن فكرة عضوية أوكرانيا في (حلف الأطلسي) والاتحاد الأوروبي.
فالأوكرانيون يريدون السلام. وينبغي على الغرب ألا يفرض علينا، تحت أي ظرف من الظروف، الكأس المسمومة لـ(اتفاقات مينسك). لقد خسر بوتين في أوكرانيا بالفعل، ولكن مستقبلنا محفوف بالمخاطر... فهل سيدافع الغرب عنا؟».



360 صحافياً مسجونون في العالم... والصين وإسرائيل في صدارة القائمة السوداء

عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
TT

360 صحافياً مسجونون في العالم... والصين وإسرائيل في صدارة القائمة السوداء

عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)

أعلنت لجنة حماية الصحافيين، اليوم الخميس، أنّ عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024، مشيرة إلى أنّ إسرائيل احتلّت، للمرة الأولى في تاريخها، المرتبة الثانية في قائمة الدول التي تسجن أكبر عدد من الصحافيين، بعد الصين.

وقالت جودي غينسبيرغ رئيسة هذه المنظمة غير الحكومية الأميركية المتخصصة في الدفاع عن حرية الصحافة، في بيان، إن هذا التقدير لعدد الصحافيين المسجونين هو الأعلى منذ عام 2022 الذي بلغ فيه عدد الصحافيين المسجونين في العالم 370 صحافياً. وأضافت أنّ هذا الأمر «ينبغي أن يكون بمثابة جرس إنذار».

وفي الأول من ديسمبر (كانون الأول)، كانت الصين تحتجز في سجونها 50 صحافياً، بينما كانت إسرائيل تحتجز 43 صحافياً، وميانمار 35 صحافياً، وفقاً للمنظمة التي عدّت هذه «الدول الثلاث هي الأكثر انتهاكاً لحقوق الصحافيين في العالم».

وأشارت لجنة حماية الصحافيين إلى أنّ «الرقابة الواسعة النطاق» في الصين تجعل من الصعب تقدير الأعداد بدقة في هذا البلد، لافتة إلى ارتفاع في عدد الصحافيين المسجونين في هونغ كونغ، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

أمّا إسرائيل التي تعتمد نظام حكم ديمقراطياً يضمّ أحزاباً متعدّدة، فزادت فيها بقوة أعداد الصحافيين المسجونين منذ بدأت الحرب بينها وبين حركة «حماس» في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأكّدت المنظمة غير الحكومية ومقرها في نيويورك أنّ «إسرائيل حلّت في المرتبة الثانية بسبب استهدافها التغطية الإعلامية للأراضي الفلسطينية المحتلّة».

وأضافت اللجنة أنّ هذا الاستهداف «يشمل منع المراسلين الأجانب من دخول (غزة) ومنع شبكة الجزيرة القطرية من العمل في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة».

وتضاعف عدد الصحافيين المعتقلين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية خلال عام واحد. وأفادت المنظمة بأنّ إسرائيل التي تعتقل حالياً 43 صحافياً جميعهم من الفلسطينيين تجاوزت عدداً من الدول في هذا التصنيف؛ أبرزها ميانمار (35)، وبيلاروسيا (31)، وروسيا (30). وتضمّ قارة آسيا أكبر عدد من الدول التي تتصدّر القائمة.

وأعربت جودي غينسبيرغ عن قلقها، قائلة إن «ارتفاع عدد الاعتداءات على الصحافيين يسبق دائماً الاعتداء على حريات أخرى: حرية النشر والوصول إلى المعلومات، وحرية التنقل والتجمع، وحرية التظاهر...».