مسؤول إسرائيلي كبير يعتبر العلاقة مع تركيا «مصلحة عليا»

TT

مسؤول إسرائيلي كبير يعتبر العلاقة مع تركيا «مصلحة عليا»

اعتبر مسؤول إسرائيلي رفيع، استئناف العلاقات مع تركيا وتحسينها «مصلحة استراتيجية عليا على صعيد الصراع مع إيران». ولكنه أضاف أن الحكومة برئاسة نفتالي بنيت، قررت التقدم بخطوات حذرة فيها إلى الأمام، حتى لا يصاب بخيبة أمل كبيرة.
المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه، سئل عن رأيه في تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، حول تحسين العلاقات بين الطرفين، التي يرددها كثيراً هو ومسؤولون آخرون في أنقرة، في الآونة الأخيرة. فقال: «في ظل انسحاب الولايات المتحدة وغياب شرطي إقليمي، عليك أن تلعب على كامل الميدان في الشرق الأوسط».
واعتبر أن هناك توقعات عالية للغاية من إسرائيل لمِلء الفراغ. و«اللاعبون في المنطقة يعرفون أننا مرساة الاستقرار. ولكن، في المقابل، نحن في ساحة دولية معقدة. جميع اللاعبين ينشطون على طول الملعب (الإقليمي). في الإمارات يجرون محادثات مع هذا الطرف وذاك؛ كذلك في تركيا، يتحدثون مع مختلف الأطراف، بحذر وعناية. ونحن أيضاً، سنمضي (في العلاقات) مع تركيا بحذر شديد، ببطء. هم (الأتراك) ليسوا أصدقاء مقربين من إيران على أقل تقدير». واعتبر أن أي علاقة بين إسرائيل وتركيا، ستكون بمثابة ضربة أخرى لإيران. وأن المسألة تحتاج إلى حسابات مختلفة ومعايير «تتيح لنا التصرف بحكمة وضمان حرية العمل وتشكيل التحالفات».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، قد أعلن أن الجهود الجارية لترتيب زيارة للرئيس الإسرائيلي، بتسحاق هرتسوغ، في الشهر القادم إلى أنقرة، للاجتماع بنظيره التركي، إردوغان، تجري بالتنسيق معه، مشيراً إلى أن «الأمور تحدث بالتدريج وعلى نحو بطيء للغاية».
وقال بنيت إن الرئيس الإسرائيلي «يقوم بعمل غير عادي؛ فهو قيمة دبلوماسية غير عادية لحل المشكلات». وقد فهمت كلماته، على أنه يقصد بالأساس دور هرتسوغ الذي يتولى قناة الاتصال مع الجانب التركي، وسط إطراء متبادل يشير إلى تقارب حذر على طريق إعادة العلاقات بين أنقرة وتل أبيب.
يشار إلى أن هرتسوغ، هاتف إردوغان، قبل أيام، وتمنى له «السلامة والشفاء العاجل»، إثر الإعلان عن إصابته بفيروس كورونا. وقد أعرب الرئيس التركي، في تغريدة على «تويتر»، عن شكره هرتسوغ، لتمني الشفاء له.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.