البرلمان الليبي يصوّت الخميس على اختيار رئيس جديد للحكومة

صورة وزعها مجلس النواب الليبي لجلسته أمس بمقره في مدينة طبرق
صورة وزعها مجلس النواب الليبي لجلسته أمس بمقره في مدينة طبرق
TT

البرلمان الليبي يصوّت الخميس على اختيار رئيس جديد للحكومة

صورة وزعها مجلس النواب الليبي لجلسته أمس بمقره في مدينة طبرق
صورة وزعها مجلس النواب الليبي لجلسته أمس بمقره في مدينة طبرق

واصل مجلس النواب الليبي بمقره في مدينة طبرق (شرق)، أمس، مساعيه الرسمية لتنصيب حكومة جديدة، بدلاً من حكومة الوحدة المؤقتة التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، رغم مساعي المجلس الرئاسي للوساطة بين الطرفين.
وعلق المجلس جلسته إلى اليوم للاستماع لمزيد من المرشحين، بعدما استمع في جلسة أمس لمرشحين اثنين في إطار خطوات المجلس، الرامية إلى الإطاحة بحكومة الدبيبة.
وقال عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، خلال جلسة أمس التي حضرها 110 من أعضاء المجلس، إن جلسة اختيار رئيس الحكومة ستكون يوم الخميس القادم، لافتاً إلى أن الهدف الأساسي هو إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي أحالت القوة القاهرة دون إجرائها سابقاً، ودعا الجميع إلى سرعة إنجاز مهامهم، دون تهميش أو إقصاء.
كما أعلن صالح أن أوراق مرشحين فقط هي التي استوفت الشروط، وهما فتحي باشاغا وزير الداخلية بحكومة الوفاق السابقة، وخالد البيباص، من أصل سبعة طلبات للترشح لرئاسة الحكومة تم تقديمها لمكتب المقرر، مقابل خمسة منها غير مستوفية.
وأوضح صالح أنه يتعين على مكتب المقرر إحالة ملفات المرشحين لمجلس الدولة للتزكية، على أن تخصص جلسة الخميس القادم للمجلس للتصويت على اختيار رئيس الحكومة.
وشرع المجلس في الاستماع للمرشحين لمنصب رئيس الوزراء، بعد اعتماد مواد خريطة الطريق المقدمة من اللجنة المشكلة من المجلس، بحيث يجري الاستحقاق الانتخابي في مدة لا تتجاوز 14 شهراً من تاريخ التعديل الدستوري.
ونصت المادة الثانية على «تقديم اللجنة بالتشاور مع لجنة مجلس الدولة الصيغة النهائية بشأن التعديل الدستوري، متضمناً تحديداً دقيقاً للمواد المطلوبة لتحقيق الاستحقاق الانتخابي في إطار لا يتجاوز الزمن المحدد في المادة السابقة، على أن يتم ذلك في أجل أقصاه أسبوع، وذلك للتصويت عليه بالتزامن مع منح الثقة للحكومة». كما نصت المادة الثالثة على إحالة رئاسة المجلس أسماء المرشحين لخلافة الدبيبة إلى مجلس الدولة، بعد الاستماع لمشاريعهم وتقديم التزكيات المطلوبة بشأنهم، على أن يكون التصويت لاختيار أحد المرشحين في جلسة الخميس المقبل.
وأبلغ فتحي باشاغا وزير الداخلية السابق، وأبرز المرشحين لخلافة الدبيبة المجلس أمس أنه «لا يملك حلولاً سحرية للمشكلات التي تعاني منها البلاد، واعتبر أن ليبيا «لا تعاني من نقص الإمكانيات أو الموارد، لكن ما ينقصها المشاركة الوطنية الحقيقية». وبعدما شدد على أن «توحيد المؤسسة العسكرية هدف أساسي للحكومة»، تعهد أغا في حالة اختياره لرئاسة الحكومة بـ«التنازل وكل وزرائها عن الحصانة القانونية، وعدم الدفاع عن الفساد». كما تعهد بعدم خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقال إن «أي وزير في الحكومة سيترشح سأعتبره مستقيلاً»، وأعلن التزامه التام بالمدد المحددة في خريطة الطريق.
من جانبه، تعهد منافسه خالد البيباص بالعمل على دعم المصالحة الوطنية، وتسهيل عودة النازحين والمهجرين في الداخل والخارج. بالإضافة إلى الحد من التضخم الاقتصادي وترشيد المصروفات الحكومية.
واستبق عبد الله اللافي، نائب رئيس المجلس الرئاسي، هذه الجلسة باجتماع مع عقيلة صالح مساء أول من أمس، ناقش فيه سبل إنجاح العملية السياسية باتفاق ليبي - ليبي على خريطة طريق يعتمدها المجلس، وتقود لإجراء انتخابات حرة وشفافة، تحقق تطلعات الشعب الليبي، وتضمن انتقالاً سلمياً للسلطة في أقرب الآجال.
وأوضح اللافي في بيان له أنه أكد خلال الاجتماع ضرورة اتخاذ قرارات مصيرية، وفق آليات معتمدة ومتوافق عليها، من أجل تحقيق أكبر قدر من التوافق بين الأطراف السياسية.
بدوره، دعا فوزي النويري، النائب الأول لرئيس مجلس النواب، خلال اجتماع تشاوري غير رسمي في العاصمة طرابلس مساء أول من أمس، لوضع خريطة طريق تتضمن كل المسارات المهمة لحل الأزمة الليبية، وفي مقدمتها المسار الدستوري، وصولاً إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. واعتبر أن الخلاف حول السلطة التنفيذية «أمر طبيعي ويحدث في كل البرلمانات، والمسألة مرهونة بوضع قاعدة دستورية».
في المقابل التزم الدبيبة وحكومته الصمت بخصوص هذه التطورات، ولم يصدر عنه أي تعليق رسمي حيالها، لكنه أعلن في بيان وزعه مكتبه مساء أول من أمس، وقبل ساعات من جلسة مجلس النواب أمس، أنه تلقى درعاً من جهاز الحرس البلدي تقديراً لجهوده في دعم الجهاز، وتوفير كل متطلباته للقيام بواجبه على الشكل المطلوب.
من جهة ثانية، نقلت «حكومة الوحدة» عن السفارة المصرية في ليبيا نفيها صحة ما تداولته وسائل إعلام عن تقديمها شكوى ضد وزير العمل، علي العابد، بزعم بيعه تأشيرات إلى العمالة المصرية بمقابل مادي. كما نفى العابد قيام السفارة المصرية برفع دعوى ضده، وقال إن «مثل هذه الأخبار المضللة من شأنها إثارة الرأي العام».
في سياق غير متصل، نفت الحكومة تخصيصها مبلغ 80 مليون دينار للاحتفال بالذكرى الـ11 لثورة 17 فبراير (شباط).



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.