الجيش يفكك مصنعاً للمخدرات في شرق لبنان

حملة أمنية مكثفة لملاحقة المتورطين بالتهريب

صورة نشرها الجيش اللبناني في «تويتر» لموقوف ومخدرات ضبطها أثناء المداهمة
صورة نشرها الجيش اللبناني في «تويتر» لموقوف ومخدرات ضبطها أثناء المداهمة
TT

الجيش يفكك مصنعاً للمخدرات في شرق لبنان

صورة نشرها الجيش اللبناني في «تويتر» لموقوف ومخدرات ضبطها أثناء المداهمة
صورة نشرها الجيش اللبناني في «تويتر» لموقوف ومخدرات ضبطها أثناء المداهمة

أعلن الجيش اللبناني، أمس (الاثنين)، تفكيك معمل لتصنيع المخدرات وحبوب «الكبتاغون» وتوقيف متورطين في التصنيع والتهريب عبر الأراضي السورية في شرق لبنان، ضمن حملة مكثفة منذ الأسبوع الماضي، لضبط مصانع المخدرات وتوقيف المتورطين بها.
وتعهدت الحكومة اللبنانية، في الأسابيع الماضية، بملاحقة مصنعي المخدرات ومهربيها، وضبط المعابر غير الشرعية مع سوريا التي تمر عبرها، إثر أزمة من دول الخليج العربي. وبالتزامن، شددت القوى الأمنية اللبنانية والجيش اللبناني من الإجراءات الأمنية لتقويض هذا النشاط وتفكيكه وملاحقة المتورطين.
وقالت قيادة الجيش، في بيان، إن قوة من الجيش ودورية من مديرية المخابرات دهمت منازل عدد من المطلوبين في بلدة بريتال - بعلبك (شرق لبنان)، حيث أوقفت سورياً وضبطت معملاً لتصنيع المخدرات وكمية من حشيشة الكيف وحبوب «الكبتاغون»، إضافة إلى كمية من الأسلحة والذخائر الحربية وعدد من السيارات والدراجات النارية.
كما أوقفت دورية من مديرية المخابرات في جرود نحلة – بعلبك، سورياً ولبنانيين اثنين «لتشكيلهم عصابة تهريب المخدرات عبر الحدود»، كما ضبطت دراجة «سكيدو» وسلاحاً حربياً.
وليست العملية الأولى من نوعها، فقد سجلت في الأسبوع الماضي عدة عمليات أمنية أفضت إلى توقيف المتورطين وتفكيك معامل تصنيع المخدرات. فقد أوقف الجيش، يوم الجمعة الماضي، لبنانياً في منطقة الهرمل هو مطلوب بعدة مذكرات توقيف بجرائم إطلاق النار ورمي رمانات يدوية وترهيب المواطنين والتعدي على المنازل والسرقة، إضافة إلى تجارة أسلحة، وتجارة مخدرات وفرض خوات.
كما أحالت مديرية المخابرات، يوم الجمعة الماضي، على القضاء المختص لبنانيين وسورياً يشكلون عصابة تهريب للمخدرات من لبنان إلى الخارج. وذكرت قيادة الجيش أنهم كانوا قد نفذوا عدة عمليات تهريب للمخدرات منها، عملية إلى ألمانيا، وأخرى إلى المملكة العربية السعودية حيث تم توضيب الشحنة في سوريا، إضافة إلى عملية تهريب إلى كل من سلوفاكيا وجيبوتي نفذت عبر إخفاء المخدرات في آلات لتصنيع الحلوى وآلة لتنظيف السجاد.
بالتزامن، دهمت قوة من الجيش ودورية من مديرية المخابرات في منطقة الشراونة – بعلبك معامل لتصنيع المخدرات، وضبطت عدداً من الآلات وكمية من المواد الأولية المستخدمة في عملية التصنيع، وقد عملت القوة على إتلاف المواد المضبوطة.
ويوم الخميس الماضي، دهمت قوة من الجيش بمؤازرة دورية من مديرية المخابرات منازل المتورطين في خطف طفل في حي الشراونة في بعلبك، حيث تم تبادل إطلاق نار مع المتورطين، وعلى أثرها تم توقيف سوري، وضبطت القوة ماكينات لتصنيع المخدرات بالإضافة إلى أسلحة حربية وذخائر عائدة لها، وكمية كبيرة من حشيشة الكيف وأنواع مختلفة من المخدرات.
وفي الوقت نفسه، أوقف الجيش في البقاع سورية كانت تحمل نحو 15 كيلوغراماً من مادة حشيشة الكيف، إضافة إلى مائة غرام من مادة (كريستال ميث).
وتنضم تلك العمليات إلى عمليات أخرى نفذتها قوى الأمن الداخلي ومديرية الجمارك وأجهزة أمنية أخرى، أحبطت خلالها محاولات لتهريب المخدرات إلى الخارج، وكان آخرها في الأسبوع الماضي محاولة لتهريب «الكبتاغون» إلى الكويت، عبر إخفائها في شحنة حلويات.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.