حذر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان من أن «الوضع في لبنان دقيق وصعب»، مؤكداً أن الاستحقاق النيابي «يتطلب الكثير من الوعي لتحقيق ما يريده الناس»، وسط تجاذب واتهامات بين القوى السياسية حول مصير الانتخابات النيابية. وقال دريان أمام زواره إن «الوضع في لبنان دقيق وصعب للغاية»، داعياً للتحلي بالحكمة و«معالجة الأمور بالتعاون والتشاور ووحدة الصف ولم الشمل، في ظل الظروف المصيرية التي يمر بها البلد، خصوصاً أننا أمام استحقاق انتخابي نيابي يتطلب الكثير من الوعي والتبصر والعمل على إنجازه لتحقيق ما يريده الناس بكل حضارة ورقي واتزان». وأعلن دريان أنّ «دار الفتوى كانت وستبقى قائمة بدورها الديني والوطني التوحيدي الذي يحفظ كيان لبنان وحقوق أبنائه وهي مع مطالب الشعب ضمن الأطر والقوانين المرعية الإجراء التي تحفظ البلد من التراجع والانهيار".
وفي ظل تجاذب بين القوى السياسية واتهامات بالسعي لتعطيل الانتخابات، شددت السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا على «إجراء الانتخابات في موعدها»، مشددة على انه «لا مجال للمناورة».
وقالت شيا لـ{رويترز»: «هناك إجماع في المجتمع الدولي على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها بصورة تتسم بالنزاهة والشفافية»، مضيفة «لا مجال للمناورة».
وفي المواقف، أكد المكتب السياسي لـ«حركة أمل»، التي يترأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان تلا اجتماعه الأسبوعي، أن «إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري هو محطة مفصلية على المستوى الوطني»، رافضاً «أية محاولة لتعطيلها وتأجيلها».
إلى ذلك، وجه حزب «القوات اللبنانية» اتهامات لـ«التيار الوطني الحر» بالسعي لتأجيل الانتخابات. وقال أمين سر «تكتل الجمهورية القوية» فادي كرم إن «التيار الوطني الحر وحلفاءه يحاولون تطيير الانتخابات من خلال إعادة طرح تعديل البند 16 المتعلق بانتخابات المغتربين»، لافتاً إلى أنه «إذا تمّ تعديله سندخل في عملية تغيير المواعيد وبالتالي الإطاحة بالانتخابات».
لكن «التيار» في المقابل، يرفض تلك الاتهامات. ورأى عضو تكتل «لبنان القوي» النائب أسعد درغام أن «الكلام عن وجود رغبة لدى التيار لتأجيل الانتخابات النيابية يأتي في سياق الحملة الإعلامية والسياسية التي يتولاها البعض للنيل من العونيين عشية الاستحقاق». ونفى ضرغام في حديث لوكالة الأنباء «المركزية» المعلومات عن عزم التيار تقديم اقتراح قانون لتعديل قانون الانتخابات واعادة تضمينه الدائرة 16 الخاصة بالمنتشرين، معتبراً أن تلك الاتهامات «تصب في إطار هذه الحملة المغرضة، والصحيح هنا أن التيار في أحد اجتماعاته تطرق إلى الموضوع، لكنه سرعان ما صرف النظر عنه احتراماً لقرار المجلس الدستوري».
في غضون ذلك، رأى النائب المستقيل نديم الجميّل أن الانتخابات النيابية المقبلة ليست إلا استحقاقاً واحداً من ضمن عدة استحقاقات سيواجهها لبنان قريباً، ويجب أن نكون مُهيّئين لها.
ودعا الجميّل، خلال لقاء افتراضي شارك فيه لبنانيون مقيمون ومغتربون، إلى «توحيد جهود المعارضة السيادية لأن الوضع في لبنان دقيق للغاية وخطر بسبب التدخل السافر لإيران عبر حزب الله وسعيها لتغيير هوية لبنان الحضارية والثقافية». كما انتقد قانون الانتخابات الحالي «الذي رسمه حزب الله بغية تأمين أكثرية نيابية موالية له ولتوجهاته».
وقال الجميل: «لا نريد انتخابات من أجل استبدال أشخاص بآخرين لا يحملون مشروعاً سياسيًّا واضحاً». ولفت إلى أن حراك 17 تشرين في 2019 «هو تكملة لانتفاضة 14 آذار 2005 التي سعت لتحرير لبنان من الهيمنة السورية، إذ لا يمكن أن نطالب بدولة نزيهة ومكافحة الفساد، إذا كان لبنان لا يزال محتلاً مباشرة أو بالواسطة، فهناك شهداء دفعوا ثمن مواقفهم الحرّة لا يجب أن تذهب هدراً».
شيا: الانتخابات في موعدها ولا مجال للمناورة
دريان يحذر من صعوبة الوضع اللبناني ودقته
شيا: الانتخابات في موعدها ولا مجال للمناورة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة