مدارس «حريب مأرب» تعيد فتح أبوابها بعد تطهيرها من ألغام الحوثيين

7 آلاف لغم زرعها الحوثي في بيحان وحريب أتلفها «مسام» و«الوطني اليمني»

TT

مدارس «حريب مأرب» تعيد فتح أبوابها بعد تطهيرها من ألغام الحوثيين

أعادت إدارة التربية والتعليم في مديرية حريب، جنوبي محافظة مأرب اليمنية، فتح المدارس في معظم أرجاء المديرية، بعد تطهيرها من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيات الحوثية قبل اندحارها، كما أقرت نقل الطلبة الذين لا تزال مدارسهم تعاني من انتشار الألغام إلى مدارس أخرى، لاستكمال بقية العام الدراسي، بينما تتواصل حملة النظافة الشاملة في مركز المديرية حتى منتصف الأسبوع المقبل، لإزالة المخلفات التي تراكمت طوال الأشهر الأربعة التي وقعت المديرية فيها تحت سيطرة الميليشيات.
وخلال اجتماع موسع لمديري المدارس كُرِّس لمناقشة الصعوبات والتحديات التي تواجهها العملية التعليمية، والمقترحات والحلول المطروحة لمعالجتها، في إطار الجهود المبذولة لتطبيع الأوضاع وإعادة مظاهر الحياة الطبيعية والمعتادة إلى المديرية بعد تحريرها، أقر بدء الدراسة في جميع مدارس المديرية، الأسبوع الحالي، لاستكمال الفصل الدراسي الثاني.
وأبلغ الاجتماع المعلمين بمباشرة عملهم، وتشكيل لجان رقابة وتفتيش ميدانية للنزول إلى المدارس، للتأكد من مدى انضباط المعلمين وتوقيف المخالفين، كما أقر المجتمعون نقل طلاب ومعلمي المدارس التي لا تزال مغلقة، ولا يزال العمل جارياً لتطهيرها من الألغام والعبوات الناسفة الحوثية، إلى المدارس القريبة من مناطقهم، حرصاً على تعويض الطلبة ما فاتهم من المنهج والدراسة، واستكمال ما تبقى من العام الدراسي، وصولاً إلى الامتحانات النهائية.
وكان البرنامج السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام)، والبرنامج الوطني لنزع الألغام في اليمن، قد انتزعا نحو 7 آلاف لغم وعبوة ناسفة كانت الميليشيات قد زرعتها في مديريتي بيحان بشبوة، وحريب بمأرب، وعلى مرحلتين تم إتلاف الألغام والعبوات الناسفة؛ حيث أُتلف في المرحلة الأولى 3000 لغم، و1500 عبوة ناسفة، وفي المرحلة الثانية أُتلف 3200 لغم وعبوة ناسفة، ليبلغ إجمالي ما تم إتلافه من الألغام والعبوات الحوثية 7700 لغم وعبوة ناسفة.
وذكر بلاغ وزعه المركز الوطني، أن العبوات والألغام التي تم إتلافها زرعتها ميليشيا الحوثي في القرى والطرقات والوديان، في مديريتي بيحان وحريب، وكانت تشكل تهديداً على حياة المدنيين، وعائقاً أمام حركتهم، وأن الفرق الهندسية تواصل عملها في تطهير ومسح جميع المناطق والقرى التي لغمتها الميليشيا في مديريتَي بيحان وحريب.
هذه الخطوة تأتي مع مواصلة السلطات المحلية تنفيذ حملة نظافة شاملة في مدينة حريب، تستمر حتى منتصف الأسبوع القادم، في إطار أعمال لجنة تطبيع الأوضاع في المديرية بعد تحريرها من ميليشيات الحوثي، وفق ما نقلته المصادر الرسمية عن مدير صندوق النظافة وعضو لجنة التطبيع، محمد عطية.
وأوضح المسؤول المحلي أن 60 عاملاً ومشرف نظافة يشاركون في الحملة الهادفة إلى تنظيف مدينة حريب؛ حيث مركز المديرية، من أكوام القمامة التي تكدست في شوارعها وأحيائها طوال فترة سيطرة الميليشيات الحوثية.
من جهته، دعا الأمين العام للمجلس المحلي بمديرية حريب، فيصل حسن الأجدع، كافة أبناء المجتمع إلى التعاون مع فرق الحملة، وإنجاح أنشطتها، وتحقيق أهدافها، لإظهار مدينة حريب بمظهرها الجمالي اللائق، باعتبار أن النظافة سلوك حضاري وواجب مجتمعي يقع على عاتق الجميع.
في السياق نفسه، نظم طلبة جامعة إقليم سبأ في مدينة مأرب، وقفة احتجاجية للتنديد بجرائم الميليشيات الحوثية المتواصلة بحق المدنيين في محافظة مأرب، والتي كان آخرها الجريمة الإرهابية التي راح ضحيتها الأسبوع الماضي 39 مدنياً بين قتيل وجريح.
واستنكر الطلبة في بيان صدر عنهم صمت المجتمع الدولي إزاء استمرار جرائم الميليشيات بحق المدنيين، في اليمن عموماً وفي محافظة مأرب بشكل خاص، وقصفها المتواصل والممنهج للأحياء السكنية المكتظة بالسكان ومخيمات وتجمعات النازحين بالصواريخ الباليستية والطائرات المفخخة والقذائف المدفعية المختلفة، وهو ما تسبب في سقوط آلاف المدنيين الأبرياء بين قتيل وجريح.
وقال المحتجون إن نحو 1028 طفلاً قُتلوا وأصيبوا، بصواريخ ومُسيَّرات وألغام الميليشيات الحوثية في المحافظة خلال سنوات الانقلاب، وطالبوا الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، وكل المنظمات والهيئات الحقوقية المهتمة بالدفاع عن حقوق الإنسان، بإدانة «هذه الجرائم الإرهابية المروعة بحق مدنيي مأرب، والتي تُصنَّف في كل القوانين والمواثيق والمعاهدات الإقليمية والدولية، بأنها جرائم حرب ضد الإنسانية، والتحرك الجاد والمسؤول لحماية المدنيين، واتخاذ الإجراءات اللازمة والقرارات الصارمة لوقف الإرهاب الحوثي ضدهم».
وفي بيانهم، شدد المحتجون على ضرورة العمل على تصنيف جماعة الحوثي على لوائح الإرهاب، وإدراج قادتها في قوائم الإرهاب العالمي، والبدء في إجراءات محاكمتهم نتيجة ما اقترفوه بحق نساء وأطفال وشيوخ مأرب، خلال السنوات السبع الماضية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.