بينما حذر مستشار الأمن القومي الأميركي جون سوليفان من وجود احتمالات عالية لإقدام روسيا على غزو أوكرانيا خلال الأيام والأسابيع المقبلة، وأن ذلك الغزو قد يتخذ أشكالا عدة، أبدت الرئاسة الأوكرانية تفاؤلاً بوجود فرص لحل دبلوماسي عشية زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى موسكو وكييف.
وحذر سوليفان من أن يأخذ الغزو الروسي المحتمل أشكالا عدة، ضمنها ضم منطقة دونباس شرق أوكرانيا، أو شن سلسلة من الهجمات الإلكترونية وزعزعة الاستقرار السياسي، وصولا إلى القيام بغزو شامل لأوكرانيا. وقال في مقابلة مع برنامج واجه الصحافة صباح أمس الأحد على شبكة «سي إن بي سي»: «نعتقد أن الروس وضعوا القدرات اللازمة لشن عملية عسكرية كبيرة في أوكرانيا، والإدارة الأميركية تعمل لإعداد رد قوي مع حلفائنا. عرضنا مسارا دبلوماسيا وفي كلتا الحالتين نحن جاهزون وحلفاؤنا مستعدون، ونساعد الشعب الأوكراني على الاستعداد أيضا».
وأوضح سوليفان أن الإدارة الأميركية تعمل مع الحلفاء للاستعداد لجميع الحالات، وأن هناك توافقا حول العواقب الاقتصادية القوية. وقال: «نعتقد أن الأوروبيين يعتزمون التصعيد، وفرض تكلفة وعواقب وخيمة على روسيا، ومنها وقف استيراد الغاز الروسي وتنويع مواردها من الطاقة»، مشيرا إلى أن نقاشات الرئيس جون بايدن مع المستشار الألماني أولاف شولتز اليوم الاثنين في البيت الأبيض ستركز على الخطط لتوفير شحنات من الغاز يمكن إرسالها إلى أوروبا. وقال إن «إدارة بايدن واضحة تماما أنه إذا غزت روسيا أوكرانيا فلن يتحرك خط أنابيب نورد ستريم إلى الأمام».
وحول توصيف الإدارة الأميركية للغزو قال سوليفان: «إذا تحركت دبابة روسية أو جندي روسي عبر الحدود فهذا غزو». وأوضح سوليفان أن الصين ستتعرض لعقوبات إذا ساعدت روسيا في الالتفاف على العقوبات التي ستفرضها إدارة بايدن. وقال إن «العقوبات التي سنفرضها على روسيا سيكون لها تأثير على الصين لأنها ستلحق الضرر بالنظام المالي لروسيا، وسيكون أمام الصين خيار، إما أن تمتثل أو لا تمتثل، وإذا اختارت عدم الامتثال فإن هناك عقوبات تترتب على ذلك».
وأبدى مستشار الأمن القومي الأميركي استعدادا لدفع مسار الدبلوماسية مع روسيا حول أنظمة الصواريخ متوسطة المدى والشفافية حول التدريبات العسكرية وبناء الثقة بما يؤدي إلى خفض التصعيد وسوء التقدير. وقال: «نحن على استعداد للجلوس مع الروس وحلفائنا في الناتو وشركاء آخرين للحديث عن الأمن الأوروبي، ومنظومات الصواريخ وضمان الشفافية حول التدريبات العسكرية، وقد أرسلنا ذلك في ورقة إلى الروس، وهي تشير إلى أي مدى نحن مستعدون للمسار الدبلوماسي، لكن نحن لسنا مستعدين للتفاوض على المبادئ الأساسية للأمن التي تشمل الباب المفتوح لحلف شمال الأطلسي».
وقدرت الاستخبارات الأميركية، أن روسيا بات لديها فعليا 70 في المائة من القوة اللازمة لتنفيذ غزو واسع النطاق لأوكرانيا، ويمكن أن يكون لديها القدرة الكافية أي 150 ألف جندي لتنفيذ هجوم خلال أسبوعين. وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن الاستخبارات الأميركية لم تحدد ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اتخذ قرار الانتقال إلى الهجوم أم لا، وأنه يريد أن تكون كل الخيارات الممكنة موجودة أمامه، من الغزو الجزئي لجيب دونباس الانفصالي، إلى الغزو الكامل.
وحذر المسؤولون من أنه إذا قرر بوتين غزو أوكرانيا، فبإمكان قواته تطويق العاصمة الأوكرانية كييف وإطاحة الرئيس فولوديمير زيلينسكي في غضون 48 ساعة. وحذروا من أن النزاع ستكون له تكلفة بشرية كبيرة إذ قد يسبب مقتل ما بين 25 وخمسين ألف مدني، وما بين خمسة آلاف و25 ألف جندي أوكراني، وما بين ثلاثة آلاف وعشرة آلاف جندي روسي. كما يمكن أن يؤدي إلى تدفق ما بين مليون وخمسة ملايين لاجئ، خصوصا إلى بولندا.
بدوره، يعمل مجلس الشيوخ الأميركي على صياغة مشروع قانون «أم جميع العقوبات» ضد روسيا الذي وصفه السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام بأنه سيدمر الاقتصاد الروسي، مضيفا أن الغزو الروسي لأوكرانيا أصبح مسألة «متى» وليس «إذا». وفي إفادته أمام المشرعين بالكونغرس الأسبوع الماضي، حذر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي من أن العاصمة الأوكرانية كييف قد تسقط في غضون 72 ساعة إذا حدث غزو روسي واسع النطاق لأوكرانيا، فيما أعلن مسؤولون أميركيون أن الاستخبارات الأميركية تعتقد أن روسيا تكثف استعداداتها العسكرية لتنفيذ غزو واسع النطاق لأوكرانيا، وأنه بات لديها فعليا 70 في المائة من القوة اللازمة لتنفيذ هذه العملية خلال الأسابيع القادمة. وقال المسؤولون إنه إذا اختارت موسكو اللجوء إلى غزو واسع، فيمكن لقواتها تطويق العاصمة الأوكرانية كييف والإطاحة بالرئيس فولوديمير زيلينسكي في غضون 48 ساعة.
في غضون ذلك، اعتبرت الرئاسة الأوكرانية أمس أن فرص إيجاد «حل دبلوماسي» للأزمة مع روسيا «أكبر بكثير» من مخاطر «تصعيد» عسكري. وقال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني: «فرص إيجاد حل دبلوماسي لخفض التصعيد أكبر بكثير من التهديد بتصعيد جديد»، وذلك بعد تحذيرات الاستخبارات الأميركية التي أكدت أن موسكو كثفت استعداداتها لغزو أوكرانيا على نطاق واسع. وأضاف في بيان صادر عن مكتب الإعلام التابع للرئاسة حصلت الصحافة الفرنسية على نسخة منه أن «حشد الجيش الروسي على نحو كبير قرب حدودنا يتواصل منذ الربيع الماضي»، و«لممارسة ضغط نفسي كبير»، تنفذ روسيا «مناوبات واسعة النطاق» ومناورات وتحريك معدات عسكرية. وقال إن أوكرانيا وحلفاءها الغربيين يجب أن «يكونوا مستعدين دائماً لكل السيناريوهات ونحن نؤدي هذه المهمة بنسبة 100 في المائة».
واشنطن: الغزو الروسي لأوكرانيا قد يأخذ أشكالاً عدة
كييف متفائلة بوجود فرص للحل الدبلوماسي عشية زيارة ماكرون
واشنطن: الغزو الروسي لأوكرانيا قد يأخذ أشكالاً عدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة