زعيم التيار الصدري «يقتل المباراة» ليربح «النهائي»

(تحليل إخباري)

مقتدى الصدر (أ.ب)
مقتدى الصدر (أ.ب)
TT
20

زعيم التيار الصدري «يقتل المباراة» ليربح «النهائي»

مقتدى الصدر (أ.ب)
مقتدى الصدر (أ.ب)

كالعادة، يعود زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى تكتيكه الذي نجح مراراً في حرف مسار الأزمات الخانقة؛ انسحابٌ وتجميدٌ يتركان الآخرين، خصوماً وحلفاء، مجبرين على الانتظار دون حراك. وفي عقدة تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس الجمهورية الجديد، فإنه يغادر المفاوضات محتكراً أوراق المناورة لنفسه.
فاجأ رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان، حسن العذاري، الجميع، بإعلانه أمس السبت، تجميد مفاوضات الحكومة، وعدم حضور جلسة البرلمان، غداً الاثنين، «بأوامر من الصدر». وخلال الساعات الماضية، خاض الجميع في حسابات معقدة ومجهولة عن التوقيتات الدستورية لمسار تشكيل الحكومة، ومصير التحالفات القائمة الآن، بين الأغلبية وخصومها.
وقبل موقف الصدر الأخير، كانت الأجواء زاخرة بالتوقعات المخيفة عما سيؤول إليه مشروع حكومة الأغلبية. بعض الإشارات التي قال الصدريون إنهم تلقوها خلال الأيام الماضية تلمح إلى «حرق الأخضر واليابس»، قبل أن ينجح الصدر فما يريد.
اختار الصدر جدل التنافس بين برهم وصالح وهوشيار زيباري على منصب رئيس الجمهورية، مقدمة لاعتزاله الأخير. ثمة حيلة سياسية موجهة لقوى الإطار التنسيقي، وفي الوقت نفسه رسالة صريحة للحليف الكردي بإطفاء أزمة الرئيس أو تأجيلها لحين ظرف سياسي مختلف، لكن خطوة الصدر الأخيرة في المجمل، مناورة تشبه سابقاتها حين قرر الانسحاب من السباق الانتخابي، لقتل «المباراة» على خصومه.
«تَقلب» الصدر، كما يحلو لمحللي الشأن العراقي توصيفه، يندرج اليوم ضمن خياراته المتاحة لتنفيذ مشروعه، الذي يصفه هو بـ«الإصلاحي»، وهو أيضاً استجابة واقعية للانسداد السياسي وشح الحلول السريعة للأزمة. تقول مصادر عليمة إن الصدر أبلغ ضيوفه في الحنانة، نيجيرفان بارزاني ومحمد الحلبوسي وخميس الخنجر، بخطته في «تعطيل المفاوضات لكسبها»، وإجبار «الإطار التنسيقي» على القبول بشروط الصدر، وهو بهذا المعنى يريد المضي بمشروعه دون تعديلات يفرضها الآخرون، أو ترك الحكومة لمن يريد.
لكن الصدر اختار انسحاباً لا يقلب خطط الإطاريين وحسب، بل إنه سيدخل الجميع في خيارات غير مسبوقة، منها التحرش بالتوقيتات القانونية، بدءاً من اختيار رئيس الجمهورية وتكليف مرشح الكتلة الأكبر لرئيس الوزراء. وهذه ستكون المرة الأولى التي ستشهد البلاد فيها فراغاً غير محدد الأجل، وهو أمر لم يعالجه الدستور العراقي. وقد يكون الصدر اختار هذا السقف العالي من «التحرش» بالنظام لخنق خصومه.
وسلب الصدر ورقة «الثلث المعطل» من قوى الإطار التنسيقي. لا معنى لها بعد الآن، بعدما أمضوا الأيام الماضية في حشد العدد الكافي من النواب لوقف جلسة انتخاب رئيس الجمهورية. يقول مصدر سياسي مطلع، إن أطراف الإطار عقدت عصر السبت اجتماعاً للبحث في خيارات جديدة بعد موقف الصدر الأخير.



الأمم المتحدة: الوضع الصحي «مُزرٍ للغاية» في شمال دارفور بالسودان

سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)
سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)
TT
20

الأمم المتحدة: الوضع الصحي «مُزرٍ للغاية» في شمال دارفور بالسودان

سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)
سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أمس (الثلاثاء) إن شركاء العمل الإنساني في ولاية شمال دارفور بغرب السودان يبلغون عن وضع صحي «مُزرٍ للغاية»؛ خصوصاً في مدينة الفاشر عاصمة الولاية، ومخيمات النازحين في المناطق المحيطة.

وأضاف المكتب في أحدث إفادة له، أن استمرار القتال «تسبب في موجات من النزوح، مما أدى إلى إرهاق نظام الرعاية الصحية الهش بالفعل، والذي يكافح لتلبية حتى الاحتياجات الأساسية للناس».

وأوضح أن أكثر من مائتي منشأة صحية في الفاشر لا تعمل، وأن هناك نقصاً حاداً في الموظفين الطبيين والأدوية الأساسية والإمدادات المنقذة للحياة.

وذكر «أوتشا» أن شركاء العمل الإنساني يحاولون توفير الإمدادات الطبية؛ لكن انعدام الأمن والقيود على الوصول ما زالت تعرقل عملهم.

وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية أفادت بأن أكثر من 70 في المائة من المستشفيات والمرافق الصحية في مختلف المناطق المتضررة من النزاع في السودان «لم تعد تعمل، مما ترك الملايين من دون رعاية صحية».

وقال المكتب الأممي إن النظام الصحي في السودان تعرض لهجوم بشكل متواصل، وإنه حتى منتصف فبراير (شباط)، سجلت منظمة الصحة ما يقرب من 150 هجوماً على الرعاية الصحية في السودان منذ بدء الحرب هناك: «لكن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك بكثير».

وناشد «أوتشا» أطراف الصراع «ضمان الوصول الإنساني الآمن والمستدام وفي الوقت المناسب، للوصول إلى الأشخاص المحتاجين للدعم المنقذ للحياة»، مشدداً على ضرورة حماية المدنيين، وتلبية الاحتياجات الأساسية لبقائهم على قيد الحياة.