ممثلو الأديان يقرون في المغرب خطة عمل لمكافحة التطرف

تبدأ اعتبارًا من 2016.. وتنص على استخدام الإعلام لمكافحة الكراهية

ممثلو الأديان يقرون في المغرب خطة عمل لمكافحة التطرف
TT

ممثلو الأديان يقرون في المغرب خطة عمل لمكافحة التطرف

ممثلو الأديان يقرون في المغرب خطة عمل لمكافحة التطرف

أقر أكثر من 30 مسؤولا من أبرز الأديان خلال اجتماعهم على مدى يومين في مدينة فاس المغربية خطة عمل وتوصيات لمكافحة التوتر الديني المؤدي إلى التطرف وارتكاب الجرائم.
واجتمع، الخميس والجمعة، زعماء روحيون يمثلون مسلمين سنة وشيعة، إضافة إلى ممثلين عن اليهودية والمسيحية والبوذية والهندوسية، برعاية مكتب الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية، والمركز الدولي لحوار الأديان والثقافات.
وركز الاجتماع على «دور الزعماء الروحيين في منع التحريض المؤدي إلى الجرائم الوحشية، كالإبادة الجماعية، وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية»، في وقت تصاعدت فيه حدة خطاب التحريض على الكراهية، وتزايد عدد المجموعات المتطرفة، بحسب الأمم المتحدة.
وبحسب ملخص لخطة العمل، نشر أمس (السبت)، فإن المسؤولين الدينيين سيرتكزون في عملهم على «الرصد والإبلاغ العام عن التحريض الديني، الذي يمكن أن يؤدي إلى الجرائم الوحشية». وسيتم ذلك عبر «تطوير منهجية وآليات للرصد، وتطوير آليات ومنصات لمراقبة التحريض، والاستماع إلى ضحايا التحريض».
ويبدأ تطبيق خطة العمل، بحسب المنظمين، اعتبارا من 2016. كما تنص الخطة على استخدام مختلف وسائل الإعلام لمكافحة التطرف والكراهية، وذلك عبر «الانخراط في حوار مع المسؤولين عن التحريض، وكذلك الجمهور الذي يميل إلى الاستجابة للعنف».
ويتأتى ذلك حسب الوثيقة نفسها عبر الإلمام بـ«الظروف الاجتماعية والاقتصادية المؤدية إلى التحريض على العنف، مع مراجعة مقررات التعليم، والمناهج الدراسية»، التي تتضمن خطابات تحض على الكراهية والعنف.
وإضافة إلى ذلك، أوصت الخطة بـ«التماس الدعم من القادة السياسيين في حل النزاعات وتخفيف التوترات، عبر الإصلاح القانوني والسياسي المناسبين وضمان مشاركة ممثلي الدولة في الاجتماعات المقبلة المتعلقة بدور القادة الدينيين في مواجهة خطاب التحريض».
وحول أهمية هذا اللقاء، قال أداما ديانغ مستشار الأمم المتحدة الخاص بمنع الإبادة الجماعية إن «التصدي للتوترات الدينية وعدم التسامح يستوجب إشراك مختلف مكونات المجتمع»، مضيفا أن «الزعماء الروحيين يلعبون دورا خاصا وبناء، نظرا إلى تأثيرهم على مريديهم». من جهته، قال فيصل بن عبد الرحمن بن معمر الأمين العام للمركز الدولي لحوار الأديان والثقافات إن «المركز يرفض بشكل قاطع الاستعمال المفرط للدين بقصد شرعنة العنف»، مضيفا أن «الزعماء الروحيين لهم مسؤولية حماية مريديهم، لا سيما داخل المجتمعات التي تغلي فيها التوترات وتشكل مصدرا للعنف، مما يجعل حوار وتعاون هؤلاء الزعماء أساسا للوقاية والحد من نزيف حياة الأبرياء».
بدوره، قال المحجوب الهيبة، المندوب الوزاري المكلف حقوق الإنسان في المغرب إن «تنامي الانغلاق والانطواء باسم الدين أو الانتماء القومي والعرقي كلها عوامل ساهمت في تزايد خطاب الكراهية والحقد والعنف والتمييز».
أما محمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء المغاربة، فاعتبر أن «تفكيك مقولات الكراهية والعنف والتمييز المؤسسة على الدين، تبدأ من مراجعة مناهج التأويلات في مختلف الأديان في ضوء القاسم المشترك بينها».
وبين المحاور التي تدارسها نحو 30 خبيرا ومسؤولا دينيا «إجراء تقييم شامل لتطبيق التشريعات القضائية والسياسات العامة، فيما يتعلق بالدعوة إلى الكراهية والعنف».
كما ناقش المشاركون سبل «تشجيع الاحترام الكامل لحرية التعبير التي يحميها القانون الدولي لحقوق الإنسان»، وذلك للخروج بتوصيات تكون حسب المنظمين «مقترحات عملية لتحسين تطبيق معايير حقوق الإنسان الدولية بهذا الخصوص». وتسعى الأمم المتحدة من خلال هذا اللقاء واجتماعات نظمتها سابقا إلى «تطويق خطاب التحريض على الكراهية» بـ«تحديد أسبابه»، و«الترويج لخطاب بديل»، و«تشجيع أدوار الزعماء الروحيين»، خصوصا أن تقارير الأمم المتحدة تؤكد تصاعد حدة خطاب التحريض على الكراهية، خصوصا في ظل الجماعات المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم داعش. واختتم اللقاء بإنشاء شبكة تضم الزعماء الدينيين، الذين يعملون لمنع ومكافحة التحريض المؤدي إلى الجرائم الوحشية، مع وضع مدونة قواعد سلوك للإعلام الديني حول كيفية التعامل مع التحريض المؤدي إلى العنف.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.