هل يمنح روي هودجسون واتفورد المتعثر فرصة للنجاة؟

المدير الفني المخضرم سبق وأنقذ فولهام ووست بروميتش ألبيون من الهبوط

TT

هل يمنح روي هودجسون واتفورد المتعثر فرصة للنجاة؟

في فبراير (شباط) 2019، قال المدير التقني السابق للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، دان أشوورث، عن روي هودجسون بعد الفترة الفاشلة له على رأس القيادة الفنية للمنتخب الإنجليزي: «الشيء السهل بالنسبة لهودجسون هو الاعتزال والاختفاء عن الأنظار». ومن المؤكد أن وجهة نظر أشوورث كانت تحظى بإجماع كبير آنذاك. ربما يكون ما حدث مع المنتخب الإنجليزي هو أكبر انتكاسة للمدير الفني البالغ من العمر 74 عاماً. صحيح أن الأداء الذي قدمه المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2012، بعد تولي هودجسون المهمة في اللحظات الأخيرة قبل انطلاق البطولة، كان جيداً، لكنه بعد ذلك خرج من دور المجموعات في كأس العالم 2014، ثم جاءت الخسارة الشهيرة أمام آيسلندا في يورو 2016.
لكن يجب أن نعرف أن هودجسون ليس من نوعية المديرين الفنيين الذين يلجأون إلى الخيارات السهلة، كما أنه ليس من نوعية الرجال الذين يفضلون الاعتزال والتقاعد، حتى في هذه المرحلة من حياته. وكان هذا هو السبب وراء عودته لمجال التدريب مرة أخرى عبر بوابة كريستال بالاس في سبتمبر (أيلول) 2017، رغم أن النادي الذي كان يشجعه وهو طفل كان يمر بحالة من الفوضى العارمة ولم يحصل على أي نقطة أو يسجل أي هدف في المباريات الأربع الافتتاحية للموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز.
غادر هودجسون كريستال بالاس في نهاية الموسم الماضي، حيث اعتقد الكثيرون أن خروجه سيكون بمثابة نهاية لمسيرة تدريبية مميزة. وسيتولى المدير الفني المخضرم تدريب سادس فريق في الدوري الممتاز، وتُعد مهمته الأساسية ضمان عدم هبوط واتفورد من البريميرليغ. وعندما رحل عن الفريق في نهاية الموسم الماضي رحل وهو مرفوع الرأس بعدما نجح في قيادة كريستال بالاس لاحتلال أفضل مركز له في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ سنوات، ورفض استبعاد العودة للعمل مرة أخرى. والآن، يتولى هودجسون قيادة واتفورد في مهمة أخرى شاقة للغاية. وعبر بيان صحافي بثه واتفورد: «مدرب إنجلترا السابق سينضم لنا مع مساعده الذي يثق فيه رأي ليوينتون... سيبدأ هودجسون وليوينتون الاستعداد بشكل فوري لمباراة واتفورد المقبلة في الدوري الإنجليزي في ضيافة بيرنلي».
ويعد هودجسون بالفعل أكبر مدير فني سناً في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد أن حطم الرقم القياسي للسير بوبي روبسون عندما قاد كريستال بالاس للفوز على ليستر سيتي بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد بعمر 71 عاماً و198 يوماً. وكان هودجسون بعيداً عن عالم التدريب منذ ثمانية أشهر. لكن من الواضح أن الذين يسألون لماذا لا يزال بحاجة إلى العمل، ولماذا لا يتعين عليه أن يبتعد عن الضغوط الذهنية والجسدية القاسية للتدريب، لا يعرفونه حقا.
قال هودجسون لصحيفة «الغارديان» في يناير (كانون الثاني) 2018: «إنها متعة سادية. المعاناة لا تتوقف أبداً - هذه هي المشكلة، والأمر يزداد سوءاً. عندما تضع قدمك على أول السلم، ستجد أنه من الأسهل تجاهل تلك الأوقات التي تنزلق فيها قدمك، وعليك أن تبدأ مرة أخرى. عندما تكون محظوظاً بما يكفي لتتحرك لأعلى، فإن كل ما تراه هو الانزلاق لأسفل مرة أخرى. إنك لا ترى الخطوات الأخرى لأعلى». وأضاف: «إنك تتعلم أن تقوي نفسك، لكن كلما طالت مدة بقائك، لا يمكنك التخلي بسهولة عن هذا الأمر. وحتى لو لم تفز، فمن الممكن أن تستمد بعض الرضا من حقيقة أنك تعمل بشكل صحيح».
لم يحقق واتفورد الفوز في أي مباراة منذ 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، كما أن الطريقة التي خسر بها الفريق بثلاثية نظيفة على ملعبه أمام نوريتش سيتي المتواضع قبل توقف مسابقة الدوري - الخسارة السابعة للنادي في ثماني مباريات بالدوري، والأخرى كانت تعادل - جعلت إقالة المدير الفني الإيطالي كلاوديو رانييري تبدو حتمية. لقد ظهر الفريق مفككاً ومهلهلاً في جميع الخطوط وعلى جميع المستويات، وسيتعين على هودجسون القيام بالكثير من الأمور في التدريبات قبل مباراته الأولى اليوم أمام بيرنلي، وهو النادي الوحيد بعد واتفورد في جدول الترتيب. واستهل المدرب الإيطالي مهامه مع واتفورد بخسارة بخماسية نظيفة أمام ليفربول، قبل أن يحقق ضد مانشستر يونايتد 4 - 1 في نوفمبر فوزه الثاني فقط والأخير مع النادي.
ومع ذلك، دائماً ما يتم تعيين المديرين الفنيين الجدد في ظروف صعبة، كما أن هودجسون قد مر بالكثير من المواقف المماثلة في الماضي، لا سيما في الدوري الإنجليزي الممتاز.
فمع فولهام في ديسمبر (كانون الأول) 2007، ومع وست بروميتش ألبيون في فبراير (شباط) 2011، تولى هودجسون قيادة الفريقين في ظروف صعبة للغاية بينما كانا يواجهان خطر الهبوط، لكنه نجح في قيادتهما إلى بر الأمان. في الحقيقة، يمكن القول إن روي هودجسون هو المدير الفني المناسب لأي ناد يحاول الهروب من شبح الهبوط.
وقاد هودجسون فولهام لاحتلال المركزين السابع والثاني عشر في الموسمين التاليين، ووصل إلى نهائي الدوري الأوروبي في الموسم الثاني. ومع وست بروميتش ألبيون، قاد الفريق لاحتلال المركز العاشر، كما قاد كريستال بالاس لاحتلال المراكز 11 و12 و14 و14.
ويحب هودجسون أن يضع أسساً راسخة للعمل ويبني عليها، لكن إذا كان لا ينظر إلى ما هو أبعد من نهاية الموسم الجاري مع واتفورد فلا بأس بالنسبة له، فالأمر كله يتعلق بمساعدة النادي على اللعب بقوة وسرعة أكبر، والتحلي ببعض المرونة في الثلث الأخير من الملعب، وهي الأمور التي يجيد هودجسون القيام بها منذ أول عمل له في مجال التدريب في هالمستاد في السويد في عام 1976.
في ذلك الوقت، تولى هودجسون قيادة فريق تجنب الهبوط بفارق الأهداف في الموسم السابق، وكان يُنظر إليه على أنه أحد المرشحين دائماً للهبوط. لكن هودجسون غير طريقة لعب الفريق وأصبح يعتمد على أربعة لاعبين في الخط الخلفي، وشجع لاعبيه على التقدم للأمام والضغط على الفريق المنافس لاستخلاص الكرة واللعب بسرعة بمجرد الاستحواذ عليها والتحول السريع من الدفاع للهجوم، باستخدام تمريرات طويلة خلف دفاعات المنافسين. وسرعان ما قاد هالمستاد للفوز بلقب الدوري السويدي.
وإذا كان هناك أي فريق يحتاج للعب بهذه الطريقة فهو واتفورد، الذي يوصف دفاعه دائماً بأنه لا يرتقي للعب في الدوري الإنجليزي الممتاز وأنه ما زال بمستوى دوري الدرجة الأولى. لكن من المؤكد أن هودجسون سوف ينظم هذا الدفاع بطريقة دقيقة من خلال التدريب المتكرر وفرض أسلوبه وطريقة لعبه على المنافسين.
يمكن أن يكون الأمر رتيباً ومملاً بالنسبة للاعبين، كما أن الأندية التي تولى تدريبها هودجسون من قبل لم تكن تقدم كرة قدم ممتعة ومثيرة، وربما يكون هذا هو السبب في فشل تجربته مع ليفربول التي لم تستمر سوى ستة أشهر فقط في موسم 2010 - 2011، وينطبق الأمر نفسه أيضاً على تجربته مع المنتخب الإنجليزي. لكن واتفورد ليس بحاجة إلى تقديم كرة قدم جميلة بقدر ما هو بحاجة إلى تحقيق نتائج جيدة تساعده على البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز.
لقد أكد هودجسون مرارا وتكرارا على أنه طالما أنه ما زال يمتلك الطاقة والحماس فسوف يواصل العمل بلا كلل. ومن الواضح أنه لم يفقد هذا الحماس وهو يستعد للمهمة رقم 22 في مسيرته التدريبية!


مقالات ذات صلة

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

رياضة عالمية أموريم عمل على توجيه لاعبي يونايتد أكثر من مرة خلال المباراة ضد إيبسويتش لكن الأخطاء تكررت (رويترز)

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

أصبح أموريم ثاني مدير فني بتاريخ الدوري الإنجليزي يسجل فريقه هدفاً خلال أول دقيقتين لكنه لم يفلح في الخروج فائزاً

رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية النتائج المالية شهدت انخفاض إجمالي إيرادات يونايتد إلى 143.1 مليون جنيه إسترليني (رويترز)

مانشستر يونايتد يحقق نحو 11 مليون دولار في «الربع الأول من 2025»

حقق مانشستر يونايتد أرباحاً خلال الربع الأول من «موسم 2024 - 2025»، رغم إنفاق 8.6 مليون جنيه إسترليني (10.8 مليون دولار) تكاليفَ استثنائية.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية أندريه أونانا (رويترز)

أونانا حارس يونايتد يفوز بجائزة إنسانية لعمله الخيري في الكاميرون

فاز أندريه أونانا حارس مرمى مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بجائزة الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) لإسهاماته الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية سجل صلاح 29 % من إجمالي أهداف ليفربول هذا الموسم (أ.ف.ب)

محمد صلاح... الأرقام تؤكد أنه يستحق عقداً جديداً مع ليفربول

لطالما كانت مجموعة فينواي الرياضية تتمحور حول الأرقام.

The Athletic (لندن)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.