برونو لاغ يرد على المشككين ويكافئ ولفرهامبتون على الثقة به

المدير الفني البرتغالي كان بديلاً غير متوقع لسانتو... لكنه يقود النادي في الاتجاه الصحيح

برونو لاغ يتحدث إلى لاعبيه بعد تخطي برنتفورد (رويترز)
برونو لاغ يتحدث إلى لاعبيه بعد تخطي برنتفورد (رويترز)
TT

برونو لاغ يرد على المشككين ويكافئ ولفرهامبتون على الثقة به

برونو لاغ يتحدث إلى لاعبيه بعد تخطي برنتفورد (رويترز)
برونو لاغ يتحدث إلى لاعبيه بعد تخطي برنتفورد (رويترز)

في خضم تأجيل المباريات، وصراع الهبوط، وحسم مانشستر سيتي للقب الدوري الإنجليزي الممتاز تقريباً بحلول منتصف يناير (كانون الثاني)، كان ولفرهامبتون يسير بخطى ثابتة ويتقدم بهدوء في جدول الترتيب. وقبل فترة توقف المسابقة، سجل روبن نيفيس هدفاً متأخراً لصالح ولفرهامبتون ليقوده إلى الفوز 2 - 1 على مضيفه برنتفورد. وهز البرتغالي الدولي نيفيس الشباك في الدقيقة الـ78 بتسديدة من 20 متراً بعد تحرك جماعي رائع ليستعيد الفريق الزائر تفوقه بعدما عادل إيفان توني مهاجم برنتفورد النتيجة عقب تقدم الضيوف بهدف جواوموتينيو.
وفي المرحلة التي سبقت مواجهة برنتفورد، فاز ولفرهامبتون على ساوثهامبتون بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد ليرفع سجله الخالي من الهزائم إلى خمس مباريات على التوالي، ويرتقي إلى المركز الثامن، ويصبح على بُعد أربع نقاط فقط من مانشستر يونايتد صاحب المركز الرابع، مع العلم بأن ولفرهامبتون له مباراة مؤجلة.
وعلى الرغم من أن نونو إسبريتو سانتو قد خاض موسماً أخيراً مخيباً للآمال مع ولفرهامبتون، وأنهى الموسم الماضي في المركز الثالث عشر في الدوري بعد ثلاث هزائم متتالية في نهاية الموسم، فإن تعيين برونو لاغ خلفاً له أصاب الكثيرين من مشجعي النادي بالإحباط، خاصة أن لاغ كان عاطلاً عن العمل لمدة عام بعد الفترة التي قضاها في بنفيكا، كما أن جماهير ولفرهامبتون كانت تشعر بالقلق بشأن افتقاره للخبرة في الدوري الإنجليزي الممتاز. إنه يعمل في مجال التدريب منذ 25 عاماً، لكن ذلك كان في الغالب على مستوى الشباب أو كمساعد للمدير الفني - كما كان عليه الحال مع كارلوس كارفالال في شيفيلد وينزداي وسوانزي سيتي.
ومع ذلك، كان ولفرهامبتون يثق كثيراً في لاغ، ويرجع السبب في ذلك جزئياً إلى علاقة النادي بوكيل الأعمال الشهير خورخي مينديز. ومن حسن حظ ولفرهامبتون، أن هذه الثقة كانت في محلها. لقد بدأ ولفرهامبتون الموسم بشكل بطيء، حيث خسر مبارياته الثلاث الأولى بنتيجة هدف مقابل لا شيء أمام كل من ليستر سيتي وتوتنهام ومانشستر يونايتد. صحيح أن ولفرهامبتون كان الأكثر تسديداً من المنافسين في جميع تلك المباريات الثلاث، لكن الفريق لم يتمكن من استغلال الفرص أمام المرمى ودفع ثمن ذلك غالياً.
وكان تسجيل الأهداف يمثل مشكلة كبيرة للفريق هذا الموسم. إنه لا يسدد كرات على المرمى بانتظام - فقط نوريتش سيتي (10.2 تسديدة لكل مباراة) كان الأقل تسديداً للكرات من ولفرهامبتون (10.3 تسديدة لكل مباراة) في الدوري؛ كما أن الثنائي المهدد بالهبوط نوريتش سيتي (10 أهداف) وبيرنلي (16 هدفاً) كانا الأقل تسجيلاً للأهداف من ولفرهامبتون (17 هدفاً)؛ وكان نوريتش سيتي هو الوحيد الأسوأ من ولفرهامبتون فيما يتعلق بتحويل الفرص إلى أهداف - سجل نوريتش سيتي من 4.2 في المائة من التسديدات على المرمى، مقارنة بـ7.8 في المائة لولفرهامبتون.
وكان الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد - قبل الفوز على برنتفورد - هو المرة الأولى التي يسجل فيها ولفرهامبتون ثلاثة أهداف في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز على ملعب «مولينو» منذ الفوز على إيفرتون بثلاثية نظيفة في يوليو (تموز) 2020، أي قبل نحو 29 مباراة. لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به في الثلث الأخير من الملعب، خاصة عندما نعرف أن أكثر لاعبي الفريق تسجيلاً للأهداف هذا الموسم، هوانغ هي تشان وراؤول خيمينيز، لم يسجل كل منهما سوى أربعة أهداف فقط. ولم يسجل هوانغ أي هدف منذ ثماني مباريات على التوالي، في حين أنهى خيمينيز مؤخرا سلسلة الصيام عن التهديف بعد ست مباريات.
لكن ما ساعد ولفرهامبتون حقاً على تحقيق نتائج جيدة هو الدفاع الجيد، حيث تجد الفرق المنافسة صعوبة كبيرة للغاية في اختراق دفاعات ولفرهامبتون، الذي يعد ثاني أقوى خط دفاع في الدوري، حيث لم يستقبل سوى 16 هدفاً، خلف مانشستر سيتي الذي لم تهتز شباكه سوى 14 مرة. لقد تحسن خط دفاع ولفرهامبتون بشكل ملحوظ للغاية تحت قيادة لاغ. وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن ولفرهامبتون استقبل 1.39 هدف في المباراة الواحدة الموسم الماضي، لكن هذا الرقم انخفض الآن إلى 0.75 هدف فقط. وعلاوة على ذلك، خرج ولفرهامبتون بشباك نظيفة ثماني مرات في النصف الأول من هذا الموسم – أقل بمباراتين فقط من مجموع المباريات التي خرج فيها بشباك نظيفة خلال الموسم الماضي بأكمله (10 مباريات).
وكان خوسيه سا، الذي لعب تحت قيادة لاغ في بنفيكا، إضافة رائعة؛ فحارس المرمى البرتغالي يمتلك أفضل معدل نجاح في التصدي (80 في المائة) في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. لقد كان الحارس البالغ من العمر 29 عاماً حصناً منيعاً خلف خط الدفاع القوي، ونجح سريعاً في التفاهم مع المدافعين الثلاثة الذين يلعبون أمامه. وكما كان الحال مع نونو خلال معظم الفترة التي قضاها مع ولفرهامبتون، كان لاغ يعتمد على خط دفاع مكون من ثلاثة لاعبين، وقد ساعده ثبات التشكيل على تكوين هذا الخط الدفاعي القوي. لقد بدأ كل من ماكس كيلمان وكونور كودي ورومان سايس معاً في أول 19 مباراة لهذا الموسم، قبل أن ينضم سايس إلى منتخب بلاده المغرب للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الأفريقية.
وأمام خط الدفاع القوي، يلعب جواو موتينيو وروبين نيفيز اللذان يشكّلان شراكة قوية للغاية ويتمكنان من إفساد هجمات الفرق المنافسة ونقل الكرات إلى الظهرين والجناحين على طرفي الملعب. ويتقدم الجناحان بدورهما إلى الأمام لتقديم الواجبات الهجومية وفتح مساحات في دفاعات الفرق المنافسة، في ظل وجود خيار إضافي يتمثل في ليندير ديندونكير، الذي يلعب في بعض الأحيان بديلاً لنيفيس لإراحته، أو يشارك كلاعب ثالث في خط الوسط اعتماداً على قوة الفريق المنافس. إنها طريقة مشابهة لطريقة اللعب التي كانت تساعد الفريق على تقديم مستويات جيدة تحت قيادة نونو قبل أن يغير كثيراً في التشكيلة الأساسية للفريق في سنته الأخيرة في النادي.
لقد أصيب ولفرهامبتون بحالة من الركود تحت قيادة نونو، لكن لاغ أضاف دماء جديدة للفريق. لقد اعتمد على 20 لاعباً فقط هذا الموسم؛ وهو الأمر الذي قد يسبب مشكلة للفريق في وقت لاحق من الموسم بسبب الإرهاق واحتمال تعرض اللاعبين لمزيد من الإصابات، لكن القوة التي أضافها إلى الفريق بدأت تؤتي ثمارها حقاً. لقد عزز التعاقد مع الجناح البرتغالي الشاب تشكينيو هذا الأسبوع خياراته الهجومية بشكل أكبر، على الرغم من أن وصوله قد يكون سببا في رحيل أداما تراوري. ومع ذلك، فإن بيدرو نيتو - الهداف الأول للفريق الموسم الماضي - سيعود من الإصابة قريباً. لقد كانت هناك شكوك مفهومة حول تعيين لاغ على رأس القيادة الفنية للفريق الصيف الماضي، لكنه نجح في التغلب على المتشككين بسرعة. وفي حال التحلي بمزيد من الهدوء أمام المرمى، سيكون ولفرهامبتون قوة حقيقية في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الأشهر المقبلة.


مقالات ذات صلة

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

رياضة عالمية  توماس بارتي لاعب أرسنال محتفلا بهدفه في مرمى نوتنغهام فورست (رويترز)

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

بعد تعثره بتعادلين أمام تشيلسي وليفربول وخسارتين أمام بورنموث ونيوكاسل يونايتد في الجولات الأربع الماضية، وضع فريق آرسنال حداً لنتائجه السلبية في الدوري

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيدرو لاعب توتنهام محتفلاً بهدفه في السيتي (رويترز)

الدوري الإنجليزي: رباعية توتنهام تحطم سلسلة مان سيتي القياسية على أرضه

استمرت معاناة مانشستر سيتي بخسارة مفاجئة 4 - صفر أمام ضيفه توتنهام هوتسبير في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم اليوم السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟