خطة بريطانية كبرى لتخفيف أعباء المستهلكين

قيمتها 9 مليارات إسترليني

أعلن وزير الخزانة البريطاني ريشي سوناك مجموعة إجراءات تستهدف مساعدة المستهلكين في بريطانيا في مواجهة الارتفاعات الكبيرة في أسعار الطاقة (أ.ف.ب)
أعلن وزير الخزانة البريطاني ريشي سوناك مجموعة إجراءات تستهدف مساعدة المستهلكين في بريطانيا في مواجهة الارتفاعات الكبيرة في أسعار الطاقة (أ.ف.ب)
TT

خطة بريطانية كبرى لتخفيف أعباء المستهلكين

أعلن وزير الخزانة البريطاني ريشي سوناك مجموعة إجراءات تستهدف مساعدة المستهلكين في بريطانيا في مواجهة الارتفاعات الكبيرة في أسعار الطاقة (أ.ف.ب)
أعلن وزير الخزانة البريطاني ريشي سوناك مجموعة إجراءات تستهدف مساعدة المستهلكين في بريطانيا في مواجهة الارتفاعات الكبيرة في أسعار الطاقة (أ.ف.ب)

أعلن وزير الخزانة البريطاني ريشي سوناك مجموعة إجراءات تستهدف مساعدة المستهلكين في بريطانيا في مواجهة الارتفاعات الكبيرة في أسعار الطاقة.
وقال سوناك أمام مجلس العموم يوم الخميس إن الحكومة ستتحرك بسرعة لتقديم المساعدة بشكل مباشر في مواجهة هذه النفقات الإضافية التي يواجهها المستهلكون، مضيفا أن قيمة الإجراءات تصل إلى 9 مليارات جنيه إسترليني (12 مليار دولار).
وأشارت وكالة بلومبرغ إلى أن إعلان سوناك عن حزمة الإجراءات جاء بعد وقت قصير آخر من إعلان جهاز تنظيم قطاع الطاقة (أوفجيم) اعتزامه رفع الحد الأقصى لسعر الغاز والكهرباء للمنازل بنسبة 54 في المائة لنحو 22 مليون عميل. وفي حين سيؤدي رفع الحد الأقصى إلى زيادة قيمة فاتورة الكهرباء للأسرة بنحو 693 جنيها إسترلينيا سنويا، قال سوناك إن الإجراءات الجديدة ستخفف هذه الزيادة بنحو 350 جنيها إسترلينيا.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يتعرض فيه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ووزير الخزانة ريشي سوناك لضغوط من جانب المعارضة ومن داخل حزب المحافظين الحاكم نفسه لتخفيف أعباء المعيشة الناجمة عن ارتفاع معدل التضخم في بريطانيا إلى أعلى مستوياته منذ ثلاثة عقود تقريبا.
وبالتزامن، سجلت مبيعات السيارات في بريطانيا خلال يناير (كانون الثاني) الماضي أكبر زيادة لها خلال سبعة أشهر بفضل زيادة الطلب على السيارات الكهربائية... وهو ما يؤشر إلى أن زيادة أسعار الطاقة والوقود حفزت المواطنين على التحمس أكثر للسيارات الكهربائية.
وكشفت بيانات رابطة مصنعي وتجار السيارات في بريطانيا أن تسجيلات السيارات الجديدة ارتفعت الشهر الماضي بنسبة 25 في المائة. وبلغت نسبة السيارات الكهربائية عشرين في المائة من إجمالي المبيعات.
وكانت الرابطة قد توقعت في وقت سابق تعافي مبيعات السيارات خلال العام الجاري، مع انحسار مشكلة نقص أشباه الموصلات التي تدخل في صناعة السيارات وزيادة الطلب على السيارات التي تعمل بالطاقة الكهربائية، حسبما أفادت وكالة بلومبرغ للأنباء.
ويذكر أن مبيعات السيارات في بريطانيا ارتفعت بنسبة 1.5 في المائة فقط في عام 2021 لتصل إلى 1.65 مليون سيارة، بسبب استمرار مشاكل سلاسل الإمداد وتأثيرها على الصناعة.
وفي شأن منفصل، وجد مشرعون بريطانيون أن وزارة الصحة وهيئة الصحة الوطنية، بدأتا في مشروعات، تشمل شركة الخدمات المالية «غرينسيل كابيتال»، التي أشهرت إفلاسها «بدون مبرر منطقي».
وذكرت وكالة «بلومبرغ» يوم الجمعة أن وزارة «الصحة والرعاية الاجتماعية» كانت قد أعربت عن أملها في أن يوفر برنامج «غرينسيل» للدفع مقدما للصيدليات مقابل الوصفات الطبية، مائة مليون جنيه إسترليني (136 مليون دولار) سنويا، لهيئة الصحة الوطنية.
وأظهرت الوزارة «نقصاً كبيرا في المعلومات» بشأن الكيفية، التي يعمل بها (البرنامج)، ولم تعط أي دليل على توفير أموال، طبقا لما ذكرته لجنة «الحسابات العامة»، التي تدقق في إنفاق الدولة، في تقرير يوم الجمعة.
وعرضت مبادرة أخرى، تديرها شركة «ارند»، التابعة لمجموعة «غرينسيل» أجورا مقدمة سلفا لموظفي خدمة «الصحة الوطنية»، بدون أي تكاليف على الخدمة. وانهار البرنامجان، عندما قدمت المجموعة المصرفية، التي يديرها ليكس غرينسيل، طلبا لوضعها تحت إشراف إدارة التفليسة في مارس (آذار) الماضي.
وبدأت بعض صناديق هيئة الصحة الوطنية التي استخدمت الرواتب المقدمة سلفا، منذ ذلك الحين في الدفع لمقدمي خدمة آخرين. ويتم الدفع للصيدليات الآن، من قبل الدولة، في غضون أربعة أيام عمل من تقديم الفواتير.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.