تحرك مباغت لألوية «اليمن السعيد» في حرض

التحالف طالب المدنيين بالتريث قبل دخول المدينة لتطهيرها من الألغام

جانب من انتشار قوات ألوية «اليمن السعيد» في مديرية حرض بمحافظة حجة (الشرق الأوسط)
جانب من انتشار قوات ألوية «اليمن السعيد» في مديرية حرض بمحافظة حجة (الشرق الأوسط)
TT

تحرك مباغت لألوية «اليمن السعيد» في حرض

جانب من انتشار قوات ألوية «اليمن السعيد» في مديرية حرض بمحافظة حجة (الشرق الأوسط)
جانب من انتشار قوات ألوية «اليمن السعيد» في مديرية حرض بمحافظة حجة (الشرق الأوسط)

في عملية مباغتة أسندها تحالف دعم الشرعية في اليمن، تمكنت قوات ألوية اليمن السعيد التابعة للمنطقة العسكرية الخامسة في الجيش اليمني من تطويق مدينة حرض الحدودية في محافظة حجة (شمال غرب) من كافة الاتجاهات، تمهيداً لتطهيرها في الساعات المقبلة من الألغام وبقايا جيوب الميليشيات الحوثية المحاصرة، بحسب ما أفاد به الإعلام العسكري اليمني الرسمي أمس (الجمعة).
وفي حين يفتح تحرير مدينة حرض الباب أمام استكمال بقية المديريات في محافظة حجة، التي يقترب عدد سكانها من ثلاثة ملايين نسمة، ذكرت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن العملية العسكرية نجم عنها مقتل وجرح المئات من عناصر الميليشيات، في وقت لا يزال العشرات منهم تحت الحصار بعدما قطعت عنهم خطوط الإمداد من الجهات الشرقية والجنوبية.
وسبق أن استعادت قوات الجيش اليمني أجزاءً واسعة من مديرية حرض في السنوات الماضية، لا سيما من الجهات الغربية المحاذية لمديرية ميدي والجنوبية المحاذية لمديرية حيران، قبل أن تتمكن قوات الجيش بإسناد من التحالف أمس (الجمعة) من تطويقها من الجهة الشرقية والجنوبية واستعادة معسكر المحصام الاستراتيجي.
ويتوقع مراقبون عسكريون أن تواصل قوات الجيش الوطني اليمني أعمالها في المنطقة الخامسة بعد تطهير مدينة حرض جنوباً، لاستكمال مديرية عبس وتأمين مديرية حيران والتوجه شرقاً نحو مديريات بكيل المير ومستبأ، مع استمرار التوغل بمحاذاة ساحل البحر الأحمر باتجاه الجنوب للوصول إلى أولى مديريات الحديدة من الجهة الشمالية حيث مديرية اللحية، والالتفاف شرقاً في مديرية الزهرة، لقطع مفترق الطرق بين مدينة حجة والحديدة وحرض.
ويأتي هذا التقدم المباغت لقوات الجيش اليمني بالتوازي مع معارك في مأرب وتعز ومناطق أخرى غرب صعدة معقل الميليشيات الحوثية، حيث أفاد الإعلام العسكري بمقتل وجرح المئات خلال المعارك وضربات مقاتلات تحالف دعم الشرعية.
في هذا السياق، أفاد تحالف دعم الشرعية في تغريدات بثتها وكالة الأنباء السعودية (واس) بأن ألوية اليمن السعيد بالمنطقة العسكرية الخامسة تقدمت باتجاه مدينة حرض فجر الجمعة من عدة محاور وسط انهيارات وتراجع لعناصر الميليشيا، مؤكداً أنه يدعم تقدم الألوية بكافة المحاور وأن العمليات تحقق أهدافها المرحلية.
وفيما وزع الإعلام العسكري التابع لألوية اليمن السعيد صوراً وفيديوهات للعملية العسكرية التي انطلقت من عدة محاور باتجاه مدينة حرض والتقدم جنوباً بالساحل اليمني، طلب تحالف دعم الشرعية من المدنيين التريث للعودة لمنازلهم بمدينة حرض حرصاً على سلامتهم، مشيراً إلى أن القوات بدأت تطهير المدينة من آلاف الألغام الحوثية.
وأكد التحالف أن العمليات الإنسانية والمساعدات بالمناطق المحررة ستنطلق بعد عمليات التطهير، كما أعلن استمرار عمليات الإسناد الجوي، وأوضح أنه نفذ 16 عملية استهداف ضد الميليشيا في مأرب وحجة خلال 24 ساعة، وأن الاستهدافات دمرت 9 آليات عسكرية.
إلى ذلك قال المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية إن قوات الجيش حررت مناطق واسعة ومواقع استراتيجية بمديرية حرض خلال عملية عسكرية نوعية انطلقت بإسناد مباشر من طيران تحالف دعم الشرعية.
ونقل المركز عن مصدر عسكري قوله: «إن قوات الجيش تمكنت من تطويق الميليشيا الحوثية في مدينة حرض بعد دحرها من معسكر المحصام الاستراتيجي المطل على مدينة حرض من الجهة الشرقية»، وكذا تأكيده «أن الميليشيا الحوثية الموجودة في مدينة حرض أصبحت محاصرة بالكامل بعد قطع خطوط الإمداد عنها».
وذكر المصدر «أن العشرات من عناصر الميليشيا الحوثية سقطوا بين قتيل وجريح بنيران الجيش وبغارات لطيران تحالف دعم الشرعية، إلى جانب خسائر أخرى في العتاد».
من جهته بث الإعلام العسكري للمنطقة العسكرية الخامسة في الجيش اليمني تصريحات لقائد المنطقة اللواء الركن يحيى حسين صلاح أعلن فيها تطويق مدينة حرض بعد السيطرة على معسكر المحصام المطل على المدينة شرقاً.
وأكد القائد العسكري اليمني أنه «بعد العملية العسكرية التعرضية التي أطلقتها قوات المنطقة العسكرية باتت مدينة محاصرة»، متوعداً عناصر الميليشيات المحاصرين داخلها بالموت في حال عدم تسليم أنفسهم بعد قطع خطوط إمدادهم.
في السياق الميداني نفسه، أفاد الإعلام العسكري بأن قوات اللواء الثالث عاصفة في الجيش الوطني اليمني حررت (الجمعة) مواقع جديدة في محور مران بجبهة الملاحيظ بمديرية حيدان جنوب غربي محافظة صعدة، ضمن عملية عسكرية واسعة النطاق بإسناد مقاتلات تحالف دعم الشرعية.
ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية عن قائد اللواء الثالث عاصفة اللواء محمد العجابي قوله: «إن العملية العسكرية تأتي في إطار قوات ألوية اليمن السعيد الهادفة إلى تحرير كامل التراب اليمني واستعادة الشرعية والقضاء على الميليشيات الإرهابية الحوثية المدعومة إيرانياً».
وأوضح اللواء العجابي «أن مدفعية الجيش الوطني ومقاتلات تحالف دعم الشرعية شنت سلسلة هجمات وغارات استهدفت مواقع وتجمعات الميليشيات الحوثية في مناطق متفرقة في جبهة الملاحيظ، تركزت أغلبها على منطقة مران في مديرية حيدان». مع تأكيده «أن الميليشيات الحوثية تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد».
هذه التطورات الميدانية واكبها استمرار المعارك جنوب مأرب بالتزامن مع ضربات التحالف الجوية لمعسكرات الميليشيات الحوثية ومستودعاتها في صنعاء.
وبحسب ما نقله الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبر نت) عن قائد اللواء 121 مشاة، العميد عبد الرحمن ردمان، فإن قوات الجيش والمقاومة «استدرجت حشود الميليشيا الحوثية إلى مناطق مفتوحة، في جبهات محافظة مأرب، وألحقت بها هزائم وخسائر بشرية ومادية مهولة».


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.