تركيا تنتقد تعاون أميركا مع القوات الكردية في مقتل القرشي

أعلنت تحييد 43 من «وحدات حماية الشعب» شمال سوريا

تركيا تنتقد تعاون أميركا مع القوات الكردية في مقتل القرشي
TT

تركيا تنتقد تعاون أميركا مع القوات الكردية في مقتل القرشي

تركيا تنتقد تعاون أميركا مع القوات الكردية في مقتل القرشي

انتقدت تركيا تعاون الولايات المتحدة مع تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في العملية التي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، معتبرة أنه لا يمكن التعاون مع «تنظيم إرهابي» للقضاء على تنظم آخر.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية تانجو بيلجيتش، في بيان علق فيه على العملية الأميركية التي قتل فيها القرشي بحسب ما أعلنت واشنطن أول من أمس، إن تركيا ترفض فكرة التعاون مع «تنظيم إرهابي» في إشارة إلى قسد، من أجل القضاء على تنظيم إرهابي آخر (داعش).
وتعتبر أنقرة تحالف قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل قوات وحدات حماية الشعب الكردية عموده الفقري، «تنظيما إرهابيا» بينما تعتبره الولايات المتحدة أوثق الحلفاء في الحرب على داعش في سوريا وتدعمه بالأسلحة المتطورة. ويشك التباين في الموقفين التركي والأميركي في هذا الشأن أحد الملفات الخلافية العالقة بين البلدين الجليفين في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأثنى الرئيس الأميركي، جو بايدن، في كلمة ألقاها بعد مقتل القرشي، في شمال محافظة إدلب السورية التي تتمتع فيها تركيا والفصائل السورية المسلحة الموالية لها بنفوذ واسع على تعاون قسد خلال العملية التي قتل فيها زعيم داعش، والتي ربطها بايدن بأحداث سجن الصناعة (غويران) التي جرت في محافظة الحسكة السورية، على مدى 11 يوماً، والتي تمكن داعش خلالها من تحرير بعض سجنائه. وقال بايدن إن القرشي، الذي قتلته قوات أميركية فجر الخميس بريف إدلب الشمالي، هو المخطط لهجوم السجن قبل أسبوعين، وإنه أشرف على عمليات التنظيم في مختلف مناطق العالم.
وذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، جون كيربي أن القرشي كان يحاول إحياء نشاط التنظيم وأن مقتله مثل ضربة قوية لداعش، مشيرا إلى أن قوات سوريا الديمقراطية ساعدت القوات الأميركية في إنجاح العملية، ولكن التنفيذ تم بقوات أميركية فقط.
واعتبر المتحدث باسم الخارجية التركية أن كفاح تركيا ضد تنظيم «داعش» الإرهابي ودعمها للجهود الدولية المبذولة في هذا الصدد أمر واضح للجميع، قائلا إن تركيا «كعضو نشط في التحالف الدولي ضد داعش، تلعب تركيا دورا فعالا في مكافحة داعش والعقلية المنحرفة التي تمثله». وأضاف أنه «بهذه الوسيلة نؤكد مجددا بذل مزيد من الجهود لمكافحة جميع التنظيمات الإرهابية دون أي تمييز بينها».

وكان القرشي تولى قيادة «داعش» عقب مقتل زعيمه السابق أبو بكر البغدادي في عملية أميركية في محافظة إدلب أيضاً في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، ووقتها أعلنت وزارة الدفاع التركية أنها تعاونت مع الولايات المتحدة في العملية، واعتبر مراقبون تأكيد بايدن أن قتل القرشي في عملية أميركية بحتة وإشادته بتعاون قوات سوريا الديمقراطية بمثابة رسالة إلى تركيا، وعدم رضاء إدارته عن تعاونها في مكافحة الإرهاب.
وأعلنت تركيا أن قواتها قتلت 43 من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، ردا على هجمات على مناطق سيطرتها في شمال سوريا.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إن القوات المسلحة التركية ردت بالمثل على إطلاق الوحدات الكردية النار باتجاه منطقتي عمليتي «نبع السلام» و«درع الفرات» وتمكنت من القضاء على 34 منهم في منطقة درع الفرات، الواقعة في محافظة حلب و9 في منطقة «نبع السلام» في شمال شرقي سوريا.
وذكر البيان أن «الجيش التركي أنزل ضربات قاسية ضد «التنظيم الإرهابي»، في إشارة إلى قسد، في إطار عملية «نسر الشتاء»، شمال سوريا والعراق، وأنه رد على ضربات الجيش التركي من خلال استهداف المدنيين، وكان آخرها قصف مدينة الباب، ما أسفر عن مقتل 9 مدنيين وإصابة 31 آخرين.
وتابع أن عناصر قسد أطلقت نيرانا استفزازية تجاه قواعد الجيش التركي في كل من مناطق الدادات، وجبرين، وتل مالد، وردت قواتنا بالمثل حيث قصفت بقاذفات الصواريخ 30 موقعا، ما أسفر عن تحييد 43 منهم في منطقتي «درع الفرات» و«نبع السلام».
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القواعد التركية المنتشرة بمنطقة «نبع السلام» تقصف بالمدفعية الثقيلة قرى واقعة ضمت ريفي أبو راسين وتل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.