مباحثات ليبية ـ مصرية لإعادة مئات المحتجزين

تقارير قالت إنهم يعيشون ظروفاً مأساوية داخل مراكز الإيواء

السفير المصري لدى ليبيا (يسار) مستقبلاً رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية بطرابلس (الداخلية الليبية)
السفير المصري لدى ليبيا (يسار) مستقبلاً رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية بطرابلس (الداخلية الليبية)
TT

مباحثات ليبية ـ مصرية لإعادة مئات المحتجزين

السفير المصري لدى ليبيا (يسار) مستقبلاً رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية بطرابلس (الداخلية الليبية)
السفير المصري لدى ليبيا (يسار) مستقبلاً رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية بطرابلس (الداخلية الليبية)

على أثر مطالبة أسر عدد من المحتجزين المصريين بضرورة تحرك السلطات لإعادتهم إلى البلاد، التقى السفير المصري لدى ليبيا، تامر مصطفى، رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة محمد الخوجة في العاصمة طرابلس.
وبحسب وزارة الداخلية الليبية أمس، فقد ناقش الاجتماع أوضاع المهاجرين غير الشرعيين الحاملين للجنسية المصرية، واستعراض أوضاعهم المعيشية والصحية داخل مراكز الإيواء، كما تطرق اللقاء إلى مناقشة إمكانية ترحيلهم طوعياً، بعد العمل على تذليل الصعوبات، التي تواجههم من خلال التعاون مع الجانب المصري في هذا الشأن. وانتهى الاجتماع إلى الاتفاق «على عدد من القضايا، التي من شأنها حلحلة الصعوبات التي تواجه هذا الملف»، بحسب الوزارة. وتفيد التقارير غير الرسمية بأن مراكز الإيواء في ليبيا تضم مئات المهاجرين غير النظاميين من مصر، غالبيتهم يعانون من «ظروف معيشية قاسية»، ويتعرضون «لمعاملة غير إنسانية»، بحسب بعض الفارين من هذه المراكز. واشتكى مواطنون مصريون تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» من احتجاز ذويهم داخل مراكز للإيواء في ظروف مأساوية، من بينها «بئر الغنم»، المخصص لتجميع المهاجرين غير النظاميين، والذي يقع جنوب غربي العاصمة طرابلس. ومن وقت إلى آخر، تقوم السلطات الليبية بترحيل مهاجرين مصريين غير نظاميين إلى القاهرة، وسبق لجهاز مكافحة الهجرة ترحيل 17 مصرياً في السادس من يناير (كانون الثاني) الماضي من مطار معيتيقة الدولي، بالتنسيق مع سفارتهم بطرابلس، بعدما أصدرت لهم وثائق سفر مؤقتة.
وتقول بعض المصادر المعنية بحقوق الإنسان وملف الهجرة في ليبيا، إن معسكر «بئر الغنم» يضم أكثر من ألف مهاجر غالبيتهم من المصريين، يتعرضون لمعاملة قاسية، لا تخلو من التعذيب البدني والنفسي. وسبق للقنصل العام المصري في ليبيا، نبيل الجوهري، زيارة مركز «وادي الحي» المعروف بـ«بئر الغنم» نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، واستقبله رئيس المركز المقدم صلاح القديري. ونقلت السفارة حينها أن الجوهري تفقد أحوال المهاجرين المصريين تمهيداً لترحيلهم، لكن حتى الآن لم يطرأ أي جديد، وسط مطالبة أسرهم بسرعة التحرك لاستعادتهم.
وأدرج جهاز الهجرة هذه الزيارة ضمن جهود التواصل مع سفارات دول المهاجرين غير الشرعيين، من أجل ترتيب عودتهم سريعا إلى بلدانهم، وفقا لبرنامج «العودة الطوعية» الذي رعته الأمم المتحدة.
في سياق قريب، قال مركز إيواء وترحيل مهاجرين غير الشرعيين بالكفرة (جنوب)، إنه قام بترحيل 100 سوداني إلى بلدهم اليومين الماضيين، بعد أن اعتقلتهم كتيبة «سُبل السلام» في الصحراء الجنوبية للبلاد.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.