دراسة أمنية: غالبية الإسرائيليين تؤيد اقتحامات الأقصى

مستوطنون اقتحموا المسجد الأقصى بحماية الشرطة الإسرائيلية أمس الخميس (وفا)
مستوطنون اقتحموا المسجد الأقصى بحماية الشرطة الإسرائيلية أمس الخميس (وفا)
TT

دراسة أمنية: غالبية الإسرائيليين تؤيد اقتحامات الأقصى

مستوطنون اقتحموا المسجد الأقصى بحماية الشرطة الإسرائيلية أمس الخميس (وفا)
مستوطنون اقتحموا المسجد الأقصى بحماية الشرطة الإسرائيلية أمس الخميس (وفا)

كشفت دراسة حديثة أعدها معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، نشرها، أمس الخميس، أن غالبية الإسرائيليين تؤيد اقتحامات الأقصى، وأن الإسرائيليين يهتمون بالتحديات الاجتماعية والخلافات الداخلية، أكثر من اهتمامهم بالتهديدات الخارجية.
ومع ذلك، فإن مفاهيم اليمين وعقيدته الفكرية، تتغلغل في نفوسهم ومواقفهم بشكل كبير. وقال 63 في المائة إنه يجب السماح لليهود بالصعود إلى باحات المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف، وبدا عدد المؤيدين لمحاربة إيران وحزب الله اللبناني أكبر من المتحفظين.
وأظهرت الدراسة، التي طرحت خلال المؤتمر السنوي الخامس عشر للمعهد، أن 66 في المائة من الإسرائيليين يهتمون بالتهديدات الاجتماعية الداخلية أكثر من الخارجية، وأن 27 في المائة فقط قالوا عكس ذلك، فيما أفاد 43 في المائة من أفراد العينة، بأنهم قلقون أكثر من التوتر بين العرب واليهود في إسرائيل. وعندما طُلب منهم تصنيف التهديدات الخارجية الأكثر إلحاحًا لإسرائيل، احتلت إيران والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، المرتبة الأولى بهامش ضئيل، إذ اعتبر 23 في المائة من المستطلعين أن إيران النووية أخطر تهديد لإسرائيل، و21 في المائة اعتبروا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو الأكثر خطورة، بحسب نتائج الدراسة.
واعتبر 10 في المائة أن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، هي أكبر تهديد لإسرائيل، كما اعتبر 15 في المائة أن الإرهاب يشكل الخطورة الأكثر، و13 في المائة فقط ذكروا الجبهة الشمالية عند حدود سوريا ولبنان موطن «حزب الله» المدعوم من إيران، وأنه أخطر تهديد تواجهه إسرائيل. كما تظهر الدراسة، أن 85 في المائة من الجمهور يعتقدون أن إسرائيل يمكن أن تعتمد فقط على نفسها في مواجهة التهديدات الخارجية، لكن 45 في المائة فقط يعتقدون أن لدى إسرائيل القدرة العملية لوقف البرنامج النووي الإيراني، بينما أشارت النتائج إلى أن حوالي 34 في المائة يعتقدون أن إسرائيل لا تستطيع أن تفعل ذلك بمفردها.
فيما يتعلق بالجبهة الشمالية، أكدت الدراسة أن 40 في المائة من الإسرائيليين يؤيدون ضرب البنية التحتية لإنتاج الصواريخ الدقيقة لـ«حزب الله» حتى لو أدى ذلك إلى حرب، بينما 23 في المائة فقط يفضلون تعزيز دفاعات إسرائيل الصاروخية بدلاً من تنفيذ هجوم عسكري، و16 في المائة يؤيدون التوصل إلى اتفاق حول هذا الموضوع من خلال وساطة دولية.
وفيما يتعلق بالصراعات الداخلية في المجتمع الإسرائيلي، فإن 57 في المائة من المستطلعين أعربوا عن قلقهم، وقالوا إن الديمقراطية الإسرائيلية في خطر، ويعتقد حوالي 61 في المائة أنه يجب إعطاء الأولوية للميزانيات الاجتماعية على ميزانية الدفاع، ويعتقد 63 في المائة أنه يجب السماح لليهود بالصعود إلى الحرم القدسي، و39 في المائة يؤيدون السماح لليهود بالصلاة هناك وهي ممارسة محظورة حاليًا وتثير توتر مستمرا.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».