انتقادات يمنية لقصور دور المنظمات الدولية في إغاثة نازحي مأرب

السلطات المحلية تواصل تطبيع الحياة في حريب المحررة

TT

انتقادات يمنية لقصور دور المنظمات الدولية في إغاثة نازحي مأرب

وجّهت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية انتقادات واضحة للمنظمات الإغاثية بسبب تدني مستوى التدخلات مع الأعداد الكبيرة من النازحين في المحافظة بسبب تصعيد ميليشيات الحوثي؛ وذلك بالتزامن مع عملية إعادة تطبيع الحياة في مديرية حريب، حيث تمت إعادة التيار الكهربائي وتشغيل المكاتب الحكومية بالتوازي والجهود التي يبذلها المشروع السعودي «مسام» لتطهير المديرية من آلاف الألغام التي زرعتها الميليشيات قبل فرارها.
في هذا السياق، انتقد وكيل المحافظة علي الفاطمي خلال لقاء جمعه مع مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية باليمن (أوتشا) سجاد محمد «ضعف التدخلات الإنسانية والإغاثة الطارئة التي تقدمها المنظمات الدولية للنازحين في المحافظة ولا تلبي احتياجاتهم المتزايدة في ظل استمرار حركة النزوح إلى المحافظة بشكل يومي».
وأبلغ الفاطمي المسؤول الأممي «أن مستوى تدخلات المنظمات الدولية في محافظة مأرب لا تتناسب مع حجم وأعداد النازحين المقيمين في المحافظة، والذين تجاوزت أعدادهم أكثر من مليوني و500 ألف نازح، موزعين في 183 مخيماً وتجمعاً سكانياً، والذين باتوا يمثلون نسبة 63 في المائة من إجمالي عدد النازحين في اليمن».
ودعا المسؤول المحلي اليمني كافة منظمات وهيئات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وشركاء العمل الإنساني «لمضاعفة تدخلاتها الإنسانية وتلبية احتياجات النازحين المتزايدة»، والتخفيف من معاناتهم المتفاقمة والمساهمة في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية للعام الحالي للنازحين «التي تحقق التعافي الاقتصادي، وسيستفيد منها قطاع كبير من النازحين والمجتمع المضيف».
ووفق ما ذكره الموقع الرسمي للمحافظة، فإن مدير مكتب «أوتشا» باليمن، وصف الوضع الإنساني في محافظة مأرب بـ«المأساوي»، وتعهد نقل الصورة الحقيقية لهذا الوضع إلى جميع شركاء الأمم المتحدة والمانحين الدوليين «بما يسهم في مضاعفة حجم تدخلاتهم وزيادة نسبة مشاريعهم وبرامجهم الإنسانية في المحافظة خلال الفترة المقبلة».
وأعرب المسؤول الأممي «عن أسفه لما لمسه من قصور في أداء المنظمات والهيئات الدولية العاملة في المجال الإغاثي» تجاه نازحي مأرب وضعف التواصل والتنسيق مع السلطة المحلية ومكاتبها لمعرفة احتياجاتهم الأساسية وتلبيتها، وتقليص الفجوة الإنسانية القائمة في المحافظة في ظل ما تشهده من تطورات ومتغيرات إنسانية متسارعة بشكل مستمر.
هذه المواقف أتت في حين تواصل لجنة تطبيع الأوضاع في مديرية حريب جنوبي مأرب أعمالها الميدانية في المديرية لتطبيع الحياة العامة وإعادة الخدمات الأساسية إليها بعد تحريرها من ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وقال محمد عطية، مدير صندوق النظافة والتحسين في المحافظة وعضو لجنة تطبيع الأوضاع في المديرية، إن الصندوق بصدد استكمال الترتيبات النهائية لتدشين حملة نظافة شاملة في مدينة حريب بعد انتهاء الفرق الفنية والهندسية المختصة بنزع الألغام من تطهير المدينة من آلاف الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيات الانقلابية في الأحياء والشوارع العامة والطرقات وفي مكب النفايات قبل دحرها من المديرية.
وبحسب المسؤول المحلي، فإن الحملة تهدف إلى تنظيف مدينة حريب وأحيائها وشوارعها الرئيسية والثانوية، وإزالة عشرات الأطنان من أكوام القمامة المتكدسة منذ توقف أعمال النظافة بشكل نهائي عقب سيطرة الميليشيات الانقلابية على المديرية خلال الأشهر الأربعة الماضية.
وقال «هذه الحملة تأتي ضمن الأنشطة الميدانية للجنة تطبيع الأوضاع، وسوف تستمر حتى استكمال إعادة الخدمات الأساسية كافة إلى المديرية، والعمل على تحسينها في مختلف المجالات والقطاعات».
من جهتها، ذكرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن المشهد في مأرب هو لقطة قاتمة لكيفية معاناة ملايين اليمنيين نتيجة الصراع المستمر منذ سبع سنوات. حيث يستضيف نحو 150 موقعاً رسمياً وغير رسمي، آلاف العائلات من جميع أنحاء البلاد، التي بحثت عن الأمان في مأرب وحيث يقيم عدد أكبر من النازحين مع السكان المحليين في المنطقة.
وقالت في تحديث جديد عن النزوح، إنه ومع انتشار النزاع، هاجر اليمنيون من جميع أنحاء البلاد إلى مأرب، التي كانت تُعدّ سابقاً أكثر الأماكن أماناً في البلاد. كما أدى تطوير البنية التحتية وزيادة الفرص الاقتصادية على مدى السنوات الأخيرة إلى جعل مأرب موقعاً جذاباً، والمدينة التي استضافت في السابق نصف مليون شخص، وفقاً للسلطات المحلية، أصبحت الآن موطناً لما يقرب من ثلاثة ملايين شخص. حيث يعتمد معظم النازحين كلياً على المساعدات الإنسانية، على الرغم من أنها لا تصلهم دائماً.
وذكرت المفوضية، أن الحصول على ما يكفي من الطعام ليس المشكلة الوحيدة التي يواجهها النازحون. بل إن العديد ممن يعيشون في المخيمات يفتقرون إلى الضروريات الأساسية، بما في ذلك مواد الإيواء والبطانيات والمياه النظيفة والمراحيض.
وقالت، إن معظم الملاجئ المؤقتة مصنوعة من شجيرات وأغصان مأخوذة من الصحراء. كما أن الشتاء في صحراء مأرب لا يرحم مع رياح باردة قوية، حيث تنخفض درجات الحرارة فيها إلى أقل من 10 درجات مئوية. في حين يكافح الكثير من الناس للتدفئة من دون مراتب للنوم أو بطانيات يغطون بها أنفسهم. ولهذا؛ قام البعض ببناء جدران من أكياس الرمل لمنع الرياح الباردة من دخول منازلهم.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.