المنقوش تدشن مبنى السفارة الليبية في إثيوبيا

على هامش اجتماعات الدورة الـ40 للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي

وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش تضع حجر أساس مبنى سفارة بلادها في أديس أبابا (وزارة الخارجية)
وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش تضع حجر أساس مبنى سفارة بلادها في أديس أبابا (وزارة الخارجية)
TT

المنقوش تدشن مبنى السفارة الليبية في إثيوبيا

وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش تضع حجر أساس مبنى سفارة بلادها في أديس أبابا (وزارة الخارجية)
وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش تضع حجر أساس مبنى سفارة بلادها في أديس أبابا (وزارة الخارجية)

وضعت نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية الليبية والتعاون الدولي، أمس، حجر الأساس لمبنى السفارة الليبية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الذي يضم، إلى جانب السفارة، مقر البعثة الليبية الدائمة لدى الاتحاد الأفريقي، وذلك على هامش انطلاق أعمال الدورة العادية الـ40 للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية، بحضور وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد.
ووفقاً لـ«الخارجية» الليبية، سيتناول المجلس، على مدى يومين، عدداً من القضايا، المتعلقة بالتعاون المشترك بين الدول الأفريقية، من بينها كيفية التصدي للتحديات السياسية والاقتصادية والأمنية، التي تواجه القارة السمراء، إلى جانب بحث تداعيات جائحة «كورونا».
كما ستعكف هذه الدورة على التحضير لمؤتمر رؤساء الدول والحكومات الأفريقية في دورتها العادية الـ35، التي ستجري أعمالها بأديس أبابا يومي الخامس والسادس من فبراير (شباط) الجاري.
وقالت «الخارجية» الليبية، أمس، إن مدير الإدارة الأفريقية بالوزارة فاتح بشينة، والقائم بالأعمال في السفارة الليبية في أديس أبابا علاء التاجوري، شاركا في الاحتفال، بالإضافة إلى أعضاء الوفد الليبي المشارك في اجتماعات المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي، موضحة أن «وضع حجر الأساس تزامن مع مرور 13 عاماً على ترؤس ليبيا لاجتماعات الجمعية العامة للاتحاد الأفريقي في الثاني من فبراير عام 2009».
وعقب وضع حجر الأساس، شددت المنقوش على أهمية وجود السفارة والبعثة الليبية الدائمة في أديس أبابا، التي تحتضن المقر الرئيسي للاتحاد الأفريقي، ومكاتب ومراكز إقليمية أخرى، مشيدة بـ«جهود الاتحاد من أجل تحقيق الوحدة بين الشعوب والبلدان الأفريقية»، و«التعجيل بالتكامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي بين دول القارة، وتعزيز العلاقات التضامنية بين شعوبها».
وأعربت وزيرة الخارجية الليبية عن سعادتها بما يبذله العاملون بالسفارة الليبية من جهود لتعزيز علاقات التعاون بين ليبيا وإثيوبيا، وما تقدمه السفارة من خدمات للمواطنين.
في شأن آخر، وفي إجراء بدا متضارباً وأثار حالة من التجاذب بالبلاد، أعلنت السفارة الليبية في القاهرة التعاقد مع عشر شركات معتمدة، بقصد استقدام العمالة المصرية إلى ليبيا، بينما سارعت وزارة العمل والتأهيل الليبية في الوقت ذاته إلى إعلان أنها «غير معنية بهذا الإجراء، وما يترتب عليه من تبعات قانونية وإدارية».
وسبق للسفارة الليبية الإعلان في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن فتح باب التسجيل لشركات إلحاق العمالة المصرية، المرخصة من وزارة القوى العاملة المصرية، تمهيداً للبدء في سفر وتوظيف العمالة في ليبيا.
وجاء هذا الإجراء ضمن خطة كشف عنها في حينها علي العابد، وزير العمل والتأهيل الليبي، لاستقدام العمالة المصرية إلى بلاده، بقصد المساهمة في إعادة الإعمار؛ وقال في تصريحات صحافية إن خطة الاستقدام «تستهدف مليوني عامل مصر خلال عامين للعمل في التشييد والبناء والبنية التحتية، بالإضافة إلى قطاع الطب والتمريض والتعليم».
وقالت السفارة الليبية في القاهرة، ضمن ما وصفته بـ«إعلان مهم»، إنه حرصاً منها على تقنين وتنظيم التعاقد مع العمالة المستجلبة من الشقيقة مصر، وكذلك الارتقاء بتقديم أفضل الخدمات القنصلية لها، فإن (الملحقية العمالية) تعلن عن التعاقد مع عشر شركات مصرية مرخص لها قانوناً بإلحاق العمالة للخارج، بقصد تنفيذ عملية استقدام المصريين، معبرة عن أملها في أن يكون ذلك «بشرى خير وبداية لنهضة اقتصادية لبلدينا الشقيقين».
وأفادت وزارة العمل والتأهيل الليبية بأنه «ليست لها أي صلة أو علاقة بإعلان السفارة، الذي استهدف تقنين وتنظيم التعاقد مع العمالة المستجلبة من مصر».
وأخلت الوزارة، في بيان لها، مسؤوليتها عن التعاقد، الذي أعلنت عنه السفارة، وقالت إنها «لا تتحمل أي تبعات إدارية أو قانونية تترتب على ما قامت به السفارة».
وفي 3 سبتمبر (أيلول) الماضي، أطلق وزير العمل والتأهيل منصة «وافد» الإلكترونية لتسجيل وإدارة العمالة الوافدة في ليبيا، وذلك على هامش افتتاح ورشة عمل حول دراسة وتقييم سوق العمل الليبية.
وسبق أن وقعت حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ونظيره المصري مصطفى مدبولي 13 اتفاقية ومذكرات تفاهم، في إطار أعمال اللجنة العليا الليبية - المصرية المشتركة، تتضمن مجالات البنية التحتية، والمواصلات والكهرباء والبترول، بالإضافة إلى مجال الشباب والرياضة والتأمينات الاجتماعية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».