الانتخابات تلقي بظلالها على سوق العقارات البريطانية

خبراء: فوز حزب العمال أسوأ الخيارات خاصة للقطاع الفاخر

عقارات وسط لندن
عقارات وسط لندن
TT

الانتخابات تلقي بظلالها على سوق العقارات البريطانية

عقارات وسط لندن
عقارات وسط لندن

اجمع خبراء عقار بريطانيون استشارتهم «الشرق الأوسط» حول تحولات سوق العقار البريطانية المتوقعة بعد الانتخابات العامة المقبلة على أن أسوأ الخيارات خاصة في سوق العقار الفاخر، هو نجاح حزب العمال. وقال أليكس نيوال مدير شركة «هانوفر برايفت أوفيس» إن إنهاء حزب العمال لمزايا غير المقيمين الضريبية سوف يدفع معظمهم إلى مغادرة بريطانيا مما يؤثر سلبيا على اقتصادها. وأضاف أن ذلك يعد بمثابة تسجيل «العمال» هدفا في المرمى البريطاني.
أما هوارد إيلستون مدير «شركة ايلزفورد الدولية» فأشار إلى أن كل الأحزاب البريطانية تتنافس على كسب الأصوات على حساب الأضرار بعقارات لندن التي يقبل عليها الأجانب بفضل مناخ الاستقرار السياسي السائد في البلاد. وأضاف أن كل الأساليب التي اتبعتها الأحزاب البريطانية لتدبير دخل إضافي من فرض ضرائب على عقارات لندن الفاخرة لن تحل مشكلة العجز المزمنة في بريطانيا ولكنها سوف تضر أسواق العقار.
من ناحيته قال سايمون دين من شركة استون تشيس إن اقتراح حزب العمال إلغاء مزايا غير المقيمين سوف يكون له التأثير السلبي الأكبر على أسواق العقار. وأضاف أن شركته خسرت بالفعل صفقة عقارية بسبب مخاوف التغييرات المقترحة بعد الانتخابات.
وأخيرا قال جيمس روبنسون المدير العام بالنيابة في شركة «لوروت براند» إنه يعرف شركات عقار في لندن أبلغت موظفيها أن حجم أعمالها انخفض بنسبة 83 في المائة خلال الربع الأول من هذا العام بالمقارنة مع الربع الأول من العام الماضي. ووصف روبنسون لندن بأنها محرك الاقتصاد البريطاني وقال إن فرض ضرائب على العقار الفاخر في لندن هو بمثابة قتل الإوزة التي تبيض ذهبا.
وفيما يلي تفاصيل آراء الخبراء الذين استشارتهم «الشرق الأوسط»:
> ألن نيوال، المدير التنفيذي لشركة «هانوفر برايفت هاوس»:
إن اقتراحات حزب العمال بإنهاء امتيازات غير المقيمين، والتي يمكن أن تؤدي إلى مغادرة هؤلاء لبريطانيا، هي إجراءات لا تساعد الاقتصاد البريطاني. وهي بمثابة هدف سجله حزب العمال في المرمي البريطاني وبسببه يمكن لبريطانيا أن تفقد مليارات من العوائد. وما يتناساه حزب العمال هو أن رجل الأعمال الذي يشترى عقارا ثمنه 25 مليون إسترليني يستخدم بطريقة غير مباشرة نحو ألفي عامل من جميع الفئات في تطوير هذا العقار. ويستفيد الجميع من العمال صناع الزجاج للنوافذ إلى عمال مصانع الطوب إلى المحامين وشركات العقار، وكلهم يتلقون أجورهم من هذا الثري مشتري العقار. والأثرياء ليسوا بالضرورة سيئين فهم يساهمون في دعم القطاع الصحي والمجتمع بصفة عامة. وتشجيع هؤلاء يساهم في زيادة عوائد الضرائب.
وحول الضريبة العقارية المقترحة يقول نيوال إن العجائز قد يضطررن إلى مغادرة عقاراتهن وبيعها لعدم قدرتهن على دفع الضريبة، وسوف يضع هذا ضغوطا إضافية على العقارات التي تقل في سعرها عن مليوني إسترليني. أما عن فرض ضرائب تصاعدية حتى نسبة 50 في المائة فيقول إنها لا تشجع على بذل المزيد من الجهد والابتكار. كما أن معدلات الضريبة الأقل تشجع على العمل وتؤدي إلى مزيد من العوائد الضريبية للحكومة. وقد تؤدي الضرائب الباهظة إلى مغادرة الأثرياء لبريطانيا. ونحن نريد لافتة تعلن للعالم أن بريطانيا مفتوحة للأعمال. ولا نريد أن نصبح مثل فرنسا تحت إدارة هولاند.
> هوارد إيلستون، مدير وشريك في «شركة ايلزفورد الدولية»: إن النتيجة الحتمية لكل هذه المحاولات لكسب الأصوات هي أن المستثمر الأجنبي لن ينظر إلى لندن كموقع يستحق الاستثمار العقاري. وخلال عملي لمدة 30 عاما لم أصادف حملة انتخابية مثل هذه تستهدف سوق عقار لندن من أجل الحصول على الأصوات من ناحية واستغلال العقارات كمصدر للدخل من ناحية أخرى. إن لندن تجذب الأجانب عقاريا لأنها سوق مستقرة سياسيا ومدينة منفتحة دوليا. وأعترف أن الاستثمار الأجنبي دفع مستويات الأسعار إلى أعلى من قدرة المشتري المحلي، إلا أن الأجانب يجلبون الاستثمار الذي يمول الكثير من الأعمال الصغيرة من شركات البناء إلى الخدمات المالية. أن الإوزة التي تبيض ذهبا في صورة رسوم التمغة العقارية قد ينتهي مفعولها مع تطبيق ضريبة مقترحة على العقارات الفاخرة. وأشك كثيرا في أن أيا من هذه الإجراءات المقترحة سوف يوفر دخلا. وقد تكسب هذه الإجراءات بعض الأصوات ولكنها لن تسد عجز الميزانية.
> سايمون دين، من شركة «أستون تشيس»: من بين كافة السياسات التي أعلنها حزب العمال فإن تغيير وضع غير المقيمين هو الأسوأ في التأثير على سوق العقار، خصوصا في لندن. والقواعد الحالية تسمح لغير المقيمين في بريطانيا بالإعفاء الضريبي على كافة عوائدهم حول العالم ما عدا ما يربحونه داخل بريطانيا والأموال التي يجلبونها إلى البلاد مقابل دفع مبلغ 30 ألف إسترليني سنويا. ويبلغ عدد هؤلاء نحو 115 ألف شخص ولكنهم فيما بينهم يساهمون في الاقتصاد البريطاني بمبلغ 8.2 مليار إسترليني، أي ما يعادل ما يدفعه عشرة ملايين عامل بريطاني فيما بينهم من الضرائب.
وفي الأسبوع الماضي فقدت شركة «أستون تشيس» صفقة بسبب الخوف من التغييرات المتوقعة في وضعية غير المقيمين. فقد كان لدينا مشتر مقيم في الخارج وأعماله كلها في الخارج ولكنه أراد الانتقال إلى لندن. وكان مستعدا لدفع 15 مليون إسترليني في شراء شقة فاخرة، ولكن بعد تصريح رئيس حزب العمال ميليباند المضاد لغير المقيمين نصحه مستشاروه بالانتظار لأن تغيير وضع غير المقيمين سوف يجعل من انتقاله إلى لندن عملية خاسرة.
ولذلك أعتقد أنه لو ألغت بريطانيا مزايا غير المقيمين فإن هؤلاء سوف يبحثون عن بدائل أخرى غير الإقامة في لندن حيث يكون المناخ الضريبي أفضل.
وفيما يتعلق بضريبة العقارات الفاخرة (Mansion Tax) فإن هناك الكثير من الأسئلة التي لا توجد إجابات عنها بعد. فمن السهل تقدير قيمة عقار دفع فيه المشتري مليوني إسترليني مؤخرا ولكن كيف يمكن تقييم عقار قضى فيه ساكنه سنوات طويلة. كما أن أحدا لم يناقش تكاليف تقييم العقارات التي تفوق قيمتها المليوني إسترليني وعددها قد يصل إلى نحو 108 آلاف عقار. والواقع أن مثل هذه الضريبة سوف يمنع هؤلاء الذين يسكنون عقارات قيمتها أقل من مليوني إسترليني من الانتقال إلى عقارات أعلى ثمنا. وقد تكفلت التغييرات الأخيرة في ضريبة التمغة بجعل الارتقاء على سلم العقار أكثر صعوبة. وقد تكون الضريبة المقترحة هي القشة التي سوف تقصم ظهر البعير.
وشهدت شركة «أستون تشيس» ارتفاعا في عدد المستثمرين الذين يبحثون عن شقق لتأجيرها بقيمة ما بين نصف مليون إلى مليون إسترليني وهي أموال كان يمكن استخدامها في شراء مساكن أعلى قيمة. كما أن الكثير من المستثمرين يقبلون على توسيع عقاراتهم عبر البناء أو الحفر تحتها بدلا من الانتقال إلى عقارات أكبر وأغلى. وفي هذا خسارة مؤكدة للخزانة. والسؤال هنا هو هل ستكون بريطانيا أفضل حالا مع زيادة الضرائب على الأثرياء، التي يمكن أن تكون سياسة شعبيه ناجحة لحزب العمال؟
> جيمس روبنسون، المدير العام بالنيابة في شركة «لوروت براند» العقارية: إن سوق العقار صدمت مؤخرا بالتغييرات الضريبية في ضريبة التمغة واقتراح ضريبة العقارات الفاخرة وقد يجبر هذا الكثير من رجال الأعمال الأجانب على تغيير وجهة إقامتهم وأعمالهم. وقد استفدنا كثيرا عندما فرض رئيس الوزراء الفرنسي هولاند ضرائب عقارية باهظة مما دفع كثيرين لبيع عقاراتهم الفرنسية. ووقتها أعلن ديفيد كاميرون أن بريطانيا تفتح أبوابها لهؤلاء ولاستثماراتهم.
وقد سمعنا من شركتي عقار في لندن أن مداخيل الربع الأول من هذا العام انخفضت بنسبة 83 في المائة مقارنه بالربع الأول من عام 2014. وكانت أسوأ النتائج في القطاع الفاخر الذي يفوق ثمنه خمسة ملايين إسترليني. والضريبة المقترحة من حزب العمال على العقارات الفاخرة تعتمد على نشاط السوق كما كان عليه ولكن نسبة السنين التي يقضيها أصحاب العقار فيه قبل بيعه تغيرت كثيرا منذ الثمانينات. ففي ذلك الوقت كان التوقيت المتوسط للبقاء في العقار هو ثماني سنوات أما الآن فقد زاد إلى 23 عاما. والسبب في ذلك هو تجنب الضرائب المتصاعدة على تعاملات العقار. وقد تكسب الحكومة ضرائب أعلى حاليا ولكن الوقت اللازم لتحقيق هذه الضرائب زاد ثلاثة أضعاف. وعندما يعلن حزب سياسي أنه سوف يفرض ضريبة إضافية على العقار الفاخر فإنه يحاول فقط جذب الأصوات وليس حل مشاكل القطاع الصحي وغيره.
إن لندن بمثابة محرك بريطانيا الذي يجذب أفضل الكفاءات من كل أنحاء العالم. ولكنه محرك رقيق وقد يتعطل مع كثرة التدخل في أمور الضرائب. وتقديم ضريبة العقارات الفاخرة سوف يكون بمثابة قتل الإوزة التي تبيض ذهبا.



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.