أعضاء الكنيست اليهود يتعلمون العربية

الكتيب الذي يعلم العربية لنواب الكنيست اليهود
الكتيب الذي يعلم العربية لنواب الكنيست اليهود
TT
20

أعضاء الكنيست اليهود يتعلمون العربية

الكتيب الذي يعلم العربية لنواب الكنيست اليهود
الكتيب الذي يعلم العربية لنواب الكنيست اليهود

تلقى أعضاء الكنيست اليهود كتيباً لتعلم عدد من المصطلحات الأساسية للغة العربية، وذلك لكي يفهموا بعض الجمل التي يستخدمها النواب العرب في خطاباتهم.
وقد أقدم على هذه الخطوة، مدير عام الكنيست، غيل سيجال، بعد الضجة التي أحدثها النائبان عن «القائمة العربية الموحدة» للحركة الإسلامية، منصور عباس ووليد طه، ونواب «القائمة المشتركة»، أيمن عودة وأحمد الطيبي وسامي أبو شحادة، في الشهر الماضي، لدى إلقائهما خطابات باللغة العربية.
والمعروف أنه على الرغم من تخفيض مكانة اللغة العربية في إسرائيل، بموجب «قانون القومية اليهودية»، من لغة رسمية ثانية إلى لغة مميزة، ما زالت اللغة العربية تعد رسمية في الكنيست. وحسب أنظمة البرلمان الإسرائيلي، بمقدور النواب التكلم باللغة العربية من على منصة الخطابات. ولكن بسبب غياب ميزانية توفر الترجمة الفورية، فإن النواب اليهود ينزعجون من إلقاء خطابات بالعربية، ويعترضون لأنهم لا يفهمونها.
من جهتهم، يتكلم النواب العرب اللغة العبرية بشكل عام، حيث إن هناك بثاً تلفزيونياً مباشراً لنشاط الكنيست. وعبر قناة تلفزيون الكنيست، يستطيع الجمهور سماع الخطابات ببث حي مباشر طيلة الوقت. ومع ذلك، في بعض الأحيان، يختار النواب العرب إلقاء خطاباتهم باللغة العربية، عندما يرغبون في إيصال رسائلهم إلى جمهورهم العربي.
وفي بعض الأحيان، يقوم نواب يهود بإلقاء خطابات باللغة العربية، لكي يوصلوا هم أيضاً رسائلهم إلى الجمهور العربي. وقد برز في ذلك عضو الكنيست، ياريف لفين، وهو من أصل روسي لكنه تعلم العربية، فألقى خطاباً باللغة العربية هاجم فيه الحركة الإسلامية، وقال إنها تطعن بلغة القرآن الكريم. وانتشر الشريط الذي يوثق خطابه بين الجمهور العربي في إسرائيل وفي الدول العربية. وحسبه البعض أنه حريص على اللغة العربية والقرآن فعلاً، مع أنه يميني متطرف من حزب الليكود.
وفي حين حظي لفين بإعجاب رفاقه من اليمين خلال ذلك الخطاب، خرج ذلك اليمين بحملة هوجاء ضد النواب العرب لأنهم تكلموا بالعربية. وراحوا يطالبون بحظر الخطابات باللغة العربية. وعلى أثر ذلك، أعلن مدير عام الكنيست عن مبادرته، وأمر قسم الأبحاث التابع له، بإعداد كراسة تتضمن مصطلحات أساسية عن عمل الكنيست باللغة العربية. وقد فوجئ النواب اليهود، يوم أمس، بنسخة من الكراس على طاولة كل منهم في قاعة الكنيست، فيها عشرات الكلمات والجمل المتعلقة بعملهم البرلماني، كتبت تحت عنوان «اصطلاحات عامة»، لائحة تظهر فيها الكلمة باللغة العبرية مع ترجمتها العربية ثم اللفظ العربي بتهجئة عبرية (أنظر الصورة). ومن تلك المصطلحات: «النظام الداخلي للكنيست»، و«رئيس الكنيست»، و«رئاسة الكنيست»، و«رئيس الحكومة»، و«رئيس المعارضة»، و«لجنة تحقيق برلمانية»، و«لجنة السلوكيات»، وغيرها.
وقد قوبلت المبادرة بالرضا بشكل عام، لكن كان هناك من تهكم عليها أو هاجمها. فقال النائب عن «حزب الصهيونية الدينية»، ايتمار بن غفير: «بعد قليل سيضطرون إلى وضع ترجمة إلى العبرية للنواب اليهود، الذي سيصبحون أقلية هنا. فبدلاً من إجبار النواب العرب على ترجمة أقوالهم للغة العبرية التي تعد اللغة الرسمية الوحيدة في إسرائيل، يريدون دحر هذه اللغة إلى الهامش».



خدمة التوصيل تزدهر في صنعاء رغم تردي المعيشة

بسبب تدهور المعيشة توقف نشاط عدد من شركات التوصيل في صنعاء (فيسبوك)
بسبب تدهور المعيشة توقف نشاط عدد من شركات التوصيل في صنعاء (فيسبوك)
TT
20

خدمة التوصيل تزدهر في صنعاء رغم تردي المعيشة

بسبب تدهور المعيشة توقف نشاط عدد من شركات التوصيل في صنعاء (فيسبوك)
بسبب تدهور المعيشة توقف نشاط عدد من شركات التوصيل في صنعاء (فيسبوك)

برغم فشل غالبية مشاريع خدمة التوصيل في العاصمة اليمنية صنعاء بسبب غلاء المعيشة، فإن الطلب عليها لم يتوقف، ويستمر مئات الشباب في تقديمها خصوصاً في شهر رمضان، وتشهد الشوارع المزدحمة قبيل مغرب كل يوم سباقاً مع الوقت يخوضه الشباب العاملون في هذه الخدمة، معرضين حياتهم للخطر.

وغالباً ما تتسبب الدراجات النارية بالكثير من الحوادث المرورية في شوارع صنعاء، ويرفع العاملون في خدمة التوصيل منسوب هذه الحوادث نتيجة رغبتهم في توصيل أكبر عدد من الطلبات لزيادة مداخيلهم، والاستجابة لإلحاح زبائنهم المطالبين بسرعة وصول الوجبات من المطاعم ومستلزمات الوجبات المنزلية من الأسواق.

ويذكر عمار سعيد، وهو عامل توصيل على دراجة هوائية، أن عمله في هذه المهنة يتطلب هدوء أعصاب وتركيزاً شديداً وقدرة على الصبر والتحمل.

ويبين سعيد لـ«الشرق الأوسط» أن غالبية زبائنه يطلبون وصول الطعام بأقصى سرعة، ويستعجلونه خلال تنقلاته بإلحاح شديد وتذمر، ما قد يفقده التركيز أثناء قيادة دراجته، وكثيراً ما يكون مضطراً لتوصيل أكثر من طلب في الوقت نفسه في اتجاهات مختلفة.

عمال في شركة توصيل في صنعاء خلال حفل تكريم لهم (فيسبوك)
عمال في شركة توصيل في صنعاء خلال حفل تكريم لهم (فيسبوك)

وكانت خدمة التوصيل في العاصمة صنعاء ومدن أخرى قد شهدت ازدهاراً كبيراً منذ 5 أعوام بسبب حائجة كورونا (كوفيد 19) وما تسببت به من عزوف عن الاختلاط والخروج من المنازل، وهو ما دفع بعدد من المستثمرين إلى إنشاء شركات توصيل تستخدم تطبيقات على الهواتف المحمولة.

ويكشف مقيمون في العاصمة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أنه، وبرغم إيقاف العديد من شركات التوصيل نشاطها وتسريح العاملين فيها خلال الأعوام الماضية، فإن الخدمة ذاتها لم تتوقف، بل تشهد تزايداً نسبياً من خلال طلب العائلات والأفراد لها من شبان يتعاملون معهم باستمرار، إلى جانب توظيف المطاعم الكبيرة لعمال توصيل.

ثراء غير متوقع

يستغرب الكثير من المتابعين للوضع في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة الجماعة الحوثية من ظهور وانتشار خدمة التوصيل، في حين يعاني غالبية السكان من أوضاع معيشية صعبة ومعقدة، ولا يملكون القدرة على شراء الطعام من المطاعم، ناهيك عن دفع المزيد من الأموال مقابل خدمة توصيله.

المطاعم والكافتيريات الشعبية تنتشر في غالبية شوارع وأحياء العاصمة صنعاء (خرائط جوجل)
المطاعم والكافتيريات الشعبية تنتشر في غالبية شوارع وأحياء العاصمة صنعاء (خرائط جوجل)

وبحسب هؤلاء، فإن العاصمة صنعاء تشهد اتساع رقعة البطالة وإغلاق العديد من الشركات التجارية وهروب أصحاب الأموال والاستثمارات، ولم يتبقَّ فيها إلا من لا يستطيع المغادرة لعدم مقدرته على ذلك، أو من لا يخشى على نفسه وممتلكاته من ممارسات الجماعة الحوثية.

إلا أن الباحث الاقتصادي اليمني عادل شمسان يشير إلى أن الإقبال على طلب خدمة التوصيل يأتي بسبب نشوء فئة واسعة تمكنت من الإثراء مستفيدة من الانقلاب والحرب، وهي الفئة التي تسيطر مظاهر ثرائها على المشهد في صنعاء من خلال ظهور أنواع جديدة من السيارات الفارهة والقصور الكبيرة وزيادة النشاط العمراني، مقابل اتساع دائرة الفقر والفاقة.

ويوضح شمسان لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الفئة الجديدة نشأت من خلال أعمال النهب المنظم، أو العشوائي، لموارد المؤسسات العامة وأعمال الجباية والإتاوات المفروضة على غالبية السكان، وابتزاز الشركات التجارية ورجال الأعمال والمستثمرين، وتكوين طبقة من المستثمرين الطفيليين الذين سعوا للإثراء من خلال الأموال المنهوبة أو بالشراكة الإجبارية مع أصحاب رؤوس الأموال.

شركة توصيل في صنعاء استخدمت الخيول قبل ثلاث سنوات للفت الانتباه (إكس)
شركة توصيل في صنعاء استخدمت الخيول قبل ثلاث سنوات للفت الانتباه (إكس)

ويرى مراقبون للشأن اليمني في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية أن هناك فئة أخرى تمكنت من الإثراء من خلال العمل أو النشاط في تقديم المساعدات الإغاثية، سواء مع المنظمات الدولية والأممية أو المحلية، وهو النشاط الذي يشهد فساداً واسعاً بحسب العديد من التقارير.

أطعمة جديدة

يعدّ انتشار خدمة التوصيل في صنعاء أمراً لافتاً، كون الأوضاع المعيشية فيها لا تؤهل لذلك، إلى جانب أن المطاعم الشعبية منتشرة في كل الشوارع والأحياء وبالقرب من جميع المساكن تقريباً، في حين يفضل غالبية السكان إعداد الطعام في المنازل.

تقول لبنى عقلان، وهي طبيبة أسنان، إنها وحتى سنوات قليلة مضت، لم تكن تطلب هذه الخدمة كما هي عليها الآن، وكانت تكتفي بالاتصال الهاتفي إلى الكافتيريا الموجودة في نفس البناية التي تقع فيها عيادتها لطلب الطعام، فيقوم أحد العاملين بإيصاله خلال دقائق معدودة.

انتشار مشاريع الطبخ في المنازل ساعد في انتشار خدمة التوصيل (الأمم المتحدة)
انتشار مشاريع الطبخ في المنازل ساعد في انتشار خدمة التوصيل (الأمم المتحدة)

لكن الأعوام الأخيرة شهدت، بحسب حديث عقلان لـ«الشرق الأوسط»، افتتاح مطاعم تقدم وجبات جديدة ومميزة، وهو ما يغري بطلب إيصالها بسبب ازدحام أوقات العمل وعدم القدرة على التنقل إليها والعودة بسرعة.

أما عصام شرف، وهو اسم مستعار لمعلم فيزياء في إحدى كبريات مدارس العاصمة صنعاء، فيلفت إلى أن طلبات توصيل الطعام تعدّ رفاهية لا يحصل عليها سوى من يملكون القدرة على ذلك، وقد حظي بها بسبب عملها في تقديم الدروس الخصوصية.

الإثراء بسبب الحرب والانقلاب والفساد أدى إلى انتشار واسع لمطاعم فارهة في صنعاء (خرائط جوجل)
الإثراء بسبب الحرب والانقلاب والفساد أدى إلى انتشار واسع لمطاعم فارهة في صنعاء (خرائط جوجل)

ووفق حديثه لـ«الشرق الأوسط»، فإن الطلاب الذين يقدم لهم الدروس الخصوصية، وغالبيتهم من عائلات ثرية، يطلبون الطعام لهم وله خلال جلسات الدراسة، فيحصل على وجبات لم يكن يفكر حتى بها بسبب أسعارها المرتفعة، وأحياناً يأخذ ما تبقى منها لعائلته في المنزل.

وتساعد مشاريع إعداد الطعام بالمنازل في استمرار خدمة التوصيل، حيث يعتمد أصحاب هذه المشاريع، وأغلبهم من النساء، على شبان يعملون على دراجات نارية أو هوائية في توصيل الطعام إلى الزبائن.