«الاتحادية» العراقية تؤجل نظر دعوى «الكتلة الأكبر»

توقعات بخسارة «الإطار التنسيقي» آخر طعونه القضائية

TT

«الاتحادية» العراقية تؤجل نظر دعوى «الكتلة الأكبر»

أصدرت المحكمة الاتحادية، أمس (الثلاثاء)، قراراً يقضي بتأجيل الدعوى المقامة من قِبل نائبين عن ائتلاف «دولة القانون» المنضوي ضمن مظلة ما بات يعرف بقوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، بشأن قضية «الكتلة الأكبر»، المؤهلة لتشكيل الحكومة المقبلة إلى غد (الخميس).
وكان النائبان عن «دولة القانون» عالية نصيف وعطوان العطوني تقدما بدعوى إلى المحكمة الاتحادية لإقرار قوى «الإطار التنسيقي» كتلة أكبر في البرلمان، بذريعة أنها قدمت طلباً موقعاً من 83 نائباً إلى رئيس السن محمود المشهداني في الجلسة الأولى للبرلمان التي عقدت في التاسع من يناير (كانون الثاني) الماضي.
وفي حين يحاجج «الإطار» بأحقية رئيس السن تسلم طلب إعلان الكتلة الأكبر في الجلسة الأولى، يرفض خصومه ذلك، ويرون أن الجلسة تتعلق بتأدية النواب قسم العضوية وانتخاب رئيس البرلمان ونائبيه.
وسبق أن أوضحت النائبة عالية نصيف، أن «الهدف من هذه الدعاوى (التي رفعتها أمام المحكمة جماعات «الإطار») هو جعل المحكمة الاتحادية توضح وتفسر المواد التي لم يوضحها الدستور، وهذا الأمر يخدم الجميع ويحقق المصلحة الوطنية».
ونشطت قوى «الإطار» منذ إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأظهرت خسارتها، وبادرت إلى سلسلة إجراءات للطعن في شرعية ونتائج الانتخابات من خلال خروج أتباعها أولاً بمظاهرات احتجاجية قرب المنطقة الخضراء، ومن ثم اللجوء إلى القضاء عبر الطلب من المحكمة الاتحادية إلغاء النتائج بذريعة عمليات التلاعب والتزوير التي شابت الانتخابات؛ الأمر الذي رفضته المحكمة وأقرّت النتائج. ومن ثم عمدت قوى «الإطار» والنائب المستقل باسم خشان إلى إبطال الجلسة الأولى للبرلمان التي اختارت محمد الحلبوسي رئيساً له وأخفقت أيضاً من خلال حكم قضائي.
وتبدو الدعوة المؤجلة بشأن الكتلة الأكبر في طريقها أيضاً إلى الرفض من قِبل المحكمة الاتحادية، طبقاً لبعض المراقبين وخبراء القانون، وإذا ما قررت المحكمة ردها، فستكون قوى «الإطار» قد خسرت آخر أوراقها في طريق سعيها لخطف الفوز من الكتلة الصدرية الفائزة بأكبر عدد من المقاعد النيابية (73 مقعداً)، وبالتالي نجاح مساعي الصدر وحلفائه من الأكراد والسنّة في تشكيل الحكومة المقبلة، ويبدو أيضاً، أن قوى «الإطار» في طريقها إلى القبول أخيراً بواقع خسارتها في الانتخابات.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.