مها بيرقدار ويوسف الخال: بيت زوجي بمنزلين متباعدين وجدران كثيرة

هل كان «بطريرك الحداثة» بطريركياً في سلوكه مع النساء؟

مها بيرقدار
مها بيرقدار
TT

مها بيرقدار ويوسف الخال: بيت زوجي بمنزلين متباعدين وجدران كثيرة

مها بيرقدار
مها بيرقدار

حين وفدت مها بيرقدار إلى بيروت، ربيع العام 1970، لم تكن لتفكر وهي تقطع الطريق الفاصل بين العاصمتين السورية واللبنانية، سوى بالعثور على دار للنشر تتبنى إصدار قصائدها المبكرة في كتاب مستقل. ذلك أن الصورة التي ارتسمت لبيروت في مخيلة الصبية الطافحة بالنضارة، لم تكن تنحصر في كونها مدينة الصخب اللاهي والانفتاح على العالم، بل هي قبل كل شيء عاصمة الثقافة والتنوير، والمنصة المثلى للطباعة والنشر وتشجيع المواهب، التي سبق أن وفّرت لعشرات المبدعين السوريين السبل المثلى لبلورة تجاربهم وتوسيع رقعة انتشارهم وتطورهم الإبداعي. لذلك، فهي حين طرقت باب يوسف الخال، فليس لأنه «بطريرك الحداثة»، أو الأب المؤسس لمجلة «شعر» فحسب، بل بوصفه مسؤولاً عن «دار النهار» للنشر، والقادر بالتالي على الأخذ بيدها لقطع المسافة الطويلة والشائكة التي تفصلها عن تحقيق الأحلام.
لم يكن في وارد الصبية اليافعة يومها أن القدر سيضع حياتها أمام منعطف حاسم وغير متوقع، وأن الشاعر الشهير، الذي تجلس قبالته بتهيب وحذر شديدين، سيصبح زوجها فيما بعد. صحيح أنها تتقاسم مع يوسف الخال شغفه بالشعر والرسم، وهي التي تربت في كنف أب عسكري لم تمنعه رتبته العالية من الإدمان على القراءة ومزاولة الرسم، وأم منفتحة ومولعة كزوجها بفنون التشكيل، وصحيح أن موهبتها في الرسم دفعتها للالتحاق بمعهد الفنون التشكيلية في دمشق، وأن افتتانها بالشعر جعلها تقدم بصوتها وأدائها المميزين برامج إذاعية لاقت كثيراً من الاستحسان، ولكن ما يفصلها عن عراب الحداثة الثانية ليست العقود الثلاثة من الزمن فحسب، بل ثمة فوارق أخرى على مستويات الخبرة والنضج والطباع والاندفاع العاصف والمتهور نحو الحياة. فقد كان الخال يستند إلى إرث طويل من التجارب والمغامرات العاطفية، إضافة إلى دوره التنويري في العقدين اللذين سبقا لقاءها به. وهو منذ أن غادر طفلاً بلدته السورية «عمار الحصن»، بدا أشبه بعاصفة لا تهدأ من المغامرات؛ حيث انخرط شاباً في صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي، قبل أن «يتلبنن» بتأثير من شارل مالك. كما أنه شغل غير منصب ثقافي ودبلوماسي، أثناء إقامته في الولايات المتحدة مع زوجته الأولى هيلين، الأميركية من أصل لبناني. وحين عاد أدراجه إلى بيروت بادر إلى تأسيس مجلة «شعر»، جامعاً من حوله ثلة من شعراء التمرد الحداثي، قبل أن يقفلها في وقت لاحق، معلناً اصطدامه بجدارين؛ جدار اللغة الفصحى التي تم استنفادها في رأيه، بما يوجب اعتماد المحكية بديلاً عنها، وجدار المؤسسة الزوجية الذي قاده إلى الانفصال عن هيلين، الرسامة المعروفة التي أسس معها «غاليري وان»، وأنجبت منه طفلين اثنين، توفيا بشكل مأساوي بُعيد رحيل الأب.
«لكننا لا نطبع إلا للمشاهير، وإذا فعلنا فمقابل مبلغ مالي لدعم إمكانات الدار المتواضعة»، قال الخال لمها، التي كانت تنتظر قراره بشأن ديوانها بفارغ الصبر. ثم أردف قائلاً، وقد لفته جمالها الشامي الياسميني: «ثم لماذا على صبية مثلك، لها مثل هذه الفتنة، أن تكتب الشعر؟». ومع أن في سؤال الخال ما يوجب أن يصيبها بالإحباط، فإن بيرقدار أقرت في حوار لي معها: «رغم أن تجاهله لي ككاتبة أصابني بالصدمة والإحباط، فإن تغزله الصريح بجمالي أيقظ مشاعري كأنثى، فلم يتملكني الغضب، بل طلبت إليه أن يقرأ كتاباتي بإمعان. ولم يفته بالطبع أن يطلب رقم هاتفي في دمشق، لكي يضعني في صورة القرار الذي سيتخذه بشأن النشر أو عدمه».
لم يمر على ذلك اللقاء أكثر من أسبوع واحد، حتى كان صاحب «البئر المهجورة» يتصل ببيرقدار طالباً إليها بلهجة شبه آمرة أن تأتي إلى بيروت بغية التحدث وجهاً لوجه، والوقوف عن كثب على أفكارها ووضعها العائلي والاجتماعي. ورغم صعوبة ظروفها، كمقدمة برامج إذاعية، وجدت مها طريقة للمغادرة، حتى إذا التقت بالخال نقل إليها اعتذار المؤسسة لأسباب مالية عن نشر باكورتها الشعرية. لكنه أبدى رغبته في العثور على عمل دائم لها في بيروت، مقترحاً أن يتبادلا الرسائل ليتعرف أحدهما على الآخر بصورة أفضل. وإذ تقر مها، التي وافقت على الاقتراح، بأنها بدأت تقع بالتدريج في شرك الحضور المغوي للشاعر الوسيم، فإنها لم تتوقع أبداً أن يكتب لها على ظهر ورقة رثة: «تعالي حين ينتصف تموز، فقد أعددت لك مكاناً على شاطئ البحر أو فوق إحدى القمم، وإلا فغيبي إلى الأبد!».
«كانت الرسالة بالنسبة لي صدمة أخرى تضاف إلى الصدمات السابقة»، قالت مها. وحين أبلغت الخال بصعوبة الإقامة بمفردها في بيروت، أجابها بنبرة احتجاج ساخرة: «وهل الإقامة في بيروت أكثر خطورة من الإقامة في ميونيخ!»، ملمحاً إلى إقامتها في ألمانيا لسنتين متتاليتين، وبضيافة أخيها أسامة، بهدف دراسة الترجمة. إلا أنها ما لبثت أن انتقلت إلى بيروت، رغم معارضة الأهل ومخاوفهم، حين وفر لها الخال فرصتين اثنتين للعمل، أولاهما في جريدة «النهار»، والأخرى في الغاليري الذي يملكه.
أما حين طلب يوسف الخال من مها بيرقدار، بعد شهور قليلة، أن تكون زوجة له، فقد أُسقط في يدها تماماً، لا لأنها ترفض الفكرة من الأصل، وهي التي عاينت بشكل مباشر ما يمتلكه يوسف من مكانة مرموقة في الأوساط الثقافية اللبنانية، بل بسبب تباينات عدة لا تتعلق بفارق العمر وحده، ولكنها تتعداه إلى اختلاف الطباع ونمط الحياة، فضلاً عن انتمائهما إلى ديانتين مختلفتين، الأمر الذي سيتسبب في معارضة الأهل الشديدة لمثل هذا المشروع. ومع ذلك فقد قررت بيرقدار أن تقبل التحدي، وأن تذهب في المجازفة حتى نهاياتها، منتقلة مع الخال إلى قبرص، لينجزا بلا مشاركة من أحد ولا مراسم زفاف، عقد زواجهما المدني.
«ومتى بدأ شهر عسلكما الزوجي بالانقضاء»، سألتُ مها، التي تلازم سريرها منذ أشهر لأسباب صحية. «منذ الليلة الأولى»، أجابت. ثم تابعت بنبرة تأثر واضحة: «لم يكن يوسف حنوناً ورقيقاً كما ينبغي لرجل أن يفعل مع صبية رقيقة، تركت كل شيء وراءها وانتقلت إلى بلد غريب لتكون شريكته من دون سائر الخلق. لقد جسد في سلوكه معي كل صور القسوة والاستحواذ والتسلط الذكوري على المرأة. فبعد ساعات من عودتنا إلى بيروت تركني وحيدة على امتداد الليل، ليوافي صديقين له أثيرين إلى ما أطلق عليه (لقاء 104) الدوري». بعد ذلك تتحدث مها عن العلاقة غير المتكافئة بين الزوجة الشابة التي كانتها، وبين الرجل الكهل الذي كانت ترى فيه صورة الأب، وتخجل من مواجهته أو معاندته. كما تحدثت إسهاب عن إدمان زوجها على التدخين وتناول الكحول والسهر المتأخر، فضلاً عن عدم اكتراثه بوحدتها المتنامية، الأمر الذي حدا بها إلى اختيار النوم في غرفة منفصلة، في وقت لاحق. وعما إذا كان الخال قد لجأ في بعض المواقف المحتدمة إلى مبادرتها بالعنف الكلامي والجسدي، قالت بتأثر بالغ: «إن سلوكه معها اتسم بالقسوة على وجه الإجمال، ولم يخلُ من التعنيف الكلامي، لكنه لم يصل إلى العنف الجسدي إلا مرات قليلة، وبخاصة حين تثبتّ مرة من خيانته لي، حتى إذا ما فاتحته بهذا الشأن بادر إلى دفعي بقوة، معتبراً أن ما أقوله هو من بنات وساوسي المرضية». وكيف تعاطى يوسف مع موهبتك الإبداعية المنقسمة بين الرسم والشعر؟ سألتها. «لم يكترث لكل ما أفعله»، أجابت: «مع أن لوحاتي كانت تباع بما يكفي لأساعده في إتمام منزلنا في غزير. ولم أصدر أثناء حياته سوى مجموعتي الأولى «عشبة الملح»، ودون حماس منه، أما المجموعات الثلاث الأخرى «رحيل العناصر»، و«الصمت»، و«دواة الروح»، فكان على إصدارها أن ينتظر، بكل أسف، إلى ما بعد رحيله عن هذا العالم.
لم يتح لمها بيرقدار أن تواكب المغامرة الفريدة والرائدة التي خاضها يوسف الخال عبر مجلة «شعر»، إذ كان عقد المجلة قد انفرط قبل سنوات من زواجها بصاحب «قصائد في الأربعين». وبسؤالها عمن كان يتردد على منزلهما العائلي عشية الحرب الأهلية، اختارت أن تخص بالذكر ليلى بعلبكي وفؤاد رفقة، ذا الحضور الدافئ، وأدونيس، الذي تكن له، شاعراً وإنساناً، قدراً عالياً من الإعجاب. وحين انتقل الزوجان مع بداية الحرب إلى بلدة غزير، عمدا إلى تأسيس «صالون الجمعة» الثقافي، بمشاركة كثير من أهل الفكر والفن، من أمثال منير معاصري وريمون جبارة وموريس عواد وميشال معيكي وآخرين. إلا أن الخال لم يستجب لرغبات الذين طالبوه بإلحاح أن يعاود إصدار مجلته، ولو بحلّة ونفَس جديدين، مرة بدعوى أن زمنها قد انتهى، ومرة أخرى بأنه لم يعد الشاب الطافح بالحيوية الذي كانه عند صدورها الأول في الخمسينات.
ومع أن الخال لا يقدم لنا من جهته كثيراً من وقائع حياته العائلية وتفاصيلها، سواء في الجانب المتعلق بزواجه الأول من هيلين، أو بزواجه الثاني من مها بيرقدار، فإن ما رشح عنه من مواقف وتصريحات، يُكسب اعترافات مها كثيراً من المصداقية، ويكشف عن موقفه السلبي والمستغرب من النساء، وهو الذي طالما رأى في صورة المسيح قدوته ومثاله. فحين تسأله أمل جراح، في حوار مطول، عن السبب الذي دفعه إلى عدم إيلاء المرأة في شعره أي اهتمام يُذكر، يجيبها بالقول: «فيما خصني، لا أعتقد أن أي امرأة بالذات لعبت دوراً رئيسياً في حياتي، فأنا أحب عِشرة النساء، لكنني لا أحب النساء، لا أحب جنسهن، أتعب وأضجر منهن. بيني وبينهن جدار لا يُخرق، ولا أذكر أنني استسلمت في حياتي لحب امرأة».
«ما قاله يوسف هو ليس حقيقة ما اعتنقه وآمن به فحسب، بل ما مارسه وطبّقه في حياته الفعلية أيضاً»، علقت مها بيرقدار على آرائه تلك، حين سألتها مستوضحاً، مضيفة بأنه أبدى تعلقاً خاصاً بابنه الأصغر يوسف، إلى حد منحه اسمه وقلبه واهتمامه، بعد أن رأى فيه شبيهه وامتداده الذكوري. ولكنه لم يكن يعطي الاهتمام نفسه لابنته «ورد»، بل كان شديد الخشية من أن تتسبب له حين بلوغها المراهقة بكثير من المتاعب و«أوجاع الرأس».
في بداية ثمانينات القرن المنصرم، بدأ الورم السرطاني الذي أصاب جسد يوسف الخال بمثابة طعنة قاصمة للشاعر، الذي لم يكن تقادم السنين لينال من ولعه الأبيقوري بالحياة. وبسؤال مها عن طريقة تعاطيها معه في تلك المرحلة، أجابت بأن أخلاقياتها الشخصية وواجبها كزوجة وأم لطفلين، أمليا عليها الوقوف إلى جانبه والتخفيف من آلامه، سواء في بيروت أو أثناء إقامته بهدف العلاج في باريس. «ألم يشكرك يوسف على رعايتك له أثناء مرضه؟» سألت مها. وبعد أن صمتت قليلاً أجابت بأنه لم يفعل أبداً، بل قال لها مرة بالمحكية اللبنانية: «يا مرا، صار لازم تنتحري». وحين سألته عن السبب، قال: «لأنك طيبة القلب أكثر من اللازم».
ومع ذلك، فإن تجربة يوسف الخال مع الزواج لم تختلف كثيراً عن تجارب من سبقه من فناني العالم وكتّابه ومفكريه، ممن شكّل مزاجهم الشخصي وسلوكهم المتعالي ونرجسيتهم الفاقعة، الوجه الآخر لملكاتهم الإبداعية.
إن فيه شيئاً من التسلط الاستحواذي لبيكاسو، الذي كان يكبر زوجته الرسامة بـ40 عاماً، ومن الجاذبية القاسية لتيد هيوز، الذي دفع بزوجته الشاعرة سيلفيا بلاث دفعاً إلى الانتحار، ومن كرم تولستوي المليء بالفارقات، وهو الذي خص أصدقاءه وفلاحيه بقدْر من السخاء والرعاية الأبوية، لم يخصّ به زوجته وأولاده. أما مها بيرقدار فقد بدت من بعض وجوه تجربتها القاسية مزيجاً من شخصيات فرنسوا جيلو وسيلفيا بلاث وصوفيا تولستايا، مع تعديلات متفاوتة في التفاصيل والوقائع والمآلات.



مجلة «الفيصل» السعودية: هل منع الرجل المرأة من التفلسف؟

مجلة «الفيصل» السعودية: هل منع الرجل المرأة من التفلسف؟
TT

مجلة «الفيصل» السعودية: هل منع الرجل المرأة من التفلسف؟

مجلة «الفيصل» السعودية: هل منع الرجل المرأة من التفلسف؟

صدر العدد الجديد من مجلة الفيصل وتضمن العديد من الموضوعات والمواد المهمة. وكرست المجلة ملف العدد لموضوع إقصاء المرأة من حقل الفلسفة، وعدم وجود فيلسوفات. شارك في الملف: كل من رسلان عامر: «غياب المرأة الفلسفي بين التاريخ والتأريخ». خديجة زتيلي: «هل بالإمكان الحديث عن مساهمة نسائية في الفلسفة العربية المعاصرة؟» فرانك درويش: «المرأة في محيط الفلسفة». أحمد برقاوي: «ما الذي حال بين المرأة والتفلسف؟» ريتا فرج: «الفيلسوفات وتطور الأبحاث الحديثة من اليونان القديمة إلى التاريخ المعاصر». يمنى طريف الخولي: «النساء حين يتفلسفن». نذير الماجد: «الفلسفة نتاج هيمنة ذكورية أم نشاط إنساني محايد؟» كلير مثاك كومهيل، راشيل وايزمان: «كيف أعادت أربع نساء الفلسفة إلى الحياة؟» (ترجمة: سماح ممدوح حسن).

أما الحوار فكان مع المفكر التونسي فتحي التريكي (حاوره: مرزوق العمري)، وفيه يؤكد على أن الدين لا يعوض الفلسفة، وأن الفلسفة لا تحل محل الدين، وأن المفكرين الدينيين الحقيقيين يرفضون التفلسف لتنشيط نظرياتهم وآرائهم. وكذلك تضمن العدد حواراً مع الروائي العربي إبراهيم عبد المجيد الذي يرى أن الحزن والفقد ليس مصدرهما التقدم في العمر فقط... ولكن أن تنظر حولك فترى وطناً لم يعد وطناً (حاوره: حسين عبد الرحيم).

ونطالع مقالات لكل من المفكر المغربي عبد العزيز بومسهولي «الفلسفة وإعادة التفكير في الممارسات الثقافية»، والكاتب والأكاديمي السعودي عبد الله البريدي «اللغة والقيم العابرة... مقاربة لفك الرموز»، وضمنه يقول إننا مطالبون بتطوير مناهج بحثية لتحليل تورط اللغة بتمرير أفكار معطوبة وقيم عدمية وهويات رديئة. ويذهب الناقد سعيد بنكراد في مقال «الصورة من المحاكاة إلى البناء الجمالي» إلى أن الصورة ليست محاكاة ولا تنقل بحياد أو صدق ما تمثله، لكنها على العكس من ذلك تتصرف في ممكنات موضوعاتها. وترجم ميلود عرنيبة مقال الفرنسي ميشال لوبغي «من أجل محبة الكتب إمبراطورية الغيوم».

ونقرأ مقالاً للأنثروبولوجي الفرنسي فرانك ميرمييه بعنوان «مسار أنثربولوجي فرنسي في اليمن». ومقال «لا تحرر الحرية» (أريانا ماركيتي، ترجمة إسماعيل نسيم). و«فوزية أبو خالد... لم يزل الماء الطين طرياً بين أصابع اللغة» (أحمد بوقري). «أعباء الذاكرة ومسؤولية الكتابة» (هيثم حسين). «العمى العالمي: غزة بين فوضى الحرب واستعادة الإنسانية» (يوسف القدرة). «الطيور على أشكالها تقع: سوسيولوجيا شبكة العلاقات الاجتماعية» (نادية سروجي). «هومي بابا: درس في الشغف» (لطفية الدليمي).

ويطالع القارئ في مختلف أبواب المجلة عدداً من الموضوعات المهمة. وهي كالتالي: قضايا: سقوط التماثيل... إزاحة للفضاء السيميائي وإعادة ترتيب للهياكل والأجساد والأصوات (نزار أغري). ثقافات: «هل يمكن أن تحب الفن وتكره الفنان؟» ميليسا فيبوس (ترجمة خولة سليمان). بورتريه: محمد خضر... المؤلف وسرديات الأسلوب المتأخر (علي حسن الفواز). عمارة: إعادة تشكيل الفضاءات العامة والخاصة في جدة بين التراث والحداثة (بدر الدين مصطفى). حكايتي مع الكتب: الكتب صحبة رائعة وجميلة الهمس (فيصل دراج). فضاءات: «11 رصيف برنلي»... الابنة غير الشرعية لفرنسوا ميتران تواجه أشباح الحياة السرية (ترجمة جمال الجلاصي). تحقيقات: الترفيه قوة ناعمة في بناء المستقبل وتنمية ثقافية مؤثرة في المجتمع السعودي (هدى الدغفق). جوائز: جوائز الترجمة العربية بين المنجز والمأمول (الزواوي بغورة). المسرح: الكاتبة ملحة عبد الله: لا أكتب من أجل جائزة أو أن يصفق لي الجمهور، إنما كي أسجل اسمي في تاريخ الفن (حوار: صبحي موسى).

وفي باب القراءات: نجوان درويش... تجربة فلسطينية جسورة تليق بالشعر الجديد (محمد عبيد الله). جماليات البيت وسردية الخواء... قراءة في روايات علاء الديب (عمر شهريار). «أغنية للعتمة» ماتروشكا الحكايات والأنساب تشطر التاريخ في صعودها نحو الأغنية (سمية عزام). تشكيل: مهدية آل طالب: دور الفن لا يتحقق سوى من خلال الفنان (هدى الدغفق). مسرح: المنظومة المسرحية الألمانية يؤرقها سوء الإدارة والتمييز (عبد السلام إبراهيم)

ونقرأ مراجعات لكتب: «وجه صغير يتكدس في كل ظهيرة» (عماد الدين موسى)، «مروة» (نشوة أحمد)، «خاتم سليمي» (نور السيد)، «غراميات استثنائية فادحة» (معتصم الشاعر)، «أبناء الطين» (حسام الأحمد)، «حساء بمذاق الورد» (جميلة عمايرة).

وفي العدد نطالع نصوص: «مارتن هيدغر يصحو من نومه» (سيف الرحبي)، «مختارات من الشعر الكوري» (محمد خطاب)، «سحر الأزرق» (مشاعل عبد الله)، «معرض وجوه» (طاهر آل سيف)، «سارقة الذكريات» (وجدي الأهدل)، «أوهام الشجر» (منصور الجهني).