طرق للحفاظ على صحة عقلك مع تقدمك في العمر

بحلول سن الستين يبدأ بعض مناطق الدماغ في الانكماش (رويترز)
بحلول سن الستين يبدأ بعض مناطق الدماغ في الانكماش (رويترز)
TT

طرق للحفاظ على صحة عقلك مع تقدمك في العمر

بحلول سن الستين يبدأ بعض مناطق الدماغ في الانكماش (رويترز)
بحلول سن الستين يبدأ بعض مناطق الدماغ في الانكماش (رويترز)

مع تقدمنا في العمر، تتغير بنية الدماغ وطريقة عمله بشكل ملحوظ. فبحلول سن الستين؛ يبدأ بعض مناطق الدماغ في الانكماش، مثل مناطق الفص الجبهي والحصين، وهي المناطق المسؤولة عن الوظيفة الإدراكية للدماغ وعن الاحتفاظ بالذكريات الجديدة، وكذلك المادة البيضاء، التي تحتوي على الوصلات العصبية التي تربط كل الفصوص الأربعة للدماغ وتنقل الإشارات بين خلايا المخ.
علاوة على ذلك، ينتج الدماغ مع التقدم في العمر مستويات أقل من هرمونات الشعور بالسعادة مثل الدوبامين والسيروتونين، الأمر الذي يزيد من فرص الإصابة بالاكتئاب والتدهور المعرفي.
ومع ذلك، فهناك بعض الطرق التي يمكن أن تساعد الأشخاص في الحفاظ على صحة عقولهم وأدمغتهم مع تقدمهم في العمر، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وهذه الطرق هي:

- أداء التمارين الرياضية بعيداً من المناطق المزدحمة:
يساعد أداء التمارين الرياضية بشكل منتظم في زيادة عدد الميتوكوندريا (مراكز الطاقة في خلايا الدماغ).
إلا إن الدكتور إيان مودواي، الأستاذ في «كلية الصحة العامة» في «إمبريال كوليدج - لندن»، أكد على ضرورة ممارسة التمارين بعيداً عن الطرق والمناطق المزدحمة ذات التلوث العالي حفاظاً على صحة الدماغ.
وأضاف مودواي: «عند ممارسة الرياضة في مناطق ملوثة، يجري استنشاق جزيئات التلوث الصغيرة والتي تتراكم بعد ذلك في الدماغ وتسبب تلف الخلايا العصبية. علاوة على ذلك، قد يؤدي التلوث إلى حدوث التهابات في جميع أنحاء الجسم؛ الأمر الذي يؤثر بمرور الوقت على الدماغ».

- اتبع حمية غذائية لمدة أسبوعين كل بضعة أشهر:
يقول نيكولاس كتيستاكيس، عالم الأحياء في «معهد بابراهام» في «كامبريدج»: «مع تقدمنا في السن، يصبح النظام الذي يحافظ على عمل كل شيء بشكل صحيح في الخلايا أقل كفاءة. أيضاً، يمكن للميتوكوندريا في الخلايا أن تتوقف عن العمل بشكل صحيح، وتبدأ في ضخ جزيئات ضارة تسمى (الجذور الحرة). ولكن يمكنك مساعدة خلاياك على التخلص من هذه الجزيئات عن طريق اتباع حمية غذائية قصيرة كل فترة؛ لأن هذا الأمر يساعد الجسم في تنظيف خلاياه القديمة التالفة وإنتاج خلايا جديدة صحية».
وأضاف: «يمكنك إزالة 40 في المائة من الأطعمة التي تأكلها يومياً عادة لمدة أسبوعين، مع تكرار هذه الخطوة كل عدة أشهر. لكن يجب أن تتحدث مع طبيبك قبل البدء في اتباع أي نظام غذائي».

- تناول أدوية ضغط الدم:
يقول جيل ليفينغستون، أستاذ الطب النفسي في «كلية لندن الجامعية»: «هناك نوع واحد من الأدوية يمكن أن يساعد في الوقاية من الخرف مع التقدم في العمر، وهو دواء علاج ارتفاع ضغط الدم؛ لأنه يقلل بشكل كبير من احتمال الإصابة بالتدهور المعرفي».
وأضاف: «الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والذين لا يتلقون علاجاً له هم أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية، ويكونون أكثر عرضة لخطر التدهور المعرفي، ولترقق أنسجة المخ؛ الأمر الذي يؤثر على قدرة الدماغ على العمل بشكل جيد».
لكن ليفينغستون أكد على ضرورة استشارة الطبيب قبل القيام بهذه الخطوة.

- تناول الفلفل الأحمر والأصفر:
يقول توني ديكنسون، أستاذ علم الأعصاب وعلم وظائف الأعضاء وعلم العقاقير في «كلية لندن الجامعية»: «الحفاظ على صحة خلاياك الدبقية أمر مهم لمجموعة من وظائف الدماغ».
وأضاف: «توجد الخلايا الدبقية في جميع أنحاء الجهاز العصبي وتدعم الخلايا العصبية بشكل كبير. وإذا أصبحت الخلايا الدبقية ملتهبة، فيمكنها إطلاق مواد كيميائية سامة تعطل العمل الطبيعي للخلايا العصبية؛ الأمر الذي يتسبب في الإصابة بالاكتئاب والخرف».
وتابع ديكنسون: «ليس من المفهوم حقاً سبب التهاب الخلايا الدبقية، ولكن هناك طرقاً غذائية للتصدي لهذه المشكلة؛ من بينها تناول مركبات الفلافونويد النباتية والتي توجد بكثرة في الفلفل الأحمر والأصفر».

- راقب نشاط الغدة الدرقية:
يعاني العديد من الأشخاص من خمول الغدة الدرقية، وهو ما يعني عدم إنتاج الغدة ما يكفي من هرمون الثيروكسين، الذي يلعب دوراً حيوياً في تطور الدماغ.
ويقول ستيفن شاليت، الأستاذ في طب الغدد الصماء في «مستشفى كريستي» في مانشستر: «يمكن أن يؤدي خمول الغدة الدرقية إلى ضعف الذاكرة وتدهور الإدراك، كما أنه قد يؤدي إلى تلف دماغي لا يمكن إصلاحه».
وأضاف: «لا توجد طريقة لمنع خمول الغدة الدرقية، ولكن يمكن علاجها بأقراص لتعويض الهرمونات التي لا تصنعها الغدة الدرقية. ولذلك، ينبغي إجراء اختبارات للغدة الدرقية بشكل دوري».

- راقب سمعك:
تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف شديد في السمع معرضون لخطر الإصابة بالخرف 5 مرات أكثر مقارنة بمن يتمتعون بسمع جيد. قد يكون هذا نتيجة أن الأشخاص المصابين بالصمم يصبحون تدريجياً منعزلين اجتماعياً، وهو أحد العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالخرف.
ويقول اختصاصي السمع روني غانغولي: «تبدأ أدمغة الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع في الانكماش تدريجياً بسبب قلة الاستخدام والتحفيز».
وأضاف غانغولي: «أنصح الناس بإجراء اختبارات السمع مبكراً والبدء في ارتداء المعينات السمعية بمجرد احتياجهم لذلك. بشكل عام، كلما قام المريض بتركيب المعينة السمعية في وقت مبكر، تمكن من التصدي للمشكلات الناتجة عن ضعف السمع؛ من بينها الخرف».

- خذ قسطاً كافياً من النوم:
يساعد النوم في محاربة الشيخوخة؛ حيث يقوم بتنظيف الدماغ من بعض النفايات، التي تتراكم بمرور الوقت لتكوين كتل من البروتينات السامة المرتبطة بالخرف.
ويقول البروفسور راسل فوستر، عالم الأعصاب بجامعة أكسفورد، إن الحصول على ما بين 7 و9 ساعات من النوم أمر ضروري لحياة صحية؛ مثله مثل اتباع نظام غذائي جيد وممارسة الرياضة.


مقالات ذات صلة

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي
صحتك تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل (رويترز)

تعريض جسمك للبرودة الشديدة قد يساعدك على النوم بشكل أفضل

كشفت دراسة جديدة عن أن تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)
مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)
TT

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)
مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)

خضعت آلة تشيللو يُعتقد أنها الأقدم من نوعها في أسكوتلندا لإعادة ترميم، ومن المقرَّر أن تعاود العزف مرّة أخرى في عرض خاص.

ووفق «بي بي سي»، يعود تاريخ صنعها إلى عام 1756، أي قبل 268 عاماً، على يد الحرفي روبرت دنكان في أبردين، وجرى التبرُّع بها لتنضم إلى المجموعات الخاصة بجامعة أبردين، تنفيذاً لوصية من الطالب السابق جيمس بيتي الذي أصبح أستاذاً للفلسفة، من لورانسكيرك بمقاطعة أبردينشاير الأسكوتلندية، وذلك بعد وفاته عام 1803.

الآن، بعد ترميمها، ستعزف التشيللو علناً، ويُعتقد أنها ربما المرّة الأولى التي تعزف فيها الآلة منذ القرن الـ18، وذلك على يد العازفة لوسيا كابيلارو، في محيط كاتدرائية «كينغز كوليدج» المهيب التابع للجامعة، مساء الجمعة.

يعود تاريخ صنعها إلى عام 1756 أي قبل 268 عاماً (جامعة «أبردين»)

بعد وفاة جيمس بيتي عام 1803، جرى التبرُّع بمخطوطاته وخطاباته وآلة التشيللو لمصلحة الجامعة، إذ ظلّت موجودة منذ ذلك الحين. وعزف عليها هذا العام المرمِّم والحرفي وصانع الآلات الوترية، ديفيد راتراي، الذي قال: «الحرفية التي تظهر في هذه الآلة استثنائية. وقد تكون أقدم تشيللو أسكوتلندية باقية على قيد الحياة، ولا تزال في حالة باروكية نقية، وتُظهر براعة أحد أفضل صانعي الكمان في أبردين».

أما العازفة لوسيا، فعلَّقت: «العزف عليها مثير جداً، لم يكن الأمر كما توقّعت على الإطلاق. قد تكون لديك فكرة مسبقة عن صوت الآلات وفق ما تسمعه من كثيرها اليوم. أحياناً، كنتُ أتوقّع أن يكون صوتها أكثر اختناقاً، لكنها رنانة بدرجة لا تُصدَّق. تشعر كأنه لم يُعبَث بها».

وأوضحت: «لتلك الآلة صوت فريد، فهي نقية ومبهجة، وفي الوقت عينه هادئة ودافئة. إنها متعة للعزف؛ تُشعرك كأنها أكثر تميّزاً مما توقَّعت».

بدوره، قال المُحاضر في الأداء الموسيقي بجامعة أبردين، الدكتور آرون ماكغريغور: «مثير جداً أن نتمكن من سماع تشيللو جيمس بيتي يُعزف علناً ربما للمرّة الأولى منذ رحيله، في المكان المناسب تماماً، بكاتدرائية (كينغز كوليدج)».

وأضاف: «الحفل يجمع بين السوناتا الإيطالية وموسيقى الغرف مع إعدادات من الموسيقى الأسكوتلندية، ويعرُض طيفاً من الموسيقى التي استمتع بها جيمس بيتي ومعاصروه».

وختم: «مجموعة (سكوتس باروكي) الأسكوتلندية رائعة، وتجمع بين الموسيقى المُبكرة والأداء على الآلات الموسيقية التاريخية، مع برامج مبتكرة وأداء درامي. لذا؛ يُعدّ هذا الحفل حدثاً فريداً لا يمكن تفويته».