«النواب» الليبي يبدأ اليوم تسلم ملفات المرشحين لرئاسة الحكومة

طالب بعض السفراء وستيفاني ويليامز بعدم التدخل في شؤون البلاد

صورة وزعها مجلس النواب الليبي لجانب من اجتماعه أمس في طبرق
صورة وزعها مجلس النواب الليبي لجانب من اجتماعه أمس في طبرق
TT

«النواب» الليبي يبدأ اليوم تسلم ملفات المرشحين لرئاسة الحكومة

صورة وزعها مجلس النواب الليبي لجانب من اجتماعه أمس في طبرق
صورة وزعها مجلس النواب الليبي لجانب من اجتماعه أمس في طبرق

أظهر مجلس النواب الليبي، أمس، تصميماً وتمسكاً كبيرين بالمضي في مسار اختيار رئيس جديد للوزراء، معتبراً أن الحكومة الحالية التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة «انتهت مهمتها بعد تأجيل إجراء الانتخابات»، وذلك رغم تشديد أميركي وأممي على عدم الحاجة لتغيير «حكومة الوحدة الوطنية».
وخلال اجتماعه أمس أعلن مجلس النواب، برئاسة المستشار عقيلة صالح، أنه قرر بدءاً من اليوم (الثلاثاء) الشروع في «تسلم ملفات الترشح لرئاسة الوزراء»، على أن يفحص المجلس الملفات للتأكد من مطابقتها للشروط المطلوبة قبل تسلمها، وإبلاغ لجنة خريطة الطريق للتواصل مع المجلس الأعلى للدولة بالخصوص.
وحدد «النواب الليبي» جلسته، «المقررة يوم الثلاثاء المقبل لاختيار رئيس مجلس الوزراء، وأن تخصص الجلسة السابقة عليها، والمقررة في 7 فبراير (شباط) للاستماع للمترشحين».
وتضمنت قرارات النواب كذلك انتقاداً مباشراً لتعليقات المسؤولين الأمميين والدوليين، بشأن اختيار رئيس جديد للحكومة، حيث طالب المجلس «بعض السفراء ومستشارة الأمين العام للأمم المتحدة (ستيفاني ويليامز) بعدم التدخل في الشؤون الليبية».
ورغم أن ويليامز لم تعلق مباشرة على مطالب البرلمان؛ لكننها قالت عبر حسابها على تويتر إنه «من الملاحظ السرعة التي يتحول بها الفاعلون السياسيون في ليبيا، وأولئك الذين يتمتعون بالقوة على الأرض، من كونهم عناصر بناءة إلى كونهم معرقلين، عندما يشعرون بأن مصالحهم الشخصية، أو أن مصالح مؤسساتهم مُهددة».
ورأت أن «الخطاب في ليبيا قد تغير من خطاب حل الخلافات، من خلال استخدام القوة، إلى خطاب حل الخلافات بالوسائل السياسية والسلمية»، مشيرة إلى أن «هذا أمر إيجابي ويجب الحفاظ على هذا النهج».
كما تحدثت المستشارة الأممية باستفاضة، خلال حوار مع صحيفة «الغارديان» البريطانية، عما وصفته بـ«لعبة كراسي موسيقية» تقوم بها «الطبقة السياسية الليبية للبقاء في السلطة»، ورأت أن على السياسيين الليبيين «التركيز عوض ذلك على التحضير للانتخابات على مستوى البلاد، المقرر إجراؤها بحلول يونيو (حزيران)».
وعبرت ويليامز عن اعتقادها أن مجلس النواب «يوجد خارج التفويض، الذي تم منحه له (قبل أكثر من 7 سنوات)، في حين أن المجلس الأعلى للدولة تم انتخابه قبل 10 سنوات»، وقالت إنها تريد أن يشرع مجلس النواب وبأسرع وقت في «عملية سياسية ذات مصداقية، تجيب عن السؤال الذي طرحه ما يقرب من 3 ملايين ليبي، وهو ماذا حدث لانتخاباتنا؟».
وشدد ويليامز على أنه «قبل مناقشة البرلمان للحكومة الجديدة، التي سيكون تفويضها غير معروف، يجب على المجلس تحديد موعد الانتخابات»، محذرة من احتمال عودة تنظيم «داعش» إذا ما عادت ليبيا إلى «الانقسام الكامل».
وخيم الاحتقان السياسي المتصاعد بين المؤسسات الليبية على اجتماع «النواب»، أمس، بعد أن طالب بعض الأعضاء النائب العام بـ«التحقيق في منع طائرة النواب من الهبوط في مطار إمعيتيقة».
وقال رئيس البرلمان خلال جلسة أمس إن «تأخير إقلاع الطائرة، التي كانت تقل عدداً من النواب إلى طبرق، عمل يمس الأمن القومي ووحدة البلاد، وحكومة تصريف الأعمال متهمة بتقييد حرية التنقل».
كما قرر البرلمان عرض أسماء النواب، الذين تولوا مناصب حكومية، أو عملوا في شركات أو مؤسسات، أو انقطعوا عن العمل بالمخالفة للقوانين، والإخلال بواجباتهم في جلسة اليوم (الثلاثاء). وبهذا الخصوص قال صالح إن «المجلس سيسقط عضوية النواب المعينين في السفارات أو الشركات العامة أو المقاطعين»
في المقابل، وفي خطوة عدها مراقبون تجاهلاً لمطالبة البرلمان باختيار خليفة له وانتهاء ولايته، أعلن رئيس حكومة «الوحدة الوطنية»، عبد الحميد الدبيبة، الإذن باستكمال مشروع الطريق الدائري الثالث في العاصمة طرابلس، فضلاً عن مشروعات أخرى للبنية التحتية.
وخلال حفل أقيم أمس في طرابلس، «تم توقيع عقد تنفيذ وتوسعة طريق «أجدابيا - جالو» بطول 252 كيلومتراً في شرق البلاد، وطريق «أوباري غات» بطول 360 كيلومتراً في الجنوب».
وحضر الحفل رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، وعدد من الوزراء، ومديري الأجهزة التنفيذية، بالإضافة لتحالف الشركات المصرية المنفذة للمشروعات.
وقال الدبيبة بهذا الخصوص: «استدعينا نخبة الشركات المصرية لتنفيذ مجموعة من مشروعات الكهرباء والصرف الصحي، والطرق في جنوب وغرب وشرق البلاد، ونريد تشغيل أكبر عدد من الشباب الليبي لإنجاز هذا المشروع، وتسهيل مهام انضمامهم للعمل به».
من جهته، أوضح مندوب تحالف الشركات المصرية، عادل عبد المحسن، أن التحالف سيعتمد خلال أسبوعين البرنامج الزمني الكامل لتنفيذ مشروعات الطرق في ليبيا، مضيفاً أن الأعمال المنفذة من الشركة البرازيلية سابقاً «يجب إعادة تقييمها لتجنب المشاكل الفنية، وسنرسل فريقاً بهذا الخصوص لتقييم الوضع».
كما أوضح عبد المحسن أن «المدة الزمنية لتنفيذ مشروع الطريق الدائري ستستغرق 12 شهراً من بداية تاريخ تجهيز الموقع، وإزالة كل العوائق من الجانب الليبي».
وتعهد وزير التخطيط، فاخر أبو فرنة، بأن تتولى وزارته «توفير التمويل اللازم للتنفيذ، بالتعاون مع مصرف ليبيا المركزي».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.