مظاهرات في عدة عواصم لإحياء مئوية المجازر ضد الأرمن

أوباما تجنب وصف الأحداث بـ«الإبادة».. والرئيس الألماني استخدم الوصف وأقر بمسؤولية جزئية لبلاده

الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان يسير خلف عسكريين يحملون إكليلاً من الورد خلال مراسم إحياء ذكرى المجازر في يريفان أمس (أ.ب)
الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان يسير خلف عسكريين يحملون إكليلاً من الورد خلال مراسم إحياء ذكرى المجازر في يريفان أمس (أ.ب)
TT

مظاهرات في عدة عواصم لإحياء مئوية المجازر ضد الأرمن

الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان يسير خلف عسكريين يحملون إكليلاً من الورد خلال مراسم إحياء ذكرى المجازر في يريفان أمس (أ.ب)
الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان يسير خلف عسكريين يحملون إكليلاً من الورد خلال مراسم إحياء ذكرى المجازر في يريفان أمس (أ.ب)

أحيا الأرمن، أمس، ذكرى المجازر التي ارتكبها الأتراك بين 1915 و1917 ضد الأرمن في احتفال رسمي شارك فيه خصوصا الرئيسان: الروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي فرنسوا هولاند.
وسارت تظاهرات وتجمعات في ذكرى الضحايا في عدد من العواصم والمدن الكبرى في العالم بما في ذلك إسطنبول حيث تجمع رمزيًا نحو مائة شخص أمام سجن قديم احتجز فيه الأرمن في 24 أبريل (نيسان) 1915 في العملية التي دشنت المجازر.
وفي خطاب أمام وفود من 60 بلدا اجتمعوا في يريفان أمام نصب ضحايا المجازر، دعا هولاند، رئيس أول دولة أوروبية تعترف بـ«الإبادة» الأرمنية في 2001، تركيا إلى الاعتراف بهذا الطابع للمجازر. وقال الرئيس الفرنسي إن تركيا قالت «كلاما مهما» عن الإبادة الأرمنية، لكنه «ينتظر منها كلاما آخر»، بينما ترفض أنقرة الاعتراف بالإبادة. وأضاف: «صدر عن تركيا كلام مهم لكن ينتظر منها الإدلاء بكلام آخر ليتحول تقاسم الحزن إلى تقاسم للمصير». وأضاف: «أنحني في ذكرى الضحايا وجئت أقول لأصدقائي الأرمن إننا لن ننسى أبدا المآسي التي مر بها شعبكم».
من جهته، أكد الرئيس الروسي أن لا شيء يمكن أن «يبرر المجازر الجماعية» ضد الأرمن، وذلك خلال مراسم إحياء الذكرى في يريفان. وقال: «لا شيء يمكن أن يبرر المجازر الجماعية. اليوم نقف بخشوع إلى جانب الشعب الأرمني».
وكان قادة من العالم وقفوا في يريفان دقيقة صمت على أرواح ضحايا المجازر الأرمنية غداة إعلان الكنيسة الأرمنية الضحايا الذين يقدر الأرمن عددهم بـ1.5 مليون شخص قديسين، رغم انتقادات تركيا التي ترفض وصف هذه المجازر بـ«الإبادة». وعبر الرئيس الأرمني سيرج سركيسيان عن شكره للقادة الحاضرين، وبينهم بوتين وهولاند اللذان وضعا أكاليل من الورود على نصب الضحايا على تلال يريفان. وشكر سركيسيان قادة العالم على مجيئهم إلى يريفان، مؤكدًا: «لن ننسى شيئًا». وأضاف: «نتذكر ونطالب» بالاعتراف بطابع الإبادة لهذه المجازر. وبعد الاحتفال الرسمي، شارك مئات الآلاف من الأرمن بمسيرة إلى النصب التذكاري لوضع شموع وورود أمام الشعلة الخالدة.
ونظمت الجاليات الأرمنية في عدد من دول العالم تجمعات في هذه الذكرى، خصوصًا في لوس أنجليس واستوكهولم مرورا بباريس وبيروت. وفي إيران تجمع أكثر من ألف شخص، أمس، للاحتجاج أمام السفارة التركية في طهران للمطالبة بالاعتراف بالإبادة الأرمنية بينما شارك نحو 500 شخص في قداس قبل أن يتوجهوا إلى القنصلية التركية هاتفين: «عار على تركيا». ويؤكد الأرمن أن هؤلاء الضحايا سقطوا في حملات قتل ممنهجة بين 1915 و1917 في السنوات الأخيرة للسلطنة العثمانية، واعترفت دول عدة بينها فرنسا وروسيا بأنها كانت إبادة. وترفض تركيا هذه العبارة وتتحدث عن حرب أهلية في الأناضول رافقتها مجاعة أودت بحياة ما بين 300 و500 ألف أرمني وعدد مماثل من الأتراك.
وقال رئيس الكنيسة الأرمنية، الكاثوليكوس كراكين الثاني، خلال حفل إعلان قداسة ضحايا الإبادة، وهو الأكبر عددا الذي تقرره كنيسة مسيحية، إن «أكثر من مليون أرمني تم ترحيلهم وقتلهم وتعذيبهم، لكنهم احتفظوا بإيمانهم بالسيد المسيح». وأضاف أن «شعبنا اقتلع من جذوره بالملايين وقتل بسبق إصرار وعن عمد وذاقوا مرارة التعذيب والحزن».
وأقيم القداس في الهواء الطلق في إيتشميادزين على بعد نحو 20 كيلومترا عن يريفان أمام أكبر كاتدرائية في العالم تعود إلى القرن الرابع. وبعد ذلك قرعت الأجراس في كل كنائس البلاد وكذلك في عدة كنائس أرمنية في العالم لا سيما مدريد وبرلين والبندقية وباريس، بينما لزم الجميع دقيقة صمت. وقال كراكين الثاني إن الكنيسة وعبر إعلانها قداسة الضحايا «لا تقوم إلا بالاعتراف بالوقائع، أي الإبادة».
من جهته، قال الرئيس الأرميني: «من واجبنا الأخلاقي ولزام علينا نحن الأرمن أن نتذكر 1.5 مليون من الأرمن الذين تعرضوا للقتل ومئات آلاف الأشخاص الذين عانوا الأهوال». وقد اعترف الرئيس الألماني يواكيم غاوك، أول من أمس، بـ«الإبادة» الأرمنية، مشددا على «مسؤولية جزئية» لبلاده في ما حدث. وقال خلال احتفال في كاتدرائية البروتستانت في برلين: «يجب علينا نحن الألمان أن نتصالح مع الماضي بالنسبة لمسؤوليتنا المشتركة، واحتمال تقاسم الذنب، نظرا للإبادة التي ارتكبت بحق الأرمن». أما الرئيس الأميركي باراك أوباما فوصف، أول من أمس، ما تعرض له الأرمن بـ«المجازر المرعبة» متجنبا استخدام كلمة «إبادة». وقال أوباما في بيان اختيرت كلماته بعناية فائقة إن «أرمن السلطنة العثمانية تعرضوا للترحيل والقتل والاقتياد نحو الموت. لقد تم محو ثقافتهم وإرثهم في وطنهم القديم». وأضاف أنه «في ظل أعمال العنف الرهيبة هذه، التي شهدت معاناة من جميع الجهات، هلك مليون ونصف المليون أرمني».
ووقف البرلمان النمساوي، الأربعاء الماضي، دقيقة صمت في ذكرى الإبادة الأرمنية، وهي خطوة غير مسبوقة في هذا البلد الذي كان في تلك الفترة حليفا للسلطنة العثمانية ولم يستخدم أبدا هذا التعبير بصورة رسمية. وفي الأيام الأخيرة، أدت تصريحات البابا فرنسيس الذي تحدث للمرة الأولى عن «إبادة» الأرمن، والبرلمان الأوروبي الذي طلب من أنقرة الاعتراف بالإبادة، إلى إغضاب تركيا وريثة السلطنة العثمانية منذ 1923.



زلزال عنيف يضرب منطقة الهيمالايا... ويُخلِّف 126 قتيلاً (صور)

TT

زلزال عنيف يضرب منطقة الهيمالايا... ويُخلِّف 126 قتيلاً (صور)

تجمع النيباليون خارج منازلهم بعد زلزال بقوة 7.1 درجة ضرب كاتماندو (د.ب.أ)
تجمع النيباليون خارج منازلهم بعد زلزال بقوة 7.1 درجة ضرب كاتماندو (د.ب.أ)

ارتفعت حصيلة الزلزال القوي الذي ضرب إقليم التبت في جبال الهيمالايا جنوب غربي الصين، الثلاثاء، إلى 126 قتيلاً، حسبما أفادت «وكالة الصين الجديدة» للأنباء (شينخوا) الرسمية.

وأوردت الوكالة أنه «تأكّد مصرع إجمالي 126 شخصاً، وإصابة 188 آخرين حتى الساعة السابعة مساء الثلاثاء (11.00 ت غ)».

منازل متضررة في شيغاتسي بإقليم التبت جنوب غربي الصين بعد أن ضرب زلزال المنطقة (أ.ف.ب)

وقالت «شينخوا» إنّ «مراسلاً في مكتب الزلازل بمنطقة التبت ذاتية الحُكم علم بأنَّ أناساً لقوا مصرعهم في 3 بلدات، هي بلدة تشانغسو، وبلدة كولو، وبلدة كوغو، بمقاطعة دينغري».

وكان سكان العاصمة النيبالية كاتماندو قد شعروا، فجر الثلاثاء، بهزَّات أرضية قوية، إثر زلزال عنيف بقوة 7.1 درجة، ضرب منطقة نائية في جبال الهيمالايا قرب جبل إيفرست، حسبما أفاد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية» و«هيئة المسح الجيولوجي» الأميركية.

صورة تظهر صخوراً على الطريق السريع الوطني بشيغاتسي في التبت بالصين بعد أن ضرب زلزال المنطقة (أ.ف.ب)

وقالت «هيئة المسح الجيولوجي» الأميركية، إنّ مركز الزلزال يقع على بُعد 93 كيلومتراً من لوبوش، المدينة النيبالية الواقعة على الحدود الجبلية مع التبت في الصين، في حين أفاد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية» بأن كثيراً من المباني اهتزَّت في كاتماندو الواقعة على بُعد أكثر من 200 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي.

نيباليون خرجوا من منازلهم بعد تعرضهم لزلزال ويقفون وسط مواد البناء في كاتماندو (أ.ب)

وكان تلفزيون الصين المركزي قد ذكر أن زلزالاً قوته 6.9 درجة هز مدينة شيغاتسي في التبت، الثلاثاء. وقال مركز «شبكات الزلازل الصيني» في إشعار منفصل، إن الزلزال وقع في الساعة (01:05 بتوقيت غرينتش) وكان على عمق 10 كيلومترات.

وشعر السكان بتأثير الزلزال في منطقة شيغاتسي، التي يقطنها 800 ألف شخص. وتدير المنطقة مدينة شيغاتسي، المقر التقليدي لبانشين لاما، إحدى أهم الشخصيات البوذية في التبت. وأفادت قرى في تينغري بوقوع اهتزازات قوية أثناء الزلزال، أعقبتها عشرات الهزات الارتدادية التي بلغت قوتها 4.4 درجة.

آثار الدمار في أحد المنازل كما ظهرت في فيديو بالتبت (أ.ف.ب)

ويمكن رؤية واجهات متاجر منهارة في مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر آثار الزلزال في بلدة لهاتسي، مع تناثر الحطام على الطريق.

صورة ملتقطة من مقطع فيديو يظهر حطاماً على طريق في مدينة شيغاتسي في التبت بالصين بعد أن ضرب زلزال المنطقة (أ.ف.ب)

وتمكّنت وكالة «رويترز» للأنباء من تأكيد الموقع من المباني القريبة والنوافذ وتخطيط الطرق واللافتات التي تتطابق مع صور الأقمار الاصطناعية وصور الشوارع.

وذكرت «شينخوا» أن هناك 3 بلدات و27 قرية تقع على بُعد 20 كيلومتراً من مركز الزلزال، ويبلغ إجمالي عدد سكانها نحو 6900 نسمة. وأضافت أن مسؤولي الحكومة المحلية يتواصلون مع البلدات القريبة لتقييم تأثير الزلزال والتحقق من الخسائر.

حطام على طريق في مدينة شيغاتسي في التبت بالصين بعد أن ضرب زلزال المنطقة (أ.ف.ب)

كما شعر بالزلزال سكان العاصمة النيبالية كاتماندو على بُعد نحو 400 كيلومتر؛ حيث فرّ السكان من منازلهم. وهزّ الزلزال أيضاً تيمفو عاصمة بوتان وولاية بيهار شمال الهند، التي تقع على الحدود مع نيبال.

جانب من الحطام على طريق في مدينة شيغاتسي في التبت بالصين بعد أن ضرب زلزال المنطقة (أ.ف.ب)

وقال مسؤولون في الهند إنه لم ترد حتى الآن تقارير عن وقوع أضرار أو خسائر في الممتلكات.

منازل متضررة بعد زلزال بقرية في شيغاتسي بمنطقة التبت (رويترز)

وتتعرض الأجزاء الجنوبية الغربية من الصين ونيبال وشمال الهند لزلازل متكررة، ناجمة عن اصطدام الصفيحتين التكتونيتين الهندية والأوراسية. فقد تسبب زلزال قوي في مقتل نحو 70 ألف شخص بمقاطعة سيتشوان الصينية في 2008، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وفي 2015، هزّ زلزال قوته 7.8 درجة منطقة قريبة من كاتماندو، ما أودى بحياة نحو 9 آلاف شخص، وتسبب في إصابة آلاف في أسوأ زلزال تشهده نيبال.