4 تلسكوبات تراقب الكون بحثاً عن الكويكبات الخطرة

علماء فلك يركّبون تلسكوباً في تشيلي (إدارة المرصد في تشيلي)
علماء فلك يركّبون تلسكوباً في تشيلي (إدارة المرصد في تشيلي)
TT

4 تلسكوبات تراقب الكون بحثاً عن الكويكبات الخطرة

علماء فلك يركّبون تلسكوباً في تشيلي (إدارة المرصد في تشيلي)
علماء فلك يركّبون تلسكوباً في تشيلي (إدارة المرصد في تشيلي)

يمكن لنظام إنذار الكويكبات الحديث الذي يديره معهد جامعة هاواي لعلم الفلك الآن، مسح السماء المظلمة بالكامل كل 24 ساعة، بحثاً عن الأجسام الخطرة التي يمكن أن تهبط نحو الأرض، وذلك بعد إضافة تلسكوبين في جنوب أفريقيا وتشيلي لهذا النظام الممول من وكالة الفضاء الأميركية «ناسا».
ويسعى هذا النظام المسمى «أطلس» بتوفير بيانات عن احتمالات اصطدام الكويكبات بالأرض، وهو يتكون الآن من أربعة تلسكوبات، اثنان منهما في أميركا معنيان بمراقبة نصف الكرة الشمالي، وهما في مرصد «هاليكالا» بجزيرة ماوي، ومرصد «مونالو» بجزيرة هاواي، والاثنان الآخران في نصف الكرة الجنوبي بتشيلي وجنوب أفريقيا.
ويقول جون تونري، الأستاذ بمعهد جامعة هاواي لعلم الفلك والباحث الرئيسي، بالنظام في تقرير نشره أول من أمس، الموقع الإلكتروني لجامعة هاواي: «يمكن أن يأتي كويكب يضرب الأرض في أي وقت ومن أي اتجاه، لذا فإن أطلس أصبح الآن في السماء طوال الوقت ليقوم بالمراقبة».
اختيار موقع التلسكوبات الجديد بجنوب أفريقيا وتشيلي، لم يأت فقط لوصولها إلى الجزء الجنوبي من السماء، ولكن أيضاً لاختلاف التوقيت بينها وبين هاواي، حيث يمكن لهذه التلسكوبات مراقبة السماء في الليل، عندما يكون الوقت نهاراً في هاواي، وبالتالي يعد نظام «أطلس» رباعي التلسكوب الآن أول ماسح للكويكبات الخطرة القادر على مراقبة السماء المظلمة بالكامل كل 24 ساعة.
ويضيف تونري، أنه يمكن أن يوفر نظام أطلس تحذيراً ليوم واحد لكويكب قطره 20 متراً قادراً على التدمير على مستوى المدينة، ويمكنه تقديم تحذير لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع لكويكب يبلغ ارتفاعه 100 متر، وهو قادر على إحداث دمار إقليمي واسع، حيث يمكن لكويكب بهذا الحجم، إذا كان سيضرب الأرض، إنتاج عشرة أضعاف الدمار الذي أحدثه ثوران بركان «هونغ تونغا» الأخير.
واكتشف نظام أطلس حتى الآن أكثر من 700 كويكب بالقرب من الأرض و66 مذنباً، وفي 22 يناير (كانون الثاني) من العام الحالي، اكتشف تلسكوب (ساذرلاند) في جنوب أفريقيا أول جسم قريب من الأرض (2022 BK)، وهو كويكب يبلغ ارتفاعه 100 متر.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.