الاستثمارات الخليجية تزحزح نظيراتها الأوروبية في بورصة الدار البيضاء

ارتفاع حجم التداول بالأسهم المغربية 50 % خلال الربع الأول

الاستثمارات الخليجية تزحزح نظيراتها الأوروبية في بورصة الدار البيضاء
TT

الاستثمارات الخليجية تزحزح نظيراتها الأوروبية في بورصة الدار البيضاء

الاستثمارات الخليجية تزحزح نظيراتها الأوروبية في بورصة الدار البيضاء

أصبحت الاستثمارات الخليجية في الأسهم المغربية تمثل 14 في المائة من القيمة السوقية لبورصة الدار البيضاء، بعد أن كانت حصتها لا تتجاوز 0.8 في المائة في 2012. وتشير إحصائيات مجلس القيم المنقولة بالمغرب إلى أن هذا التطور كان على حساب الاستثمارات الأوروبية التي تراجعت حصتها خلال الفترة نفسها من 24 في المائة من قيمة السوق إلى زهاء 15 في المائة حاليا.
وأصبحت الاستثمارات الخليجية تمثل حصة 45 في المائة من إجمالي الاستثمارات الخارجية في الأسهم المغربية، الذي يقدر بنحو 153 مليار درهم (15.3 مليار دولار)، مقابل حصة 47 في المائة للاستثمارات الأوروبية، وذلك بعد أن كانت هذه الأخيرة تستحوذ على 88 في المائة من الاستثمار الخارجي في الأسهم المغربية مقابل زهاء 3 في المائة للاستثمارات الخليجية قبل 3 سنوات.
السبب الرئيسي في هذا التحول ناتج عن عمليتين ضخمتين خلال العامين السابقين. وتمثلت العملية الأولى في إدراج شركة «طاقة المغرب» للكهرباء في البورصة المغربية خلال النصف الثاني من 2013 عقب مسلسل اقتنائها ودمجها من طرف شركة أبوظبي للطاقة. أما العملية الثانية فتعلقت بشراء مجموعة «اتصالات» الإماراتية لحصص شركة فيفاندي الفرنسية في اتصالات المغرب خلال النصف الأول من العام الماضي. كما استفادت سوق الأسهم المغربية خلال العامين الأخيرين أيضا من الوقع الإيجابي لاتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين المغرب ومجلس التعاون الخليجي في 2012 التي أعطت نفسا جديدا للعلاقات المغربية - الخليجية.
وإلى ذلك أشار تقرير آخر لمجلس القيم المنقولة إلى ارتفاع حجم المعاملات في الأسهم المغربية بنسبة 50 في المائة خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. وأوضح التقرير أن سلوك المؤسسات الاستثمارية الأجنبية وصناديق الاستثمار المشترك المغربية غلب عليه الشراء خلال هذه الفترة، في حين غلب البيع على سلوك المؤسسات الاستثمارية المغربية وعلى سلوك الأفراد المغاربة والأجانب المتعاملين في الأسهم المغربية.
وأبرز التقرير أن حصة المؤسسات الاستثمارية الأجنبية من قيمة عمليات شراء الأسهم في سوق التجزئة خلال الربع الأول من العام الحالي بلغت 14.1 في المائة بزيادة 53 في المائة مقارنة مع حصتهم من عمليات الشراء خلال الفترة نفسها من العام الماضي. في حين بلغت حصة المؤسسات الاستثمارية الأجنبية من قيمة عمليات بيع الأسهم خلال الفترة نفسها 13.6 في المائة، بزيادة 41 في المائة مقارنة بحصتهم من قيمة عمليات بيع الأسهم المغربية خلال الربع الأول من 2014.
أما المؤسسات الاستثمارية المغربية فبلغت حصتها من عمليات بيع الأسهم في سوق التجزئة خلال هذه الفترة 41 في المائة بزيادة 52 في المائة، وبلغت حصتها من عمليات شراء الأسهم 35 في المائة بزيادة 60 في المائة. فيما بلغت حصة الصناديق المشتركة للاستثمار في القيم المنقولة بالمغرب 39 في المائة من عمليات الشراء بزيادة 40 في المائة و31 في المائة من عمليات البيع بزيادة 39 في المائة.
وتهيمن المؤسسات الاستثمارية على تداول الأسهم المغربية، إذ لا تتجاوز حصة الأفراد مغاربة وأجانب نسبة 1 في المائة من حجم التداول، بيد أن حصة المتعاملين الأفراد الأجانب ارتفعت خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 161 في المائة بالنسبة للشراء و258 في المائة بالنسبة للبيع. فيما ارتفعت حصة الأفراد المغاربة بنسبة 57 في المائة بالنسبة للشراء و19 في المائة بالنسبة للبيع.



«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
TT

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية شملت الحد من تدهور الأراضي والجفاف، والهجرة، والعواصف الترابية والرملية، وتعزيز دور العلوم والبحث والابتكار، وتفعيل دور المرأة والشباب والمجتمع المدني، والسكان الأصليين لمواجهة التحديات البيئية، بالإضافة إلى الموافقة على مواضيع جديدة ستدرج ضمن نشاطات الاتفاقية مثل المراعي، ونظم الأغذية الزراعية المستدامة.

هذا ما أعلنه وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس الدورة الـ16 لمؤتمر الأطراف، المهندس عبد الرحمن الفضلي، في كلمة بختام أعمال المؤتمر، مؤكداً التزام المملكة بمواصلة جهودها للمحافظة على النظم البيئية، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، والتصدي للجفاف، خلال فترة رئاستها للدورة الحالية للمؤتمر.

وكان مؤتمر «كوب 16» الذي استضافته المملكة بين 2 و13 ديسمبر (كانون الأول)، هو الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يؤكد دور المملكة الريادي في حماية البيئة على المستويين الإقليمي والدولي.

أعلام الدول المشارِكة في «كوب 16» (واس)

وشهد المؤتمر الإعلان عن مجموعة من الشراكات الدولية الكبرى لتعزيز جهود استعادة الأراضي والقدرة على الصمود في مواجهة الجفاف، مع تضخيم الوعي الدولي بالأزمات العالمية الناجمة عن استمرار تدهور الأراضي. ونجح في تأمين أكثر من 12 مليار دولار من تعهدات التمويل من المنظمات الدولية الكبرى، مما أدى إلى تعزيز دور المؤسسات المالية ودور القطاع الخاص في مكافحة تدهور الأراضي والتصحر والجفاف.

ورفع الفضلي الشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده على دعمهما غير المحدود لاستضافة المملكة لهذا المؤتمر الدولي المهم، الذي يأتي امتداداً لاهتمامهما بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، والعمل على مواجهة التحديات البيئية، خصوصاً التصحر، وتدهور الأراضي، والجفاف، مشيراً إلى النجاح الكبير الذي حققته المملكة في استضافة هذه الدورة، حيث شهدت مشاركة فاعلة لأكثر من 85 ألف مشارك، من ممثلي المنظمات الدولية، والقطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، ومراكز الأبحاث، والشعوب الأصلية، وقد نظم خلال المؤتمر أكثر من 900 فعالية في المنطقتين الزرقاء، والخضراء؛ مما يجعل من هذه الدورة للمؤتمر، نقطة تحول تاريخية في حشد الزخم الدولي لتعزيز تحقيق مستهدفات الاتفاقية على أرض الواقع، للحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف.

خارج مقر انعقاد المؤتمر في الرياض (واس)

وأوضح الفضلي أن المملكة أطلقت خلال أعمال المؤتمر، 3 مبادرات بيئية مهمة، شملت: مبادرة الإنذار المبكر من العواصف الغبارية والرملية، ومبادرة شراكة الرياض العالمية لتعزيز الصمود في مواجهة الجفاف، والموجهة لدعم 80 دولة من الدول الأكثر عُرضة لأخطار الجفاف، بالإضافة إلى مبادرة قطاع الأعمال من أجل الأرض، التي تهدف إلى تعزيز دور القطاع الخاص في جميع أنحاء العالم للمشاركة في جهود المحافظة على الأراضي والحد من تدهورها، وتبني مفاهيم الإدارة المستدامة. كما أطلق عدد من الحكومات، وجهات القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، وغيرها من الجهات المشاركة في المؤتمر، كثيراً من المبادرات الأخرى.

وثمّن الفضلي إعلان المانحين الإقليميين تخصيص 12 مليار دولار لدعم مشروعات الحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف؛ داعياً القطاع الخاص، ومؤسسات التمويل الدولية، لاتخاذ خطوات مماثلة؛ «حتى نتمكن جميعاً من مواجهة التحديات العالمية، التي تؤثر في البيئة، والأمن المائي والغذائي، للمجتمعات في مختلف القارات».

وأعرب عن تطلُّع المملكة في أن تُسهم مخرجات هذه الدورة لمؤتمر الأطراف السادس عشر، في إحداث نقلة نوعية تعزّز الجهود المبذولة للمحافظة على الأراضي، والحد من تدهورها، إضافةً إلى بناء القدرات لمواجهة الجفاف، والإسهام في رفاهية المجتمعات بمختلف أنحاء العالم، مؤكداً التزام المملكة بالعمل الدولي المشترك مع جميع الأطراف المعنية؛ لمواجهة التحديات البيئية، وإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لتدهور الأراضي والتصحر والجفاف، والاستثمار في زيادة الرقعة الخضراء، إلى جانب التعاون على نقل التجارب والتقنيات الحديثة، وتبني مبادرات وبرامج لتعزيز الشراكات بين الحكومات، والقطاع الخاص، والمجتمعات المحلية، ومؤسسات التمويل، والمنظمات غير الحكومية، والتوافق حول آليات تعزز العمل الدولي المشترك.