كشفت دراسة جديدة أنّ تناول مكملات فيتامين «د» وزيت السمك يومياً قد يحمي كبار السن من الإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والصدفية، وأمراض الغدة الدرقية، وألم العضلات الروماتيزمي، وهو مرض التهابي يسبب آلاماً في العضلات، وتصلّباً في الكتفين والوركين.
ويُصاب الجسم بأمراض المناعة الذاتية عندما يهاجم نظام الدفاع الطبيعي للجسم الخلايا السليمة ويبدأ بتدميرها عن طريق الخطأ.
وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد أجريت الدراسة على أكثر من 25 ألف رجل وامرأة، يبلغون من العمر 50 عاماً أو أكثر، وكانت تهدف في البداية إلى معرفة إذا ما كان تناول المقويات الغذائية اليومية من فيتامين «د 3» أو أحماض أوميغا 3 الدهنية (زيت السمك) سيقلّل من خطر الإصابة بالسرطان، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية لدى الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ سابق بهذه الأمراض.
وأظهرت هذه التجربة أن هذه المقويات لا تقي من أمراض القلب، والأوعية الدموية، أو السرطان.
وقرر الباحثون بعد ذلك التحقق من فاعلية هذه المقويات في الوقاية لاضطرابات المناعة الذاتية، مستندين إلى بحث سابق أظهر أنّ كلاً من فيتامين «د» وأحماض أوميغا 3 الدهنية قد يكون لها أثر إيجابي على الالتهابات والمناعة.
وتوصل الباحثون إلى أن المشاركين الذين تناولوا فيتامين «د» لمدة سنتين في الحد الأدنى، ارتفع معدّل الحماية من الإصابة باضطرابات مناعة ذاتية لديهم بنسبة 39 في المائة.
كما وجدوا أنّ ثمة احتمال رابط بين تناول ألف ميليغرام من أحماض أوميغا 3 الدهنية وتراجع اضطرابات المناعة الذاتية، لكن الجمع بينهما لم يكن واضحاً إحصائياً.
وفي العموم، أكدت الدراسة، التي نشرت في مجلة «BMJ» العلمية، أنّ تناول فيتامين «د» وأحماض أوميغا 3 الدهنية معاً، خفض من احتمالية الإصابة بأمراض المناعة الذاتية بنسبة 30 في المائة.
إلا أن الباحثين حذروا من الإفراط في استخدام هذه المكملات.
وقالت كارن كوستنبادر، البروفسورة في قسم أمراض الروماتيزم، والالتهابات والمناعة بكلية الطب التابعة لجامعة هارفرد، ومديرة برنامج لوبوس (الذئبة) بمستشفى برغهام والنساء في بوسطن الأميركية، التي قادت فريق الدراسة: «بخلاف الفيتامينات المذوّبة في المياه، التي يسهل على الجسم التخلّص منها، يُخزّن فيتامين (د) في خلايا الجسم الدهنية، ويحتمل أن يراكم مستويات سامة قد تتسبب بأوجاع في العظام، وأضرار بالكلى. ومن ثم فينبغي ألا يتم تناول هذا الفيتامين إلا بجرعة معينة يحددها الطبيب».
وأضافت أنه يُفترض تجنّب تناول فيتامين «د» إذا كان الفرد يعاني من بعض المشاكل الصحية مثل حصى الكلى، أو فرط نشاط الغدة الدرقية بسبب ارتفاع نسب الكالسيوم.
ويُنتج جسم الإنسان فيتامين «د» عند تعرّض البشرة للشمس، وتناول الحليب، وأنواع أخرى من الطعام، مثل الحبوب.
ويقول الخبراء إن الأشخاص الأصغر سناً الذين يتمتعون بصحة جيدة لا يحتاجون إلى مقويات فيتامين «د»، لا سيّما بكمية تزيد على الجرعة الموصى بها، وقدرها 600 وحدة دولية.