إيلين داروز.. أفضل طاهية أنثى لعام 2015

الطاهية الرئيسة في فندق «ذا كونوت» اللندني

الطاهية إيلين داروز
الطاهية إيلين داروز
TT

إيلين داروز.. أفضل طاهية أنثى لعام 2015

الطاهية إيلين داروز
الطاهية إيلين داروز

حازت الطاهية الفرنسية المتميزة إيلين داروز بلقب الطاهية الأنثى الأفضل لعام 2015 بحسب شركة «فيف كليكو» على أن يتم تكريمها خلال اختيار أفضل 50 مطعما من تنظيم «سان بيلليغرينو» و«أكوا بانا» في لندن في الأول من يونيو (حزيران) المقبل.
داروز هي الطاهية الرئيسة في المطعم الذي يحمل اسمها في فندق «ذا كونوت» الواقع في منطقة مايفير العريق في لندن، وتعليقا على فوزها بهذا اللقب، قالت داروز: «على قدر ما أنا سعيدة بفوزي بهذا اللقب إلا أن الفضل في ذلك يعود إلى فريق العمل في مطبخي في فندق (ذا كونوت) وفي مطعم (إيلين داروز) في باريس، كما أنني فخورة بهذا الفوز لأنه توجد حول العالم عدة طاهيات جيدات، فالمنافسة شديدة وهذا ما يشعرني بالفخر».
ووجهات الطاهية فوزها ليكون بمثابة تحفيز لغيرها لسلوك نفس الطريق لا سيما ابنتيها لكي تتبعان شغفهما في الحياة وما يجعلهما سعيدتين لتحقيق أحلامهما بغض النظر عن اختيارهما لمهنة المستقبل، وأضافت: «أي مهنة في الحياة تتطلب عملا دؤوبا».
يشار إلى أن داروز تأتي من عائلة امتهنت الطبخ أبا عن جد، فهي تعود إلى الجيل الرابع في العائلة التي امتهنت الطبخ ودرست في المدرسة العليا للتجارة في بوردو، وانضمت إلى الطاهي ألين دوكاس وتدربت على يده في مطعمه «لويس الخامس عشر» في موناكو.
وفي عام 1995 عادت إلى مطعم العائلة «شي داروز» وحينها أهداها أبوها مفتاح المطعم لتتولى مهام الطبخ فيه. لتصبح بعدها من ألمع أسماء الطهاة الفرنسيين في باريس بعدها افتتحت مطعمها هناك تحت اسمها. وانضمت إلى فندق «ذا كونوت» في لندن عام 2008.
المعروف عن داروز اهتمامها بالمنتج والإكثار من استخدام الخضار والأسماك وتطويعها في وصفات مبتكرة تحمل النكهة الفرنسية الأصلية فيها.
وإضافة إلى هذا اللقب، حصلت داروز على رتبة فارس من الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي عام 2012.



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.