مطالبة فلسطينية بنقل أسير مهدد بالموت إلى مستشفى مدني

الأسير ناصر أبو حميد
الأسير ناصر أبو حميد
TT

مطالبة فلسطينية بنقل أسير مهدد بالموت إلى مستشفى مدني

الأسير ناصر أبو حميد
الأسير ناصر أبو حميد

اتهمت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية (هيئة رسمية) إسرائيل بالعمل على قتل الأسير الفلسطيني المريض ناصر أبو حميد (49 عاماً) بعد رفضها الإفراج عنه إلى مستشفى مدني ونقله من مستشفى «برزلاي» إلى عيادة «سجن الرملة»، رغم خطورة وضعه الصحي.
وقالت الهيئة: «يجب نقل الأسير المريض، ناصر أبو حميد إلى مستشفى مدني يوفر له العلاجات الطبية اللازمة»، محذرة من مخاطر وجوده حالياً في عيادة «سجن الرملة»، بسبب افتقارها للتجهيزات الطبية التي تتطلبها متابعة حالته الصحية.
وبحسب بيان الهيئة، فإن الأسير أبو حميد لا يزال فاقداً للقدرة على استخدام أطرافه، ويستخدم كرسياً متحركاً في التنقل، وهو بحاجة لمساعدة دائمة لتلبية احتياجاته اليومية.
‎وحملت الهيئة إدارة السجون المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير أبو حميد، معتبرة أن نقله من «برزلاي» قرار رسمي لإعدامه، وقالت: «حان الوقت الحقيقي للإفراج الفوري عنه ووقف قتله».
وتعتقل سلطات الاحتلال الإسرائيلية الأسير أبو حميد منذ عام 2002، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة، بتهمة «مقاومة» الاحتلال، والمشاركة في تأسيس «كتائب شهداء الأقصى» التابعة بحركة «فتح».
وأبو حميد الذي هدمت إسرائيل منزل والدته بالخارج أكثر من مرة، بدأ يعاني بداية شهر يناير (كانون الثاني) 2021 من آلام حادة في الصدر وصعوبة في التنفس، وكان تشخيص طبيب السجن لا يستند إلى أي فحوص مخبرية، وأكد في حينه أن ما يعانيه هو التهاب عادي لا يحتاج إلى أكثر من مضاد حيوي. وعلى إثر الضغوط التي مارسها الأسرى على إدارة السجن، تم نقل ناصر لإجراء تصوير أشعة، أظهر وجود كتلة على الرئة اليسرى.
والأسير أبو حميد من مخيم الأمعري في رام الله، هو من بين 5 أشقاء حكم عليهم الاحتلال بالسجن مدى الحياة، وفقدوا شقيقاً سادساً على يد القوات الإسرائيلية وهو عبد المنعم أبو حميد. ويعد الأسير أحد رموز الانتفاضتين الأولى والثانية.
وتسلط حكاية أبو حميد الضوء على واقع الأسرى المعقد في السجون.
وأكد الناطق باسم نادي الأسير الفلسطيني أمجد النجار أن عام 2022 هو عام فضح جرائم الاحتلال بحق الحركة الأسيرة، وأن المطلوب الآن أن تركز مؤسسات الأسرى الرسمية والشعبية والداخل الفلسطيني على ثلاثة ملفات رئيسية، وهي سياسة العزل الانفرادي والإهمال الطبي والمحاكم الإدارية.
وقال النجار: «يمثل العزل أحد أقسى أنواع العقاب الذي تمارسه إدارة السجون بحق المعتقلين الفلسطينيين؛ حيث يتم احتجاز المعتقل لفترات طويلة، بشكل منفرد، في زنزانة معتمة ضيقة قذرة ومتسخة، تنبعث من جدرانها الرطوبة والعفونة على الدوام؛ وفيها حمام أرضي قديم، تخرج من فتحته الجرذان والقوارض؛ ما يسبب مضاعفات صحية ونفسية خطيرة على المعتقل».
وأضاف «عمدت إدارات سجون الاحتلال كذلك إلى استخدام سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى الفلسطينيين كنهج يهدف منه قتل الروح النضالية لأسرانا وذويهم ولاستخدام موضوع الأسرى وخصوصاً المرضى كورقة ضغط ومساومة وابتزاز».
واتهم النجار إسرائيل برفض تقديم العلاج اللازم وإجراء العمليات الجراحية الضرورية للأسرى المرضى ما يسهم في إحداث التراجع المستمر لصحة الأسير المريض، فضلاً عن سوء التغذية المتعمدة لتنهار صحة الأسير المريض بسرعة أكبر ولتصل في كثير من الحالات إلى درجة الخطورة.
كما دعا إلى دعم مقاطعة الأسرى الإداريين لمحاكم الاعتقال الإداري، مطالباً بإطلاق حملة دولية لإلغاء الاعتقال الإداري.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.