ضربات إسنادية من التحالف تطيح 90 حوثياً وتدمر 13 آلية عسكرية

العمالقة يتوغلون في مأرب ويفتحون جبهة جديدة باتجاه البيضاء

TT

ضربات إسنادية من التحالف تطيح 90 حوثياً وتدمر 13 آلية عسكرية

بإسناد جوي من طيران تحالف دعم الشرعية في اليمن، واصلت قوات ألوية العمالقة الجنوبية (السبت) التوغل في محافظة مأرب عبر جبهتين، بعد أيام من تحرير مديرية حريب في المحافظة نفسها، وذلك بالتزامن مع فتح جبهة جديدة باتجاه محافظة البيضاء المجاورة التي يتوقع المراقبون أن يكون تحريرها بداية النهاية للوجود الحوثي في المحافظات الشمالية.
وفيما تتكبد الميليشيات الحوثية المئات من عناصرها بين قتيل وجريح بشكل يومي في جبهات جنوب مأرب، وفي جبهات محافظة تعز وبعض مناطق الساحل الغربي، تواصل الرد على ذلك بإطلاق الصواريخ الباليستية على الأعيان المدنية في مأرب وشبوة، مع استمرارها في تفخيخ الجسور والطرقات في المناطق التي تفر منها، بحسب ما أفادت به مصادر ميدانية.
في هذا السياق، أفاد تحالف دعم الشرعية أمس (السبت) في تغريد بثته «واس» بأنه نفذ 27 عملية استهداف ضد الميليشيات الحوثية في مأرب خلال 24 ساعة، مؤكدا أن هذه الاستهدافات دمرت 13 آلية عسكرية وكبدت الميليشيات الحوثية خسائر بشرية تجاوزت 90 عنصرا إرهابيا.
وأدت الضربات الإسنادية من قبل تحالف دعم الشرعية خلال الأشهر الأخيرة إلى استنزاف القدرات الحوثية على الصعيد البشري وعلى مستوى الآليات القتالية، حيث تقدر مصادر ميدانية أن الجماعة خسرت أكثر من 12 ألفا من مسلحيها خلال الأسابيع العشرة الماضية، لاسيما في جبهات مأرب والجوف وشبوة، فضلا عن مئات الآليات القتالية.
في السياق الميداني نفسه، أفادت مصادر ميدانية بأن قوات ألوية العمالقة، واصلت (السبت) عملياتها العسكرية في مأرب على محورين، الأول باتجاه مديرية الجوبة حيث باتت تقترب من السيطرة على عقبة ملعاء الاستراتيجية، بعد السيطرة على مناطق نجد والحجلا الواقعة بين حريب والجوبة.
وكانت الميليشيات الحوثية قامت عقب فرارها من حريب بتفجير الطريق الرئيسية في منطقة ملعاء كما نسفت الجسور أملا في أن يؤدي ذلك إلى إعاقة تقدم قوات ألوية العمالقة.
أما في المحور الآخر، فأفادت المصادر بأن الألوية نفسها تواصل التقدم إلى وسط مديرية العبدية جنوبا، وأنها باتت قريبة من مركزها، حيث تقوم بأعمال التفافية في الجبال الوعرة لتطويق الميليشيات وقطع طرق إمدادها، بالتوازي مع عمليات هجومية للجيش الوطني وقوات المقاومة باتجاه معسكر «أم ريش» شمال مديرية الجوبة.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن وحدات من ألوية العمالقة فتحت جبهة جديدة جنوب مديرية حريب في محافظة شبوة، حيث تقدمت في وادي النحر غربا وسيطرت على منطقة غرابة أولى مناطق مديرية ناطع في محافظة البيضاء، وذلك بعد أن كانت وصلت إلى مديرية نعمان في محافظة البيضاء أسفل عقبة القنذع بعد تقدمها سابقا عبر وادي خير في مديرية بيحان.
وكانت ألوية العمالقة أعلنت (الجمعة) إعادة تموضع بعض ألويتها في محافظة شبوة، حيث يرجح المراقبون وجود خطة جديدة للقوات من المرتقب أن تبدأ ميدانيا في الأيام المقبلة.
ويرى المراقبون أن تقدم ألوية العمالقة عبر محوري مديرية نعمان ومديرية ناطع من شأنه أن يفتح الطريق إلى محافظة البيضاء التي تمتلك حدودا إدارية مع ثماني محافظات أخرى، ويعني السيطرة عليها بداية النهاية للانقلاب الحوثي، بخاصة وأن الميليشيات لا تحظى فيها بحاضنة شعبية.
وبموازاة هذه التطورات، ذكر الإعلام العسكري للجيش الوطني اليمني أن عددا من عناصر الميليشيات الحوثية قتلوا وجرحوا في ضربة جوية (السبت) نفذتها مقاتلات تحالف دعم الشرعية في محافظة تعز.
وبحسب ما نقلته المصادر، فإن الطيران استهدف مواقع الميليشيات الحوثية في منطقة الصراهم غرب تعز، ما أسفر عن مصرع وجرح تسعة من عناصر الميليشيات الحوثية وتدمير أسلحة متوسطة.
وكانت المعارك تجددت في تعز منذ أيام في الجبهتين الشرقية والغربية، حيث تسعى القوات إلى التقدم نحو مديرية مقبنة شمالا وقطع طريق تعز - البرح، لتلتحم مع القوات المشتركة التي تطوق بلدة البرح من الغرب.
وذكرت المصادر الرسمية أن الرئيس عبد ربه منصور هادي أجرى اتصالا هاتفياً بمحافظ تعز نبيل شمسان، للاطلاع على تطورات الأوضاع في المحافظة، والوقوف على سير العمليات العسكرية والانتصارات التي يحققها الجيش الوطني ورجال المقاومة الشعبية في مختلف جبهات المحافظة.
ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية، أن هادي استمع من المحافظ إلى شرح واف عن سير العمليات العسكرية والانتصارات التي يحققها الجيش الوطني مسنوداً بمقاتلات التحالف، وأنه أشاد بالانتصارات وأشار إلى أهمية محافظة تعز وما تمثله من ثقل سياسي وثقافي على اليمن بشكل عام.
وفي حين شدد الرئيس اليمني على أهمية بذل الجهود الممكنة لتقديم أفضل الخدمات في الجوانب التعليمية والصحية والمياه والكهرباء والطرق، أكد حرص الحكومة واهتمامها بمحافظة تعز كسائر المحافظات المحررة.
يشار إلى أن الميليشيات الحوثية كانت رفضت على مدار الأشهر الماضية جميع الدعوات الدولية والأممية للتهدئة، وقامت بحشد الآلاف من عناصرها باتجاه محافظة مأرب النفطية، أملا في السيطرة عليها، غير أنها اصطدمت بمقاومة ضارية كبدتها أكثر من 30 ألف من عناصرها، وفق تقديرات تحالف دعم الشرعية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

العالم العربي قادة حوثيون في مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء (إعلام حوثي)

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

تواصل الجماعة الحوثية إجراء تغييرات في المناهج التعليمية، بإضافة مواد تُمجِّد زعيمها ومؤسسها، بالتزامن مع اتهامات للغرب والمنظمات الدولية بالتآمر لتدمير التعليم

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
TT

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)

بهدف توحيد الصف اليمني ومساندة الشرعية في بسط نفوذها على التراب الوطني كله، أعلن 22 حزباً ومكوناً سياسياً يمنياً تشكيل تكتل سياسي جديد في البلاد، هدفه استعادة الدولة وتوحيد القوى ضد التمرد، وإنهاء الانقلاب، وحل القضية الجنوبية بوصفها قضيةً رئيسيةً، ووضع إطار خاص لها في الحل النهائي، والحفاظ على النظام الجمهوري في إطار دولة اتحادية.

إعلان التكتل واختيار نائب رئيس حزب «المؤتمر الشعبي» ورئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر رئيساً له، كان حصيلة لقاءات عدة لمختلف الأحزاب والقوى السياسية - قبل مقاطعة المجلس الانتقالي الجنوبي - برعاية «المعهد الوطني الديمقراطي الأميركي»، حيث نصَّ الإعلان على قيام تكتل سياسي وطني طوعي للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، يسعى إلى تحقيق أهدافه الوطنية.

القوى السياسية الموقعة على التكتل اليمني الجديد الداعم للشرعية (إعلام محلي)

ووفق اللائحة التنظيمية للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، ستكون للمجلس قيادة عليا تُسمى «المجلس الأعلى للتكتل» تتبعه الهيئة التنفيذية وسكرتارية المجلس، على أن يكون المقر الرئيسي له في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، وتكون له فروع في بقية المحافظات.

وبحسب اللائحة التنظيمية للتكتل، فإن الأسس والمبادئ التي سيقوم عليها هي الدستور والقوانين النافذة والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والتعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، والعدالة، والمواطنة المتساوية، والتوافق والشراكة، والشفافية، والتسامح.

ونصَّ الباب الثالث من اللائحة التنظيمية على أن «يسعى التكتل إلى الحفاظ على سيادة الجمهورية واستقلالها وسلامة أراضيها، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام، ودعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على كافة التراب الوطني، وتعزيز علاقة اليمن بدول الجوار، ومحيطه العربي والمجتمع الدولي».

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي، الشريك في السلطة الشرعية، شارك في اللقاء التأسيسي للتكتل الجديد، لكنه عاد وقاطعه. وأكد المتحدث الرسمي باسمه، سالم ثابت العولقي، أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتابع نشاط التكتل الذي تعمل عليه مجموعة من الأطراف لإعلانه، ويؤكد عدم مشاركته في هذا التكتل أو الأنشطة الخاصة به، وأنه سيوضح لاحقاً موقفه من مخرجات هذا التكتل.

ومن المقرر أن يحل التكتل الجديد محل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تأسس منذ سنوات عدة؛ بهدف دعم الحكومة الشرعية في المعركة مع جماعة الحوثي الانقلابية.

ويختلف التكتل الجديد عن سابقه في عدد القوى والأطراف المكونة له، حيث انضم إليه «المكتب السياسي للمقاومة الوطنية» بقيادة العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وغيرهما من القوى التي لم تكن في إطار التحالف السابق.

ووقَّع على الإعلان كل من حزب «المؤتمر الشعبي العام»، وحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، و«الحزب الاشتراكي اليمني»، و«التنظيم الناصري»، و«المكتب السياسي للمقاومة الوطنية»، و«الحراك الجنوبي السلمي»، وحزب «الرشاد اليمني»، وحزب «العدالة والبناء».

كما وقَّع عليه «الائتلاف الوطني الجنوبي»، و«حركة النهضة للتغيير السلمي»، وحزب «التضامن الوطني»، و«الحراك الثوري الجنوبي»، وحزب «التجمع الوحدوي»، و«اتحاد القوى الشعبية»، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وحزب «السلم والتنمية»، وحزب «البعث الاشتراكي»، وحزب «البعث القومي»، وحزب «الشعب الديمقراطي»، و«مجلس شبوة الوطني»، و«الحزب الجمهوري»، وحزب «جبهة التحرير».

وذكرت مصادر قيادية في التكتل اليمني الجديد أن قيادته ستكون بالتناوب بين ممثلي القوى السياسية المُشكِّلة للتكتل، كما ستُشكَّل هيئة تنفيذية من مختلف هذه القوى إلى جانب سكرتارية عامة؛ لمتابعة النشاط اليومي في المقر الرئيسي وفي بقية فروعه في المحافظات، على أن يتم تلافي القصور الذي صاحب عمل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تحوَّل إلى إطار لا يؤثر في أي قرار، ويكتفي بإعلان مواقف في المناسبات فقط.

بن دغر مُطالَب بتقديم نموذج مختلف بعد إخفاق التحالفات اليمنية السابقة (إعلام حكومي)

ووفق مراقبين، فإن نجاح التكتل الجديد سيكون مرهوناً بقدرته على تجاوز مرحلة البيانات وإعلان المواقف، والعمل الفعلي على توحيد مواقف القوى السياسية اليمنية والانفتاح على المعارضين له، وتعزيز سلطة الحكومة الشرعية، ومكافحة الفساد، وتصحيح التقاسم الحزبي للمواقع والوظائف على حساب الكفاءات، والتوصل إلى رؤية موحدة بشأن عملية السلام مع الجماعة الحوثية.