مصر: تقرير حكومي يرصد تزايد الإشاعات خلال 2021

شمل قطاعات التعليم والاقتصاد والصحة والتموين

TT

مصر: تقرير حكومي يرصد تزايد الإشاعات خلال 2021

رصد تقرير رسمي لمركز إعلامي تابع للحكومة المصرية «تزايد الإشاعات خلال عام 2021 مقارنة بالأعوام السابقة»، وشملت هذه الإشاعات العديد من القطاعات، أبرزها «التعليم والصحة والتموين، والقطاع الاقتصادي».
وقال «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري»، أمس، إنه «في الوقت الذي تولي فيه الدولة المصرية أهمية قصوى لقضية الوعي بمفهومها الشامل، تستمر جهوده في التصدي للإشاعات ونشر الحقائق بكل تجرد وحياد، عبر آليات فعالة ومتعددة، إيماناً بحق المواطن في الحصول على المعلومة الصحيحة والموثقة من مصادرها، وإدراكاً لأهمية رفع الوعي في المجتمع، باعتباره أحد عوامل استقراره وتقدمه، ومواجهة الأفكار الهدامة، والمتربصين بالدولة ودحض الإشاعات». وأضاف المركز موضحا أنه «قام بوضع الخطط الكفيلة بتطوير آليات العمل والرصد، بما يتواكب مع كل المتغيرات والمعطيات، فضلاً عن القيام بتحليل وقياس عميق لما يتم رصده من إشاعات بشكل علمي ومنهجي».
ووفق تقرير لـ«المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري» فإنه «حسب ترتيب السنوات طبقاً لمعدل انتشار الإشاعات في البلاد منذ عام 2014، جاء عام 2021 في الصدارة بنسبة تبلغ 23.5 في المائة، مقارنة بـ22.9 في المائة عام 2020، و20.1 في المائة عام 2019، و12.9 في المائة عام 2018، و1.7 في المائة عام 2014».
كما أشار التقرير إلى ترتيب الأشهر طبقاً لمعدل انتشار الإشاعات على مدار عام 2021، حيث «جاء شهر يناير (كانون الثاني) في المركز الأول بنسبة 12.5 في المائة، تلاه مارس (آذار) بنسبة 10.8 في المائة، ثم كل من فبراير (شباط) ويونيو (حزيران) بنسبة 10 في المائة».
في سياق ذلك، ذكر التقرير الحكومي أن «التعليم جاء في صدارة القطاعات، التي استهدفتها الإشاعات بنسبة 25.8 في المائة، ثم قطاع الاقتصاد بنسبة 22.6 في المائة، ثم الصحة بـ12.2 في المائة، والتموين بنسبة 10 في المائة». مبرزا أن «الإشاعات التي تعلقت بجائحة (كورونا) جاءت في المركز الأول بنسبة 49.3 في المائة».
وبحسب التقرير ذاته فإن «أخطر الإشاعات، التي تم رصدها خلال 2021، تعلقت بالاستقطاع من حسابات المواطنين بالبنوك لتمويل باقي مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة، واعتزام الدولة إصدار صكوك سيادية كأداة لرهن الأصول المملوكة للدولة مقابل الاقتراض، وتداول رسالة صوتية تزعم انتشار مرض الحصبة بين الأطفال، واستخدام مضادات حيوية محظورة عالمياً في مزارع الدواجن، وغياب الرقابة على إيرادات هيئة الأوقاف المصرية، وكذا التخلص من النفايات الطبية الخاصة بمستشفيات العزل بطرق غير آمنة».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.