أوكرانيا تدعو الغربيين إلى «اليقظة والحزم» في مفاوضاتهم مع روسيا

وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا (رويترز)
وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا (رويترز)
TT

أوكرانيا تدعو الغربيين إلى «اليقظة والحزم» في مفاوضاتهم مع روسيا

وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا (رويترز)
وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا (رويترز)

دعت السلطات الأوكرانية الدول الغربية، اليوم السبت، إلى إظهار «يقظة وحزماً» في مفاوضاتها مع روسيا المتهمة بحشد قوات على الحدود لتنفيذ اجتياح، فيما واصلت واشنطن ضغطها على موسكو مع إعلانها إرسال عدد محدود من الجنود الأميركيين إلى أوروبا الشرقية.
وتحشد روسيا منذ أكتوبر (تشرين الأول) أكثر من 100 ألف جندي وعتاداً عسكرياً، إضافة إلى قوات دعم على حدودها مع أوكرانيا ومؤخراً في بيلاروسيا التي لها أيضاً حدود مشتركة مع أوكرانيا شمالاً، حسبما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
وخلال مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، شدّد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا «على أهمية التحلي باليقظة والحزم في الاتصالات مع روسيا»، بحسب بيان للخارجية الأوكرانية.
ودعا كوليبا إلى «إعطاء الأولوية لتسوية سياسية ودبلوماسية» للأزمة بين روسيا والغرب في شأن أوكرانيا على وقع توتر متصاعد.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1487507475473395714
وفيما ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الدول الغربية (الجمعة) عدم إثارة «الذعر» بسبب الحشود العسكرية الروسية على حدود بلاده، توافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على «ضرورة نزع فتيل التصعيد».
ويواصل الرئيس الأميركي جو بايدن الضغط على نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الأزمة الأوكرانية مع إعلانه إرسال عدد محدود من الجنود الأميركيين إلى أوروبا الشرقية حتى وإن كان كبار مسؤولي البنتاغون يؤيدون مسعى دبلوماسياً جديداً.
ومع ذلك، قال بايدن (الجمعة) في واشنطن إنه سيرسل «قريباً» عدداً صغيراً من الجنود الأميركيين لتعزيز قوات حلف الأطلسي (ناتو) في شرق أوروبا وسط تصاعد التوتر.
وأعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي (السبت) أن فرنسا تنوي إرسال «عدة مئات» من الجنود إلى رومانيا في إطار نشر محتمل لقوات من حلف شمال الأطلسي.
ويسعى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى تجنّب «إراقة الدماء» في أوكرانيا، وفق ما أكّدت متحدّثة باسم داونينغ ستريت، مشيرة إلى أنّه سيتّصل ببوتين لحثّه مرّة جديدة على «التراجع والانخراط دبلوماسياً».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1487147213910282240
ونقل الكرملين عن بوتين قوله للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (الجمعة) إنّ «أجوبة الولايات المتحدة والحلف الأطلسي لم تأخذ بالاعتبار مخاوف روسيا الجوهرية (...) لقد تم تجاهل المسألة الأساسيّة، وهي كيف تعتزم الولايات المتحدة وحلفاؤها تطبيق المبدأ القائل إنه يجب ألّا يعزز أي طرف أمنه على حساب دول أخرى».
وجاء الاتصال بين بوتين وماكرون في أعقاب محادثات في باريس هذا الأسبوع بين روسيا وأوكرانيا بحضور فرنسا وألمانيا، صدر عنها بيان مشترك تعهد بالحفاظ على وقف لإطلاق النار في شرق أوكرانيا بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لموسكو.
واتفق الطرفان أيضاً على إجراء محادثات جديدة في برلين في فبراير (شباط). وقال الكرملين إن «الرئيسين اتفقا على مواصلة الجهود من أجل خفض التصعيد والحوار».
ووعد الأوروبيون والأميركيون بفرض عقوبات غير مسبوقة في حال اجتياح أوكرانيا.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1487492373948944386
وحذرت واشنطن وبرلين من أن خط الأنابيب «نورد ستريم 2» لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا، معرض للخطر.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (الجمعة) إن بلاده تريد المسار الدبلوماسي وليس الحرب، بعد الدعوة الأميركية للعودة إلى طاولة المفاوضات والامتناع عن غزو أوكرانيا.
وحذر رئيس الأركان الأميركي مارك ميلي من أن نزاعاً بين موسكو وكييف سيكون «مروعاً» للجانبين.



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.