تقرير: أموال روسية «قذرة» تتدفق داخل لندن قد تضعف تأثير العقوبات

لجنة بريطانية تعتبر أن تبييض الأموال جعل الرئيس بوتين «أكثر جرأة»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون (أرشيفية - تاس)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون (أرشيفية - تاس)
TT

تقرير: أموال روسية «قذرة» تتدفق داخل لندن قد تضعف تأثير العقوبات

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون (أرشيفية - تاس)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون (أرشيفية - تاس)

تهدد أموال روسية «قذرة» تتدفق داخل لندن، الأمن القومي، ومن شأنها أن تضعف تأثير فرض عقوبات غربية على موسكو في حال غزت أوكرانيا، حسبما حذر مسؤولون ومنظمة لمكافحة الفساد، أمس (الجمعة).
وكتب النائب المحافظ توم توغندات في صحيفة «سيتي إيه إم» الاقتصادية «بينما تستعرض موسكو قوتها في مواجهة أوكرانيا، ما زالت أموال روسية لا تزال تسمم شواطئنا».
والعلاقات بين روسيا ودول الغرب في أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة، في أعقاب نشر موسكو عشرات آلاف الجنود على الحدود الأوكرانية، حسبما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية».
وأضاف توغندات رئيس اللجنة البرلمانية الخاصة للشؤون الخارجية التي تتمتع بنفوذ كبير أنه «يسهل التركيز على مائة ألف جندي روسي تم حشدهم على الحدود، لكن التهديد لا يأتي من الدبابات فقط، إنما من الأموال».
وأوضح أن «الأموال المخبأة في حسابات وممتلكات تُستخدم لتقويض أمن المملكة المتحدة والشعب البريطاني».
وكان توغندات صرح أمس (الجمعة) لشبكة «بي بي سي» من البوسنة بأن بريطانيا تتحمل مسؤولية بشكل خاص في الأزمة الحالية المتعلقة بأوكرانيا، لدورها المحوري في غسل أموال من أنحاء العالم.
قال النائب المحافظ إن «كثيراً من الأموال القذرة التي مع الأسف تسبب عدم الاستقرار - هنا في البوسنة وحتماً في أوكرانيا وبالطبع في روسيا - تتدفق داخل أسواقنا في لندن». وأضاف: «هذا مجال مع الأسف له علاقة بنا ولا يمكننا تجاهله».
واتُهمت السلطات البريطانية كثيراً بالتغاضي عن أموال الأثرياء القريبين من السلطة المتدفقة إلى لندن والمركز المالي، ما أدى إلى إطلاق لقب «لندنغراد» عليها.
يتم استثمار كثير من الأموال وغسلها بشراء عقارات في بعض أكثر المناطق الباهظة الثمن في لندن.

وقالت «منظمة الشفافية الدولية» التي تكافح الفساد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن روساً متهمين بالفساد أو بعلاقات لهم مع «الكرملين»، يمتلكون نحو 1.5 مليار جنيه إسترليني (ملياري دولار) بشكل عقارات في بريطانيا.
ونحو مليار جنيه من المبالغ الإجمالية تمتلكها شركات في «ملاذات سرية» هي أيضاً أراضٍ بريطانية ما وراء البحار، خصوصاً الجزر العذراء البريطانية وجزيرة آيل أوف مان، بحسب المنظمة.
وقال مدير السياسات في الفرع البريطاني للمنظمة دنكان هيمز: «ليس سراً أن بريطانيا توفر (مغسلاً) للأموال القذرة، ولسمعات أولئك الأشخاص من روسيا وغيرها».
وأضاف: «هذا لا يؤثر فقط على مواطني الدول التي تعيش في ظل أنظمة فاسدة، إنما يطرح أيضاً مخاوف أمنية للمملكة المتحدة».
وتابع: «على الحكومة أن تبادر إلى إدخال إصلاحات طال انتظارها لمنع المجرمين والفاسدين من إخفاء أموالهم المكتسبة بطريقة غير شرعية في عقارات فاخرة هنا»، مشيراً إلى أن إنجلترا لديها قوانين لتجميد مثل هذه الأصول.
تحذر لجنة توغندات منذ سنوات من أن التراخي في وجه الأموال الروسية التي يتم تبييضها في لندن من خلال بنوك أو عقارات، جعلت الرئيس بوتين أكثر جرأة.
قال تقرير للجنة نشر في 2018 بعنوان «ذهب موسكو» إن أفضل طريق لكبح الأطماع الإقليمية الروسية هي وقف «الكرملين» عن غسل الأموال غير القانوني في المملكة المتحدة والمناطق البريطانية ما وراء البحار.

في التقرير، يرى الناشط في مجال مكافحة الفساد رومان بوريسوفياتش إن جميع «الأوليغارش» الروس ينتمون إلى «الطبقة» نفسها التي تدين بشيء ما لـ«الكرملين».
ويقول: «مهما بدوا مختلفين - أحدهم يمتلك نادياً لكرة القدم، وآخر تبرع بالمال إلى أكسفورد لبناء مدرسة حكومية، وثالث سجن في روسيا لست سنوات في ظل الشيوعية، وسواه كان موظفاً حكومياً - فجميعهم لديهم أشياء معينة مشتركة».
ويضيف: «كل واحد منهم جمع المال عبر علاقة مع الحكومة الروسية، وذلك الارتباط يجبرهم على القيام بكل أنواع المهام لبوتين سواء كانت خفية أو مرئية أو غير مرئية».
وستفتح اللجنة قريباً تحقيقاً في غسل عالمي للأموال، حسبما أعلن متحدث لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أمس (الجمعة)، فيما قالت موسكو إن أي عقوبات على أوكرانيا تستهدف بوتين بشكل مباشر ستكون «مدمرة».
من ناحية أخرى قالت صحيفة «تايمز»، أمس (الجمعة)، إن مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية عبروا عن «الاستياء»، لأن تأثير العقوبات المالية المحتملة ضد بوتين سيكون أقل بسبب تقاعس بريطانيا عن اتخاذ إجراءات بشأن استثمارات روسية مشبوهة.
تفرض بريطانيا حالياً عقوبات على 14 شخصاً من الموالين لـ«الكرملين» تتهمهم بالفساد.



تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».