مقتل قيادي آشوري وإصابة آخر.. وخط تماس يفصل بين «القوات المشتركة» و«داعش» في تل تمر

مسؤول كردي يرى أن مساعدات التحالف بالحسكة لا ترتقي إلى المستوى المطلوب

مقتل قيادي آشوري وإصابة آخر.. وخط تماس يفصل بين «القوات المشتركة» و«داعش» في تل تمر
TT

مقتل قيادي آشوري وإصابة آخر.. وخط تماس يفصل بين «القوات المشتركة» و«داعش» في تل تمر

مقتل قيادي آشوري وإصابة آخر.. وخط تماس يفصل بين «القوات المشتركة» و«داعش» في تل تمر

أعلنت الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان، أن قياديين آشوريين اثنين في قوات حرس الخابور وقعا في كمين مسلح في المنطقة الواقعة تحت سيطرة قوات حماية الشعب الكردي في تل تمر بالحسكة (شمال شرقي البلاد)، فيما يشارك المقاتلون الآشوريون مع المقاتلين الأكراد في معارك عسكرية ضد تنظيم داعش في بلدة تل تمر في الحسكة.
وقال الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردي ريدور خليل لـ«الشرق الأوسط»، إن المعارك ضد تنظيم داعش متواصلة في المنطقة، من غير أن يطرأ أي تغيير على المشهد الميداني، موضحًا أن خط تماس يفصل بين مقاتلي القوات المشتركة و«داعش» في تل تمر، بينما لا تزال المعارك متواصلة في منطقة حوض الخابور التي تسكنها أغلبية آشورية، وسيطر «داعش» على قسم منها قبل شهرين.
وقال خليل، إن مساعدة قوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب «لا ترتقي إلى المستوى المطلوب»، في إشارة إلى المساعدة المكثفة التي قدمتها ضربات التحالف في يناير (كانون الثاني) الماضي، وساهمت في استعادة السيطرة على بلدة كوباني بريف حلب الشمالي.
وأفاد ناشطون بوقوع اشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردي وقوات حرس الخابور والمجلس العسكري السرياني من طرف، وعناصر تنظيم داعش من طرف آخر في الريف الغربي لبلدة تل تمر، ما أدى إلى مقتل 4 عناصر على الأقل من التنظيم.
بدورها، أفادت «الشبكة الآشورية» بأن كمينًا نصب على الطريق الواصل بين بلدتي تل تمر والدرباسية، استهدف قائد قوات حرس الخابور إلياس ناصر، مما أدى إلى إصابته بجروح بليغة، وديفيد جندو أحد مؤسسي الحرس الذي قتل في الاعتداء على الفور، وذلك أثناء عودتهم من جولة ميدانية. وتأسست قوات حرس الخابور أواخر عام 2013 لحماية سكان القرى والبلدات الآشورية، إثر حوادث متكررة من الاعتداء على المدنيين والكنائس والمدارس، وسرقة الممتلكات ونهب المنازل والسطو على أراضي الفلاحين الآشوريين. وتخوض هذه القوات معارك ضد تنظيم داعش إلى جانب المجلس العسكري السرياني التابع لقوات الحماية الشعبية الكردية، وذلك في أعقاب الهجوم الذي شنه التنظيم على سلسلة البلدات الآشورية في 23 فبراير (شباط) الماضي، مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات وخطف نحو 235 مدنيا معظمهم من النساء والأطفال.
إلى ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «داعش» أعدم رجلاً في مناطق سيطرته بريف الحسكة، في إحدى الساحات العامة بريف الحسكة وسط تجمهر عشرات المقاتلين من ضمنهم مقاتلين من جنسيات غير سوريا، بتهمة «موالاة الوحدات الكردية».
وفي سياق متصل بالعمليات ضد «داعش» في شمال شرقي سوريا، اندلعت اشتباكات أمس بين «داعش» والقوات المشتركة المنضوية في غرفة عمليات (بركان الفرات)، وذلك إثر هجوم شنته الأخيرة على قرية ديكان الخاضعة لسيطرة التنظيم في محيط مدينة صرين بريف حلب الشرقي.
وأكد الناشط الإعلامي أبو إيمان الشيوخي من ريف حلب، لمكتب أخبار سوريا، أنّ التنظيم صد الهجوم الذي شنته القوات المشتركة المؤلفة من وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل من الجيش الحر، فيما أسفرت الاشتباكات عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.
من جهتها؛ أعلنت غرفة عمليات بركان الفرات، أنَّ المعارك في محيط قرية الديكان أدت إلى مقتل 11 عنصرًا من التنظيم.
وجاءت تلك المعارك بعد ساعات على تنفيذ طائرات التحالف الدولي عدة غارات على مواقع التنظيم قرب مدينة صرين، في منطقة الاشتباكات ما أسفر عن تدمير كثير من المواقع التي يتمركز فيها مقاتلو التنظيم عند خطوط المواجهات.
في غضون ذلك، قصفت الكتائب المقاتلة بعدد من القذائف محلية الصنع، تمركزات لقوات النظام والمسلحين الموالين لها على أطراف حي كرم الطراب قرب مطار النيرب شرق حلب، وتمركزات لقوات النظام في ضاحية الأسد غرب حلب، إضافة إلى مبنى تتمركز فيه قوات النظام في حي صلاح الدين، ما أدى لانهيار أجزاء كبيرة منه. وفي المقابل، قال ناشطون إن قوات النظام قصفت مناطق في بلدة حريتان بينما قصف الطيران الحربي مناطق في محيط مطار كويرس العسكري والمحاصر من قبل عناصر تنظيم داعش، فيما قتل 9 أشخاص جميعهم من عائلة واحدة بينهم أطفال ونساء، جراء تعرض مناطق في قرية شربع بريف مدينة الباب الخاضعة لسيطرة «داعش» لقصف جوي، كما أفاد به المرصد السوري.
وفي ريف دمشق، قال ناشطون إن قوات النظام قصفت مناطق في مدينة الزبداني، فيما استهدفت بلدة زبدين بصاروخين يعتقد أنهما من نوع أرض - أرض بموازاة اشتباكات مستمرة وقعت في محيط بلدة الطيبة بريف دمشق الغربي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».